دين

كيف نكون من عباد الرحمن

متابعة نصر سلامة

من صفات عباد الرحمن وجميل نعوتهم تواضعهم لله ﷻ ولعباده، فيمشون بسكينةٍ وطُمأنينة ووقار، وهذا التواضعُ الذي ظهر على مشيهم وهيئتهم إنَّما هو ثمرةٌ من ثمار الإيمان، وأثر من آثاره
قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿وَعِبادُ الرَّحمنِ الَّذينَ يَمشونَ عَلَى الأَرضِ هَوْنَاً﴾، أي «بالطاعة والعفاف والتواضع» أخرجه الطبراني في تفسيره (٤٩١/١٧)
ومن مظاهر تواضعهم وسكينتهم أنهم إن واجهوا في طريقهم بعض أهل السَّفهِ والجهل فإنهم يخاطبونهم بكلام سديدٍ سالم من السَّفه والجهل، وهذا معنىٰ قوله عز وجل ﴿وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًا﴾ أي قولاً يسلمون به من الإثم واللغو.
وهم بهذا قد جمعوا لأنفسهم السلامة من عثرتين: عثرة الرِّجل وعثرة اللسان.
قال ابن القيم رحمه الله: « ولما كانت العثرة عثرتين، عثرة الرِّجل، وعثرة اللسان، جاءت إحداهما قرينة الأخرى في قوله تعالى ﴿وَعِبادُ الرَّحمنِ الَّذينَ يَمشونَ عَلَى الأَرضِ هَونًا وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلامًا﴾
فوصفهم بالإستقامة في لفظاتهم وخطواتهم»
فلا يقابلون الجاهلين والسُّفهاء بمثل جهلهم وسفههم، وإنما يُعرضون عنهم، ويخاطبونهم بكلام سليم من هذه الإفات، فيدفعون الإساءة بالإحسان، كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
فالناس يتفاوتون في أخلاقهم وتعاملاتهم تفاوتاً عظيماً، والواجب على المسلم بحسن ديانته، وجميل أخلاقه أن يتَّصف بما ذكره الله سبحانه وتعالى عن عباد الرحمن في الآية السابقة، فيقابل الإساءة بالإحسان، ويتواضع لعباد الله عز وجل مهما كانت أخلاقهم.
وينبغي قبل ذلك أن يستعين بالله سبحانه وتعالى في أموره كلِّها، وأن يدعوه أن يهديه لأحسن الأخلاق، وأن يصرف عنه سيئها..
كما ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يقول في دعاء الاستفتاح: «اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف سيئها إلا أنت».
وكان النبي ﷺ يُرشد من خرج من بيته أن يقول: “اللهم أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أَظلمَ أو أُظلم، أو أَجهل أو يُجهلَ علي”
نقلا عن صفات عباد الرحمن للشيخ عبد الرزاق البدر ص (7، 8، 9، 10)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى