Uncategorized

دموع القمر

همسات
دموع القمر 

بقلم / هناء البحيري 

ربي الهمني الصبر حتى أتحمل كما تحمل أيوب
و ظلت حوريه جالسة بجوار محمد تنتظر قضاء الله و أصبح الجميع فى حزن شديد و برغم أن الدكتور أقر أنه يحتضر و أنه قرب على الموت و أنه لن يعيش أكثر من أربعة و عشرين ساعة إلا أن هذا الحال استمر لمدة أربعة أشهر كانوا أيام صعاب على الجميع و كانت حوريه تتمني الموت لمحمد حتى لا تراه كلما جائته نوبة الألم الشديد كان يتألم و هى قلبها يتمزق و ظلت لا تنام حتى أصبح محمد جلد على عظم و كانت كلما غلبها النعاس ترى ابنتها المتوفية قمر تأتى و تقول لها أنها جوعانه و تريد أن تأكل و كانت فى كل مرة تقوم حوريه من النوم قبل أن تعطيها طعام و فى يوم جاءت قمر لأمها فى المنام و هى ترتدي ثوبها الأبيض و كأنه يوم عرسها و قالت لأمها يا أمي أنا جوعانه أعطتها أمها رغيف لتأكله و بعد ما بدأت قمر فى الأكل حتى تركت ربع الرغيف و قالت لقد شبعت يا أمي و هنا صحت حوريه على آخر نوبة لمحمد و كانت نوبة شديدة جداً حتى تعذب فيها جداً حتى عادت روحه لخالقها و برغم حزن حوريه الشديد إلا أنها فرحت لأن ابنها تخلص من الألم و ملأ الحزن الدنيا من حول هذه العائلة و مرت أيام الحداد على حوريه و هى لم تكف عن البكاء أما منال كانت تخفف عن أحمد أما قمر الصغرى كانت جالسة طوال الوقت بجوار جدتها و بعد الأربعين كان الجميع جالس فى غرفته يعيش بين أحزانه حتى خرجت قمر لصالة الشقة و دعت الجميع للتجمع لأن لديها رسالة من عمها المتوفي و تعجب الجميع مما تقول لكن أحمد تذكر الأوراق التى أعطاها محمد لقمر و جلست قمر تحكي لهم و تقول عمي أعطاني هذه الأوراق و طلب مني ألا أخرجها إلا بعد موته بأربعين يوم كما طلب أيضا أن أقول لأبي أن ينفذ كل ما فيها بدقة حتى يكون مرتاح و هو بجوار الله و هنا أخذ الجميع ينهال فى البكاء و يترحم عليه و يقرأ الفاتحة و جاءت قمر بالورق و فتح أحمد الظرف و إذا به يبدو عليه الذهول لبضع دقائق ثم سألته حوريه عما موجود بالورق قال أحمد هذه الأوراق بها كل شيء عن ما يملكه محمد و قال أنه كتب لقمر نصف ما يملكه و الباقي
و هنا صمت أحمد عن الكلام ثم نظر لمنال فى صمت و كأنه يقول لها أن فى شيء يريده أن يخفيه عن أمه أخذت منال الورق و قرأته ثم عادت بالنظر لأحمد هنا قالت حوريه لماذا سكتم عن الحديث قالت منال لا شيء لكن محمد كان يؤمن أحمد أن يبعث بكي للحج هذا العام و هنا بكت حوريه بشدة و نظر أحمد لمنال فى قلق و انهوا الحديث ثم دخل أحمد غرفته هو و زوجته و جلسوا يتحدثوا قال أحمد هل عرفتي ماذا يريد محمد الله يرحمه قالت منال نعم لكن كيف حدث هذا و أين هى الأن قال أحمد لا أعرف كيف أجدها قالت منال يجب عليك الذهاب لأهلها ربما يعلموا عنها شيء ثم قالت أنا لا أصدق ما قرأته هل هذا معقول قال أحمد العجيب أن محمد أخفى علي هذا الموضوع فهو اعتاد على أن لا يخفي علي شيء قالت منال لقد تحمل محمد كثيراً الله يرحمه ثم قال أحمد و حتى إذا وجتها كيف نعرف الحقيقة قالت منال نلاقيها أولاً و بعد ذلك ربنا يحلها و قال أحمد لماذا قلتي لأمي على موضوع الحج قالت منال حتى أريح قلبها كفاها حزن ربما زيارة قبر الرسول تلهمها الصبر على أحزانها فهى تحملت الكثير و هنا مد أحمد يده على يد منال و قال لها ربنا يديمك نعمة عليه طبطبت عليه ثم قالت الذي فعلته هو الصواب لو علمت أمك ما حدث كانت ربما تعيش فى حلم جميل و خشيت أن تفيق على وهم يهدها طول العمر قال أحمد لا نسبق الأحداث ننتظر حتى النهاية قالت منال غدا أبدأ البحث و ربنا كبير ترى عزيزي القارئ من هى التى كانوا يتحدثوا عنها و ما هو أساس الموضوع ننتظر للغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى