أخبارمقالات

فلسطين تصرخ.. والعالم في صمتٍ رهيب! الدماء تنزف.. والأمة في سبات

كتب احمد ضياء عثمان 

 

تتصاعد الاعتداءات الوحشية من الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، حيث لا تتوقف المجازر، ولا تنتهي حمامات الدم، بينما يقف العالم مكتوف الأيدي، يراقب بصمتٍ مشين، وخذلانٍ مهين. تُدك المنازل، تُقصف المستشفيات، تُباد العائلات، لكن أين الضمير الإنساني؟ أين العروبة؟ أين الإسلام؟

 

جرائم لا تُغتفر… وعالمٌ بلا ضمير

 

منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، سقط أكثر من 49,747 شهيدًا، وأكثر من 113,213 جريحًا، في كارثة إنسانية غير مسبوقة. وفي الأيام القليلة الماضية فقط، استشهد 634 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 1172 شخصًا، بينما تتساقط القنابل على المنازل الآمنة كالمطر.

 

المستشفيات تُباد… والمدارس تُقصف!

 

لم تسلم المستشفيات من بطش الاحتلال، فقد تحوّلت المرافق الصحية إلى أهداف مباشرة، في جرائم حرب لا تُغتفر. تم قصف مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، عدة مرات، مما أدى إلى استشهاد عشرات المرضى والأطباء والمصابين الذين لجأوا إليه طلبًا للأمان. كما تم تدمير مستشفى الأقصى بالكامل، وقصف مستشفى الإندونيسي، ومستشفى ناصر في خان يونس، حيث تُرك المرضى بين الركام، والنيران تلتهم غرف العمليات وأجهزة الإنعاش.

 

أما المدارس، التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للأطفال، فقد تحوّلت إلى مقابر جماعية. قُصفت مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا في جباليا، ومدرسة البريج، ومدرسة الشاطئ، مما أسفر عن استشهاد مئات الأطفال والنساء الذين احتموا بها بعد تهجيرهم من منازلهم.

 

لقد تجاوز الاحتلال كل الخطوط الحمراء، ولم يترك حجرًا إلا ودمره، فحتى سيارات الإسعاف والمخابز والمساجد نالت نصيبها من القصف، في مشهدٍ يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، حيث لا فرق بين مستشفى أو منزل أو مدرسة، فكل شيء في فلسطين مستهدف!

 

تدخل اليمن ولبنان… فاشتعلت النيران في أراضيهم انتقامًا لدفاعهم عن فلسطين!

 

بينما وقف العالم العربي ساكنًا، تحرك الأحرار!

اليمن انتفض، أرسل صواريخه إلى الاحتلال دفاعًا عن فلسطين!

لبنان وحزب الله، فتحوا جبهاتهم، ضربوا العمق الصهيوني، وواجهوا العدو!

 

لكن ماذا حدث؟

بدلًا من أن يقف العرب صفًا واحدًا، احترقت صنعاء وبيروت!

بدلًا من الدعم، انهالت الصواريخ على من دافع عن المظلومين!

 

هل أصبح الدفاع عن فلسطين جريمة؟

هل أصبح كل من يقاوم الاحتلال مستهدفًا؟

إن كانت هذه هي المعادلة، فماذا ننتظر حتى نستيقظ؟!

 

أين العرب؟ متى يتحركون؟!

 

كم من الوقت سنظل نكتفي بالمؤتمرات الفارغة، والإدانات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع؟

متى تتحرك الأمة لوقف المجازر بحق الأبرياء في فلسطين؟

الحل ليس في البيانات، بل في الإجراءات الحقيقية!

 

ما الذي يجب على العرب فعله؟

1. إيقاف تصدير البترول والغاز للدول الداعمة للاحتلال، لأن المال الذي ندفعه لهم يعود علينا بالصواريخ والدمار!

 

2. إغلاق قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وإجبارهم على تحمل الخسائر الاقتصادية!

 

3. عقد قمة عربية طارئة وعاجلة، وإعلان موقف موحّد وقوي ضد الاحتلال، وليس مجرد بيانات بلا أثر.

 

4. فرض عقوبات اقتصادية على الشركات الداعمة لإسرائيل، وإيقاف التعامل معها في جميع الأسواق العربية.

 

5. دعم المقاومة بكل السبل الممكنة، فكيف يُسمح للعدو بالتسلح بأحدث الأسلحة، بينما تُمنع فلسطين من الدفاع عن نفسها؟

 

6. قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي تدعم الاحتلال بلا شروط، لأنهم لم يحترموا حقوق الفلسطينيين ولم يستجيبوا لأي مناشدات إنسانية.

 

7. فتح الحدود وإرسال المساعدات الحقيقية، وليس مجرد بيانات الشجب والاستنكار!

 

القضية لم ولن تموت!

مهما حاولوا طمسها، فلسطين ستبقى في القلب، ستبقى في العقول، ستبقى قضية كل عربي، وكل مسلم، وكل إنسانٍ حر!

لن ننسى دماء الشهداء، لن نغفر للصمت، ولن نغفر للخيانة!

فلسطين تنادي… فهل من مجيب؟!

بقلم الاستاذ احمد ضياء عثمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى