كتب احمد ضياء عثمان
لحاقآ بيوم المرأة العالمي، لا نحتفل فقط بإنجازاتها، بل يجب أن نسلط الضوء على معاناتها، تلك المعاناة التي تزداد وحشية كل يوم، حتى أصبحت النساء والفتيات ضحايا للظلم والقهر والاعتداءات الوحشية التي تفقد المجتمع إنسانيته.
طفولةٌ تُغتال.. في بيوتٍ يُفترض أن تكون محال!
كيف وصل بنا الحال إلى أن تُغتصب طفلة في الثامنة من عمرها داخل حمام مسجد في نهار رمضان؟ المكان الذي يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا للروح والعبادة، أصبح مسرحًا لجريمة تضرب بكل القيم المجتمعية والدينية عرض الحائط!
كم من طفلة وفتاة تعرضت لنفس المصير؟!
كم مرة صُدمنا، بكينا يومين، ثم نسينا؟!
لكن الحقيقة أن الجروح لا تندمل لمن عاشوها، بل تظل ندوبها محفورة في أرواحهم للأبد.
وما المتوقع من مجتمع يحلل زواج القاصرات بحجة “هل تقبل الوطء أم لا؟”، ويتصالح مع ختان الإناث بحجة العفة والشرف، رغم أن الأطباء والعلماء أكدوا أضراره الجسدية والنفسية؟!
نساءٌ يُقتلن.. لأنهن فقط رفضن!
لا تزال قائمة الضحايا تطول، وكأن قتل النساء أصبح أمرًا عاديًا في هذا المجتمع:
نيرة أشرف، فتاة في عمر الزهور، قُتلت بدمٍ بارد أمام الجميع لأنها رفضت الزواج من قاتلها.
سلمى بهجت، طُعنت حتى الموت لأنها قالت “لا”.
إيمان عادل، قُتلت بعد مؤامرة دنيئة لزوجها الذي أراد التخلص منها بأبشع الطرق.
شيماء جمال، قُتلت على يد زوجها الذي كان قاضيًا، المفترض به أن يكون رمزًا للعدل!
فاطمة المؤدب، الفتاة التونسية التي قُتلت على يد خطيبها لأنه لم يتحمل فكرة انفصالهما.
لبنى منصور، قتلتها يد الغدر في الإمارات بعد أن رفضت البقاء في علاقة سامة.
كم نيرة وسلمى وإيمان أخرى ستُقتل قبل أن نستفيق؟!
هل اصبحنا في عصر الجاهلية؟
نحن في حقبة تاريخية مظلمة، حيث تحوّل بعض البشر إلى ذئاب بشرية، مجردين من الرحمة والإنسانية، غير مبالين بتعاليم الدين الذي أوصى بالنساء خيرًا. فالرسول ﷺ قال:
> “ما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم” (رواه الترمذي وأبو داود)
وفي القرآن الكريم، نجد وصايا كثيرة تحث على العدل والرحمة تجاه النساء، ومنها:
“وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْرًۭا كَثِيرًۭا”
(النساء: 19)
“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” (الإسراء: 33)
فكيف نبرر كل هذا العنف ضد المرأة باسم الدين، بينما الدين منه براء؟
لقد وصل بنا الانحدار الأخلاقي إلى حد أصبحنا فيه نقتل النساء لأنهن رفضن الحب، أو نعتدي عليهن لأنهن لم يكنّ قادرات على الدفاع عن أنفسهن. أصبحنا نعيش في زمنٍ يفتقر إلى الرحمة، وكأننا عدنا إلى عصور الجاهلية التي جاء الإسلام ليخرجنا منها.
نداءٌ إلى الإنسانية والرحمة
إن النساء هن أساس بناء المجتمع، وهن من يزرعن في الأجيال القادمة القيم والمبادئ. ولا يمكن أن يُسمح بتكرار هذه الجرائم الوحشية ضدهن. من واجبنا جميعًا – أفرادًا ومؤسسات – الوقوف في وجه هذا الظلم والاعتداء على النساء والأطفال، والعمل على رفع الوعي وتعزيز القيم الإنسانية التي حثنا عليها ديننا الحنيف يا من لا تزال في قلوبكم بقية من إنسانية، لا تصمتوا أمام هذه الجرائم. لا تكونوا شهود زور على عصرٍ تفقد فيه المرأة حقها في الحياة بكرامة وأمان. الإسلام لم يكرم المرأة بالكلام فقط، بل بالأفعال والتشريعات التي حفظت حقوقها، فلا تجعلوا صوت الباطل أعلى من صوت الحق
اختم حديثي بــ
إن يوم المرأة العالمي ليس مجرد احتفال، بل هو صرخة في وجه الظلم، وتذكير بأن كل فتاة وامرأة لها الحق في الحياة بأمان وكرامة. علينا جميعًا أن نقف أمام هذه الجرائم، وأن ننصر المظلومات، فكما قال النبي ﷺ:
“انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا”، قيل: يا رسول الله، أنصره مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: “تمنعه عن ظلمه، فذلك نصره.” (رواه البخاري)
فلنتذكر أن من يظلم امرأة يظلم أمة بأكملها، وأننا لن نتقدم إلا عندما نحمي من أوصانا النبي ﷺ بالرفق بهن.
استوصوا بالنساء خيرًا.. فكرامتُهن كرامتُنا جميعًا.
أقرأ التالي
2025-03-15
تحت رعاية وزارة الصحة.. مصر تحتضن المؤتمر الدولي الثاني للسكتة الدماغية والقسطرة المخيه التداخلية
2025-03-15
هيئة الرعاية الصحية ببورسعيد تكثف من تواجدها بجانب منتفعيها ومرضاها من الفئات الأكثر إحتياجا
2025-03-15
منتخب الجواله بجامعة كفر الشيخ يشارك في اليوم الكشفي الترويحي والافطار الجماعي بدار الحنان
2025-03-15
بدء أعمال وضع الطبقة الاسفلتية للترميمات شارع عمر مكرم بمدينة بورفؤاد ببورسعيد
2025-03-15
وزير الصحة يتفقد مشروع إنشاء مجمع المعامل المركزية بمدينة بدر
2025-03-15
مصر تحتضن المؤتمر الدولي الثاني للسكتة الدماغية والقسطرة المخيه التداخلية
2025-03-15
تكريم مديرة إدارة رضاء المنتفعين بفرع هيئة الرعاية الصحية ببورسعيد
2025-03-15
التنسيق بين الاجهزة التنفيذيين والنواب لتحقيق التنمية وتلبية احتياجات المواطنين بالغربية
2025-03-15
رئيس جامعة الأزهر يفتتح دورة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بكلية العلوم الإسلامية للوافدين
2025-03-15
نائب محافظ قنا يتفقد المصابين في حادث تصادم مركز دشنا ويوجه بمتابعة تقديم الرعاية الطبية
زر الذهاب إلى الأعلى