شرشبيل والسنافر
كتب مصطفي الاباصيري
ما هي قصة السنافر الحقيقية؟
السنافرهي شخصية خيالية إبتكرها رسّام بلجيكي (Pierre Culliford) والمعروف باسم (peyo) وهي مخلوقات صغيرة زرقاء اللون. وقد تمّ تأليف الكثير من أفلام الرسوم المتحركة والتي عُرضت في السينما وعلى التلفاز
ماهي القصة الحقيقية لشرشبيل والسنافر؟
“أنا أكره السنافر.. سوف أقضي عليكم حتى لو كان هذا آخر عمل في حياتي”
هذه العبارة الشهيرة تستطيع قرائتها وسماعها في آن واحد، وسرعان ما تستحضرك الذاكرة وتعيدك إلى أيام الزمن الجميل وذاك المسلسل الكرتوني الشهير السنافر “القرية المفقودة “.
عندما تنقلب الأدوار، ويغدو الخير شر والشر خير، كما هو الحال في رواية السنافر الأصلية في الكتب، والمسلسل الكرتوني الذي عرفناه منذ طفولتنا في التلفاز..هنا يتوجب علينا أن نعود قليلاً إلى الوراء وإلى القرن ال 12 أو ال13 بالتحديد، ونتوقف قليلاً ونسأل،
ماذا لو كان شرشبيل هو ذاته (غراغامل) ذاك الكاهن الفقير طيب القلب والودود الذي وُلد في بلدة صغيرة بإسبانيا و تم التخلي عنه في سن الرابعة من قبل والدته بسبب الفقر، و وضعته على سلّة عند مدخل الدير وعندما وجده رجال الدين تبنوّه وقاموا بتربيته حتى أصبح يافعاً و كاهن الدير وأقسم أن يحمي بيته المقدس من أي كيان أو كائن يسيء إليهم مع مساعدة من هم في أمس الحاجة إليه ويقضي على كل أنواع الشر ؟
قد تتفاجىء أن شرشبيل في الرواية الأصلية ليس هو الرجل الذي يمثل الجانب السيء في كرتون السنافر..
شرشبيل كان مجرد كاهن فقير فى إحدى الكنائس أسمها برج الجرس الأسود و يعيش فيها! و القط (هرهور) الذي كان معه هو في الحقيقة كان يمثل الملاك عزرائيل Azrael (بحسب اسمه في النسخة الأمريكية)
و يتبع شرشبيل في كل مكان ليساعده على القضاء على الشر.
السنافر الرئيسية بحسب القصة الأصلية تمثل الخطايا السبع المميتة (الشهوة، الشراهة، الغضب، الجشع، الحسد، الكسل، الغرور) و التي هي معروفة أيضاً باسم الذنوب “الكاردينالية” و هي تصنيف لمعظم شرور النفس البشرية مخبأة في كائنات زرقاء لطيفة (من قرأ الكوميديا الإلهية لدانتي يعرفها)
أما والد سنفور كان يلبس اللون الأحمر لأنه هو رأس كل الذنوب القاتلة (أي أنه الشيطان)
و على حسب هذه الرواية فالسنافر كانت أرواح غابات شريرة تتكاثر في ايام اكتمال القمر بالتعاويذ السحرية و براءتها الظاهرة هي مجرد زي لغاخفاء الشر على الارض!
هذه هي الأطوار الحقيقية للقصة الخيالية و التي كان يحكيها الرهبان في بلجيكا و فرنسا للأطفال الصغار في الأديرة في القرون الوسطى.
.
لكن رسام شخصية السنافر بيير كوليفورد قلب القصة الأصلية رأساً على عقب عام 1958م و أستطاع أن يحورها و يقنع اجيالاً كاملة أن شرشبيل شرير و السنافر طيبون بواسطة مسلسل كرتون واحد صور عام 1981 في الولايات المتحدة و لقي نجاحاً كبيراً و ترجم ل20 لغة.
منتجي الفيلم الأمريكان و الرسام البلجيكي كانوا معروفين بأفكارهم العلمانية و المعادية للدين لهذا أنتجوا هذا المسلسل ، فلم يكن الهدف مادي فقط بل نشر أفكار خاصة أيضاً .
.
🔹️هل عرفت الآن كيف يمكن للإعلام أن يتلاعب بك و يغير قناعاتك و يقلب الحقائق! بل و يغسل دماغك من خلال كرتون أو فيلم أو مسلسل واحد!!!