الاحفاد الحلوين ” افلاذ الاكباد ” … جمع ” فلذة الكبد ” … رايحين بينا على فين … يا ترى هو احنا اللى عملنا فيهم كده … ولا هما طالعين لوحدهم كده … انا كنت قاعدة مع واحدة حبيبة … حبيبة جدااااااااا كمان … لقيتها بتشرح درس العربى لحفيدها بالإنجليزي … ايوه والله … الحجة ” الكليشيه ” سابقة التجهيز اللى دايما باسمعها للإسف … هى ان العيال دى بكل فخر فى مدرسة ناشيونال أو إنترناشيونال من ام عشرتاشر الف جنيه … يا حلاوة يا ولاد … على ايامنا زمان يعنى … مكانش فى نوع المدارس دى … كان فى مدارس لغات ايوه طبعا … وكان فيها مدرسين انجليز وفرنسيين والمان بشهادات دراسية ” موثقة “… يعنى مش بس لأنهم اتولدوا بيتكلموا لغة بلادهم … وطبعا كان فى مدارس راهبات ورهبان … وكمان كان اساسى فى مدرسين وحصص عربى بجد … مش منظرة ولا كمالة عدد وخلاص … ده انا سألت ولد عن الامتحان قال الأستاذ بيقول لنا نكتب ايه … عايزة احكى لكم حاجة افتكرتها … انا واخواتى كنا فى مدرسة خاصة ممتازة … اتخرج منها عباقرة واساتذة فى كل فروع العلوم … من كام سنة كان فى ٣ وزراء اتخرجوا من نفس المدرسة فى تشكيل وزارى واحد … المهم احنا فى الفسحة كان ممنوع نتكلم عربى … لكن رغم كده كلنا كنا بنعرف نقرأ ونكتب عربى كويس جدااااااااا … أمى وابويا كانوا بيعرفوا يتكلموا انجليزى وفرنساوى … لما كنا صغيرين جدااااااااا … كانوا ممكن يتكلموا انجليزى لو فى حاجة مهمة عايزة حل فورى ومش عايزين يقومونا من القعدة … لما كبرنا وبقينا نفهم … حولوا للفرنسية … لكن لغة الحوار الأساسية فى البيت كانت بكل فخر ” اللغة العربية ” … نقرأها ونكتبها ونسمعها ونقول ” الله الله الله ” عليها كمان … انا فى وقت من الأوقات وانا لسه باشتغل فى الأهرام … كنت مسئولة عن تغطية اخبار “مجلس الدولة ” … كنت أقرأ الأحكام اللى كاتبينها كبار المستشارين الاقينى باقول ” الله … الله … ايه الجمال ده ” … ولا كأنى قاعدة بسمع احلى كلام من قصيدة تنشدها الست ” ام كلثوم ” … نرجع بأااااه للعيال اللى شايفين ان اللغة العربية دى ” لغة يااااااااى لغة سخيفة جدااااااااا ومملة جدااااااااا ” … هنعمل معاهم ايه … انا فاكرة جدتى كانت فى الصيف بتخلينا نقرأ لها ” الجورنال ” بصوت عالى … وتخلينا نفضل ورا الكلمة الصعبة لحد ما ننطقها صح …
فى نهاية الثمانينات او أوائل التسعينات … مش قادرة افتكر … سافرت فى مهمة إلى اليونان … ١٠ ايام فى جزيرة صغيرة مع شباب من كل أنحاء العالم … قابلت صديقتى الرائعة ” كريستينا بابادوبلو ” … كريستينا كانت بتتكلم ” الفصحى ” ومهتمة بدراسة منطقة الشرق الأوسط … انا قلت لها معقولة دراستك وتخصصك يكون عن الشرق الأوسط ولسه ما زورتيش مصر … المهم بعد فترة كريستينا جت مصر وحبيتها جدااااااااا … وبقت تتكلم اللهجة المصرى كمان … عارفين عملت ايه … اجرت شقة قريبة من سوق باب اللوق وكانت ماشية على طول ومعاها نوتة وقلم … لما تسمع كلمة جديدة تسأل عن معناها … تكتبها بالعربى … تشكلها علشان تنطقها صح … تكتب معناها بالانجليزى … كريستينا جت معايا الأهرام … وقابلت وصاحبت كتييير من الصحفيين والكتاب … وكانت المناقشة والحوارات دايما بالعامية المصرية … اما ابويا بأااااه … لما كانت كريستينا بتزورنا فى البيت … فكان بيهتم يسألها عن الكلمات الجديدة التى تعلمتها مؤخرا … وكنت بحب اسمع ” قهقته ” وهى بتقوله بعض الكلمات او الأمثال الجديدة التى اضافتها الى قاموسها الخاص
” النوتة ” …الخلاصة علموا عيالكم حب وتقدير ” لغتنا الجميلة ” … علموهم بدل ما حد يتجرأ ويزعم أو يحلم أو ينادى بأن نكون ” الولاية رقم ٥٢ ” لا قدر الله … ربنا يسلم مصر من الغزوات والترندات اللى عايزانا نتخلى عن هويتنا وتراثنا وكل ما يميزنا عن الآخرين …
أقرأ التالي
2025-03-24
فلسطين تصرخ.. والعالم في صمتٍ رهيب! الدماء تنزف.. والأمة في سبات
2025-03-21
دراما بطعم الدم والإيحاءات الساخنة
2025-03-19
الإسلام دين السلام والتسامح
2025-03-17
حقيقة التعدي على ضابط الشرطة بقنا
2025-03-16
اصدقاء الزمن الجميل
2025-03-15
شهد شاهد من أهلها
2025-03-12
حقيقة الحياة.. رحلة قصيرة بين الميلاد والوداع… فكيف نعيشها قبل أن تنتهي؟
2025-03-12
الصحابي الفتي عمير بن أبي وقاص أصغر شهيد في معركة بدر
2025-03-11
طليعة بن ماران المكلف بقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
2025-03-10
حدائق بابل المعلقة ..التحفة الفنية الضائعة والهدية التي تحولت الى اسطورة وأعجوبة
زر الذهاب إلى الأعلى