الأضحية.. شعيرة دينية تُجسّد قيم الرحمة والتكافل الاجتماعي

تعتبر شعيرة الأضحية من شعائر الله العظيمة التي تتضمن معاني التضحية في سبيل الله وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي والتعاون بين الناس من خلال الحفاظ على النفس البشرية وإطعام الفقراء والمحتاجين ونشر المحبة بين الناس يقول الله تعالى (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) الحج:37 ، ويقول تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) الحج: 28، والإسلام هو دين الرحمة والرفق اللذين أوجبهما الله تعالى ونبيه الكريم في التعامل مع جميع عناصر الحياة، فقال صلى الله عليه وسلم ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته” صحيح مسلم، وبالتالي فإن نظرة المسلم لعناصر البيئة ليست نظرة اعتداء وانتقام بل هي نظرة استدامة وإصلاح، والحفاظ على عناصرها من مبادئ الشريعة الإسلامية يقول الله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) الأعراف: 56 ، فلا يجوز لمن لا يدرك المعاني السامية للأضحية أن تقوده العاطفة الخادعة، والانسياق وراء المزاج الواهم، لإطلاق صوت نشاز يثير الفتنة في المجتمع بانتقاد شعيرة من شعائر الله لشبهة طرأت على ذهنه، حتى لا يكون ممن صدق فيه قول الله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) النحل: 116. فالله سبحانه وتعالى الذي شرع الأضحية هو الرحمن الرحيم، فلا أحد أرحم منه سبحانه بخلقه، وهو سبحانه الحكيم العليم، فلا يجوز لأحد التعدي على أحكامه والخوض فيها دون علم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) الحج:8.