وٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنّتُم لآ تَعْلَمُون
وٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنّتُم لآ تَعْلَمُون
بقلم: السيد صالح
نَحْزن كثيراً عندما نفقد أَشْيَاءَ نُحِبها ، بل وعندما نتمني أمراً ولم نستطع الوصول إليه.
نتألم كثيرا عندما نفقد شخص قريب ونظن حينها أن الحياة انتهت ولن تتحرك ، وهكذا عندما نفقد عملا، أو مالا، أو أمرا من أمور الدنيا .
وننسي أن الأمر بيد الله ، والتدبير تدبيره ، والملك ملكه ، وننسي أننا أنفسنا لا نملك شيئا في أنفسنا ، ولا نعلم الخير من الشر في معظم المواقف ، والحوادث
قال تعالي “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”
صدق الله العظيم
نعم ربما نكره أمرا معينا وبعد فترة نكتشف بأنه خير وفيه الخير.
والله يعلم وأنتم لا تعلمون
اخترت فتاة للزواج ، ولم توفق .
قمت بتجارة وتعبت و بذلت هدا كبيرا ولم توفق أو خسرت احمد الله
والله يعلم وأنتم لا تعلمون
القصص كثيره ، والتجارب اكبر ،
وفي هذا المقال سنسرد لكم قصة امرأه
كانت في الحرم تدعي الله وتبكي بحرقة شديده ، ورأتها فتاة ، فذهبت إليها وقالت ما يبكيك يا أمي .
فسردت المرأة قصتها للفتاه
قالت تزوجت رجلا كنت أحبه ويحبني حبا جما ، تزوجنا وكنا سعداء ومتوافقين في جميع الأمور ، ولكن لم يرزقنا الله بالانجاب،
فعرضت عليه أن يتزوج أكثر من مرة ، وفي كل مرة كان جوابه الرفض ، وكان الأمر يؤلمني ، ومع مرور الأيام ومع اصراري عليه بالزواج وبعد إقناعه وافق ،
فذهبت معه الي خطبة فتاة وتم الزواج ،
وبمرور الوقت احبها وتعلق بها ولشدت تعلقه بها أهملني ، ورزقا بولد وبعدها أصبح الأمر اصعب ، وقلبي يحترق ،
وفي يوم من الأيام جاء إلي وقال لي سأسافر انا وزوجتي الثانيه عدة أيام وسيبقي الولد معك، ومع أني كنت احترق كلما رأيته ، لم يكن هناك اختيار إلا أن ابقيه معي ،،
وسافر هو وزوجته الثانيه ، وبقي الابن معي
وكنا في شتاء قارص ، فأشعلت بعض الحطب ، لتدفئة المكان وتدفئة الابن ،
وبينما أنا منشغله ،
اقترب الصغير من النار ووضع يده فيها ،
و هرولت انا نحو الصبي ، و بدل أن أبعده عن النار مسكت يده ووضعتها في النار من حرقتي ولم تبرد حرقتي حينها ، وتشوهت يد الصغير، وبعدها جائني خبر وفاة الزوج وزوجته الثانيه ، ولم يتبقي لي في الدنيا الا هذا الولد الصغير ، وفي كل يوم كان يتعلق بي وتعلقت به ، وفي كل مرة عندما يناديني أمي ، كان قلبي يحترق ، و كل مرة اري يديه المشوهه كان يختلع قلبي، ويعتصر وينخلع
ولا أدري بدون هذا الطفل كيف سيكون حالي ،،.
كبر الطفل وراعي أمه ، التي كانت تري أن وجوده كارثه تفرق بينه وبين زوجها مات الأب وبقي الولد ،
والله يعلم وأنتم لا تعلمون
أعلم أن الفقد موحش ، والعقل يخيل أنه منصف ، ولكن قدر الله أوسع ، وعلم الله أشمل ، واختياره كله خير
ولقد سمعنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله “
“عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ”.
ورأينا في كتاب الله العجب العجاب من أمور ظاهرها سئ وباطنها الخير ،
رأينا قصة ذبح اسماعيل وفداه الله منها ،
ورأينا خرق السفينه ، والخير فيها ، ورأينا قتل الغلام ،والخير فيها ،
والله يعلم وأنتم لا تعلمون
رُميَ موسي في البحر فكان نجاة له وهو رضيع ، رمي إبراهيم في النار ، فكانت معجزة الله أن جعلها بردا وسلاما عليه ،
أُخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكه ، فكان فتحا ونصرا ونشرا لدعوته وقوة للمسلمين ،
إن الله سبحانه وتعالى يعلم الخير ويؤجله لغاية يعلمها
وقرأت في القران قول الله ” ولو بسط الله الرزق لعباده لبغو في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء ، أنه بعباده خبير بصير “
بشرنا الله وإياكم بكل خير ، وكتب لكم ولنا السعادة في الدنيا والآخرة.