
بقلم :م/مظلوم الزيات
التكرار التاريخي هو تكرار
أحداث متشابهة في التاريخ وقد تم تطبيق مفهوم التكرار التاريخي بشكل مختلف علي التاريخ البشري بشكل عام علي سبيل المثال( صعود وسقوط الإمبراطوريات) وعلي الأنماط المتكررة في تاريخ نظام سياسي معين وعلي أي حدثين محددين يحملان تشابها كبير يقول وينستون تشرشل يعيد التاريخ نفسه لأن الحمقي لم يفهموه جيدا
التاريخ ليس علم الماضي بل هو علم الحاضر والمستقبل فالأمة التي تستطيع البقاء هي التي لها ضمير تاريخي تعي به ماضيها وتفسر حاضرها وتستشرف مستقبلها
والتاريخ يكرر نفسه بصورة عجيبة والأحداث نراها تتكرر علي مر الأيام ولكن باختلاف الأسماء والأماكن وكذلك فالمتعمق في التاريخ يقرأ ببساطة مايحدث علي وجه الأرض من أمور ولايخدع بسهولة مهما تفاقمت
والتاريخ الإسلامي هو ولاشك في ذلك أنقى وأزهى وأعظم وأدق تاريخ عرفته البشرية فالتاريخ تاريخ أمه شاهدة وأمه خاتمة وأمه صالحة وهو تاريخ أمه آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر داعية إلي كل خير محاربة لكل شر
ولكن ذلك لايمنع أن هذا التاريخ يحوي أخطاء ويشمل عيوب ولكن من الظلم أن نلصق أخطاء المسلمين بدين الإسلام
فالإسلام دين مكتمل قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 لايوجد به أخطاء ولاعيب فيه
هذه الثروة الثمينة وهذا الكنز العظيم ثروة التاريخ الإسلامي الطويل .من يؤتمن عليه من البشر في زماننا
ولكن عجبا لأمتنا لقد أعطت ذلك لحفنة من الأشرار بعض منهم من المستشرقين الأجانب وطائفة من أبناء المسلمين المقترنين بالغرب.
المسلمون في الأندلس(اسبانيا):
دخلنا الأندلس بشجاعة وعزيمة طارق بن زياد وإيمان موسى بن نصير
مرت الأيام ومال المسلمون في الأندلس إلي حياة الرخاء والنعيم والترف متناسين من يمكر بهم ومن يجمع صفوفه ليسحقهم وهم في لهوهم وعدوهم يستعد عسكريا ويوحد كلمته
حكم المسلمون الأندلس مايقرب ثمانية قرون
إنها ملحمةطويلة عاشها المسلمون بتلك البلاد حتي انتهي حكمهم واندثر ذكرهم بأيديهم ومن عند أنفسهم أولاً وبتربص ومكر وصبر من عدوهم ثانيا
بعد ماوصلوا إلي قمة المجد وذروة الحضارة ولكن سنن الله لاتحابي أحد ولاتتغير ولاتتبدل
غزو فرنسا وقد تحمس المسلمون لذلك فتجمع جيش قوامه ١٠٠.٠٠٠مقاتل وكان دخولهم فرنسا سنة (١٧٧هجريا _٧٩٢هجريا)
فتقدم المسلمون إلي قرقشونة(مدينة فرنسية تاريخية تقع علي نهر الأود) ولكن كونت تولوز استنفر أمراء المملكة فأقبلو من كل جانب وتلاقوا مع المسلمين وكانت معركة حامية انتصر فيها المسلمون وأصيب فيها الفرنجة بخسائر فادحة ولم يتبعهم المسلمون واكتفوا بما أصابوا من غنائم
عبد الرحمن الأوسط (٢٠٦هجريا -٢٣٨ هجريا)
ورث عبد الرحمن ملكا ثابتا بالإضافة إلي شخصيته المعتدلة بين اللين والعنف فهو يعرف كيف يضع السيف في موضع السيف
وكيف يستعمل اللين في موضع اللين وفي عهده بدأت مظاهر الحضارة والترف تظهر فأنشأ الناس القصور الجميلة وأخذت قرطبة طريقها لتصير أجمل مدائن أوروبا علي الإطلاق وكان هناك ديوان المظالم مخصص للنظر في شكاوى الناس من أعمال رجال الدولة وتصرفاتهم.
الأندلس هو الإسم الذي أطلقه المسلمون علي شبه جزيرة أيبيريا عام ٧١١ ميلادي بعد أن دخلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وضموها للخلافة الأموية واستمر وجود المسلمين فيها حتي سقوط مملكة غرناطة عام ١٤٩٢
واصل المسلمون التوسع بعد السيطرة علي معظم أيبيريا لينتقلوا شمالا عبر جبال البرنييه(جبال تقع جنوب غرب أوروبا بين فرنسا وأسبانيا)
حتي وصلو وسط فرنسا وغرب سويسرا
هزم الجيش الإسلامي في معركة بلاط الشهداء عام ٧٣٢م أمام قائد الفرنجة شارل مارتل محاولة السيطرة على البرتغال
أرسل القائد موسى بن نصير إلي ابنه عبدالعزيز ليستكمل الغزوات في غرب الأندلس حتي وصل إلي لشبونة
وفي ظل الحكم الإسلامي لأسبانيا الإسلامية أعطى الحرية للأقليات اليهودية والمسيحية ومن مظاهر ذلك
-لم يستعبدوهم
-لم يمنعو من شعائرهم الدينية
-لم يجبروا علي التحول للإسلام
-لم يمنعوا من ممارسة أي عمل يريدونه
-تميزو في مهن بارزة مثل الصرافة وتجارة الذهب والفضة
-عملوا في دواوين الحكام المسلمين
-قبول الحكم الإسلامي
-دفع ضريبة الجزية للحكام المسلمين
-عدم حمل السلاح
أسباب سقوط المسلمين :
ومن الأسباب الرئيسية لانهيار الحكم الاسلامي في أسبانيا الخلافات بين الحكام المسلمين أنفسهم