كتب- د.صالح العطوان الحيالي
الإسلام ين السلام والتسامح ، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾[ سورة الإنسان: 9] وتمتاز معاملة الأسرى في الإسلام بالرحمة والإنسانية والتسامح .
وقال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70) وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) [الأنفال:70-71]».
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالأسرى إذ قال : ( استوصوا بالاسارى خيرا) ، ومن هذا المنظور تعاملت حماس مع الأسرى اليهود وإليكم نص ما قاله أحد الأسرى اليهود عن حسن المعاملة إليهم .
أدلى الأسير الإسرائيلي ألكسندر توربانوف، الذي تم إطلاق سراحه، بتصريح صدم إسرائيل المحتلة: ” لقد حُفرت لطفكم في ضميري إلى الأبد خلال 498 يومًا عشتها بينكم، ورغم العدوان والجرائم التي تحملتموها، تعلمت المعنى الحقيقي للرجولة والبطولة النقية واحترام الإنسانية والقيم”.
كنتم الأحرار المحاصرين، بينما كنت الأسير، وكنتم حماة حياتي ، اعتنيتم بي كما يعتني الأب الحنون بأطفاله ، حافظتم على صحتي وكرامتي ونعمتي، ورغم أنني كنت بين أيدي رجال يقاتلون من أجل أرضهم وحقوقهم المسلوبة، ورغم أن حكومة بلدي كانت ترتكب أبشع إبادة جماعية ضد شعب محاصر، إلا أنكم لم تسمحوا لي قط بالجوع أو الإذلال.
لم أعرف المعنى الحقيقي للرجولة إلا عندما رأيتها في عيونكم ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشت بينكم حتى رأيتكم تبتسمون في وجه الموت تقاومون عدواً مسلحاً بأدوات الدمار لا شيء لديكم سوى أجسادكم العارية.
مهما بلغت من البلاغة أو التعبير فلن أجد كلمات تعكس قيمتكم الحقيقية ولا تعبر عن دهشتي وإعجابي بأخلاقكم النبيلة.
هل دينكم يعلمكم حقاً معاملة الأسرى بهذه الطريقة؟
ما أعظم هذا الإيمان الذي يرفعكم إلى مستوى تنهار أمامه كل قوانين حقوق الإنسان التي وضعها الإنسان وتنهار أمامه كل بروتوكولات الحرب!
حتى في أصعب اللحظات تظهرون العدل والرحمة ليس من خلال الشعارات الفارغة بل من خلال واقع تجاربكم فلا تتنازلون عن مبادئكم حتى في أحلك الظروف.
صدقوني لو عدت إلى هنا فلن أكون إلا مجاهداً في صفوفكم لأنني تعلمت الحقيقة من شعبكم، وأدركت أنكم لستم أصحاب الأرض فقط، بل أنتم أصحاب المبادئ والقضية العادلة.
أقرأ التالي
2025-04-19
شتان بين حكام المسلمين بالأمس واليوم
2025-04-18
“السيسي وملف الخارج… حنكة الزعيم وثقة الشعب”
2025-04-17
مشيرة موسى تكتب ” الصاحب اللى يتصاحب “
2025-04-17
العزة من أخلاق العلماء
2025-04-15
الإعلام الرقمي.. التحول الكبير وأدوار الصحفي في مواجهة تحديات المستقبل
2025-04-14
ثاليدومايد: الدواء الذي حوّل أرحام الأمهات إلى مقابر مشوهة
2025-04-14
عبدالله بن أبي السرح
2025-04-14
العقل الأزرق: درعك الخفي في زمن الغرق الرقمي!
زر الذهاب إلى الأعلى