مقالات

مشيرة موسى تكتب ” متحف الف اختراع و اختراع “

زمان قالوا ” ابنك على ما تعوديه ” … واضح ان الكلام ده صح … وصح جدااااااااا كمان … ابويا الله يرحمه كان بياخذنا نزور المتاحف … والزيارات دى كانت مفتوحة … يعنى مسموح لنا نقف قدام كل ما هو معروض علشان نقرأ البطاقات ونسأل و نتعجب ونندهش … الموضوع ده مستمر معايا … مرة سنة ١٩٧٦ كنت فى زيارة لبريطانيا وقررت زيارة ” متحف العلوم ” وعجبني جدااااااااا شكل أطفال احد المدارس … كل واحد منهم كان معاه أوراق ومطلوب الإجابة عن الأسئلة المطبوعة بعد قراءة البطاقات … اسئلة زى الديناصور بيلد ولا بيبيض … المهم ان حب زيارة المتاحف ده زاد وتحول إلى إدمان بسبب شغلى … بقيت اهتم بلون طلاء الجدران وسيناريو العرض والارضيات وبطاقات الشرح والتكييف ووسائل الامان وامناء المتاحف وهل يوجد كتب صغيرة أو كبيرة عن الاثار بالمتحف … ما علينا … الاسبوع اللى فات كنت فى زيارة سريعة للمملكة الاردنية … طبعا كنت عايزة ازور ” بترا ” لكن الحقيقة اول يوم سألت عن المتحف … الله الله الله … لقد انبهرت … مش بس كده … ده انا عايزة اروح تانى ان شاء الله … ” متحف الاردن ” … طبعا الخريطة والكتيب ” تاريخنا … متحفنا ” موجودين باللغتين العربية والانجليزية مجانا … لكن رغم هذا الجمال مش هو ده اللى بهرنى واللى نفسى يكون موجود فى كل دولة عربية … ويكون زيارته إجبارية لكل أطفال المدارس … ما بهرنى حقا هو الدور الثانى … هذا الدور يحمل اسم ” معرض الف اختراع واختراع … لنستكشف ماضينا … ونلهم مستقبلنا ” … تحت قبة المتحف نموذج لشخصية عباس ابن فرناس طائرا … عند المدخل وجهتنى سيدة لطيفة لمشاهدة فيلم قصير … الحقيقة اول ما بدأ الفيلم تفائلت خيرا … فأنا اعرف الفيلم جيدا شاهدته منذ سنوات واطالب كل الصغار والكبار اللذين اعرفهم بمشاهدته واعادة مشاهدته … الفيلم مدته حوالى ١٠ دقائق واسمه بالعربية ” ١٠٠١ اختراع ومكتبة الأسرار ” بطولة النجم البريطاني الحائز على الأوسكار ” السير بن كينجزلى ” … واظن انه من أفلام المتحف البريطاني عام ٢٠١٠ وشاهده اكثر من ٢٥٠ مليون شخص … الفيلم يحكى عن عظمة العلماء العرب وينفى فكرة ارتباط الحضارة الإسلامية باسم ” العصر المظلم ” ويؤكد ان العرب هم من مهدوا الطريق للاغريق والرومان للخروج من الظلام إلى النور … فى هذا المتحف التفاعلي يستطيع الزائر الاستماع ومشاهدة العظماء من العلماء العرب كل على حدة … اثناء التجول يستطيع الزائر التوقف امام اى من هؤلاء العلماء ليستمع اليه وهو يحكى عن نفسه ومن أين جاء شارحا أفكاره و اختراعه … رأيت سعادة الأطفال وانبهارهم وهم يستمعون إلى العلماء العرب … والحقيقة شعرت بالغيرة واتمنى من كل قلبى ان يتعاون الصديق العزيز الدكتور اسامة عبد الوارث مدير متحف الطفل مع إدارة متحف الاردن … ونقل هذه التجربة المميزة حتى يستفيد الصغار والكبار.
وبمناسبة المتاحف عندى ملاحظة تانية هى ان تذكرة دخول المتاحف والمناطق السياحية للمواطن الأردنى رمزية جدااااااااا جدااااااااا … اما الزائر الاجنبى عربى أو غير عربى فتذكرتهم موحدة … و اخيرا استوقفتنى إحدى السيدات لتؤكد حبها بل عشقها لمصر … وحكت انها عائدة من رحلة سياحية لمصر ولكنها غاضبة جدااااااااا من احد المرشدين السياحيين المصريين … فعند مرورهم امام قصر عابدين … تطوع بالشرح قائلا ” هنا كان يسكن الملك فاروق الفاسد … فى القصر ٣٦٥ حجرة تسكنها ٣٦٥ جارية ” … تصوروا غضبت الاردنية بينما استطرد هو فى الشرح … الحقيقة انا سألتها عن اسم الاستاذ واكتفت هى بإرسال صورة الاتوبيس السياحى … وغضبت انا كمان … اعتقد ان خفة الدم والاستظراف لها حدود … ” مش كده ولا ايه ” على رأى الرائع الراحل فؤاد المهندس. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى