أخبار عالمية

بسبب حرب غزة .. الأمن الغذائى الإسرائيلى فى خطر بعد تلف مساحات زراعية واسعة

محمد حسونه



يطالب الآلاف من الإسرائيليين الحكومة بتدخل عاجل لتخصيص تمويل طارئ كبير لإعادة تأهيل مساحات زراعية شاسعة أتلفت بسبب الحرب على قطاع غزة، ما يهدد الأمن الغذائى الإسرائيلى، وفق تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست.



وتقول الصحيفة – في تقرير موسع حول الأضرار التي لحقت بقطاع الزارعة القريب من حدود غزة – إن الأزمة التي تعصف بالزراعة الإسرائيلية أعمق وأكثر تعقيدًا مما قد يبدو للوهلة الأولى، مضيفة” الحرب على غزة خلقت واقعًا اقتصاديًا معقدا للقطاع الذي كان يعاني بالفعل من تحديات وعوائق كبيرة”.



وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب تسببت في مغادرة الآلاف من العمال الأجانب البلاد، بما في ذلك العمال المهرة من تايلاند الذين كانوا جزءًا حيويًا من قوة العمل الزراعية، وهناك حاجة ماسة إلى منح المزارعين حوافز مباشرة، وحوافز أخرى لتوظيف العمال.



وتابعت، بينما ما يزال الجميع في انتظار نتائج نهاية حرب إسرائيل على قطاع غزة، يجد آلاف الفلاحين في إسرائيل قرب حدود غزة أنفسهم في معركة يومية من أجل الحفاظ على مزارعهم، مؤكدة أنه من دون دعم حكومي فوري ومستمر، فقد تصبح الأضرار التي لحقت بالزراعة الإسرائيلية غير قابلة للإصلاح.



وذكرت الصحيفة – في تقريرها – أنه حان الوقت لكي تستيقظ الحكومة الإسرائيلية، ويتم تخصيص تمويل طارئ كبير لإعادة تأهيل الزراعة وحوافز لتوظيف العمال الإسرائيليين، والإعفاء الضريبي، والمساعدة في ترميم البنية الأساسية.



كما لفتت إلى أن الأزمة الزراعية لا تؤثر على المزارعين فحسب؛ بل إن الإسرائيليين يشعرون بها في كل بيت، فقد ارتفعت أسعار الفاكهة والخضروات بعشرات النقاط المئوية، والاعتماد المتزايد على الواردات يدفع التكاليف إلى الارتفاع، كما تضطر العديد من الأسر إلى التخلي عن شراء المنتجات الطازجة، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على أمنها الغذائي.



وأشارت إلى أنه تم إغلاق مناطق زراعية شاسعة في الجنوب تعد مصدراً أساسياً للمنتجات الطازجة في إسرائيل وتحويلها لمناطق عسكرية مغلقة منذ أشهر.



وفي الوقت نفسه، لا يزال المزارعون في الشمال غير قادرين على الوصول إلى بساتينهم، ما ترك العديد من أشجار الفاكهة دون رعاية، كما لم يعد يُسمح للعمال من الأراضي الفلسطينية – الذين كانوا يشكلون جزءاً لا يتجزأ من القوى العاملة – بالدخول إلى البلاد.



وتضاف هذه التحديات إلى سلسلة من الأزمات التي يواجهها المزارعون الإسرائيليون، لتخلق صورة قاتمة لمستقبل الزراعة في إسرائيل لأن الأضرار تتزايد بشكل سريع ومتراكم؛ والمحاصيل تنضب، والأشجار متضررة، والإنتاج الزراعي المحلي يتقلص بمعدل ينذر بالخطر.



واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول “هذه الأزمة التي تضرب القطاع الزراعي الإسرائيلي لا تقتصر على خسائر فورية فقط، بل تتسبب في تدهور طويل الأمد قد يؤثر بشكل كبير على استدامة الإنتاج الزراعي في المستقبل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى