مقالات
الحقد ابن الحسد (الحسدنار تأكل صاحبها قبل غيره)
د. صالح العطوان الحيالي
الحسد شر أعاذ الله منه الناس ، في القران فقال: ( ومن شر حاسد إذا حسد) الحسد هو غيظ يتمكن في نفس الحاسد فيتمنى زوال نعمة المحسود ولا علاج له سوى الصبر وعدم الاكتراث .
اصبر على غيظ الحسود
فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
خلق الله تعالى البشر وجعلهم مختلفين فيما بينهم من الناحية الجسدية والعقلية ، ولكن جعل الفطرة السليمة هي المحبة ال الصك لبعضهم البعض، وحاجتهم إلى التواجد مع بعض، ولكن قد تنحرف فطرة بعض البشر فيقع الكره في قلوبهم تجاه بعضهم البعضوتنتشر العداوة والبغض والحروب امًا طمعا في مصالح دنيوية أو كرها لأسباب شخصية ، لذلك ان يجد من الطبيعي في حياته شخصا حقودا يحاول إلحاق الاذى به ، هناك أشخاص أنانيون مغرقون في اللوءم والدناءة لا يعرفون المعروف أبدا .
الحقد، تلك المشاعر السوداء التي تتسلل إلى القلوب المظلمة، قد تبدو وكأنها وسيلة للانتقام أو التعبير عن الغضب، لكنها في الحقيقة أداة هدم تدمّر صاحبها قبل أن تؤذي من حوله. الإنسان الحقود يعيش في سجن صنعه بيديه، سجن مليء بالكراهية والضغينة، يُبعده عن السكينة والسلام الداخلي.
تأثير الحقد على النفس
الحقد لا يضرّ الآخرين بقدر ما يدمّر صاحبه. الإنسان الذي يملأ قلبه الحقد يصبح أسيرًا لمشاعره السلبية، يستهلك طاقته في التفكير في الآخرين بدلاً من التركيز على تحسين نفسه. يتحول الحقد إلى سمّ يتغلغل في الروح، فيؤدي إلى التوتر، والقلق، وحتى الأمراض الجسدية.
من أين يأتي الحقد؟
غالبًا ما ينشأ الحقد من شعور بالنقص أو الغيرة. يرى الحقود نجاح الآخرين أو سعادتهم كخطر عليه، فيبدأ في مقارنة نفسه بهم. لكنه ينسى أن الله وزّع الأرزاق بحكمة، وأن كل شخص لديه نصيبه المكتوب.
كيف نواجه الحقد؟
1. التسامح: التسامح لا يعني أنك تُظهر الضعف، بل هو دليل على قوة قلبك ونضج روحك.
2. شغل النفس بما يفيد: استثمر وقتك في تعلم شيء جديد، في تحسين نفسك، أو في مساعدة الآخرين.
3. الرضا بما قُسم لك: ارضَ بنصيبك، وكن على يقين أن الله لا ينسى أحدًا، وأن ما يقدّره لك هو الخير.
لا تسمح للحقد أن يُطفئ نور قلبك. اجعل من نجاح الآخرين حافزًا لتطوير نفسك بدلاً من الوقوع في دوامة الكراهية. كن إنسانًا إيجابيًا، متسامحًا، متطلعًا إلى الأمام. تذكّر أن الحياة قصيرة، فلا تضيّعها في مشاعر لن تفيدك.واخيرا أقول لكم :
ازرع الحب في قلبك، وستجد أن العالم يبتسم لك!.