Uncategorized

همسات

همسات
أخ ( ٢ )
ما أصعب أن نفارق من نحب

بقلم هناء البحيري 

و كتب شيخ الجامع الكتاب و ظل بجوار عبد الودود حتى لم متاعه و طلب عبد الودود من شيخ الجامع أن تكون داره أمانة فى عنقه أما أم عبد الودود رفضت الخروج من القرية و أخذ يقنعها الجميع حتى وافقت و بعد معاناة معها و بينما كانت السيارة واقفة أمام الدار فى إنتظارهم حتى دخل عبد الودود ليحمل أمه إلى السيارة حتى صرخ بصوت عالي و أسرع الجميع إلى الداخل فوجدوا أم عبد الودود قد فارقة الحياة و ظل عبد الودود يصرخ و تتعالى صرخاته لمدة طويله أما زوجته جلست بجواره تبكي و تخفف عنه كان المشهد يهز كل القلوب حينما جلس عبد الودود يقول لا تتركيني كيف أعيش من دونك أنت سندي أنت حياتي بدونك لا حياة و كأن الله لبى وصية فاطمه حينما كانت توصي ولدها بأنها تود أن تدفن بجوار زوجها و مر على موتها ثلاثة أيام كان فيها عبد الودود يكاد أن يموت من شدة الحزن على أمه لكن وجود تحيه زوجته أعطاه بصيص من الأمل و جاء شيخ الجامع و جلس يخفف على عبد الودود و قال له أنه تحدث مع أخيه الحاج محمد المقيم فى القاهرة كي يجد له مسكن و عمل يقتات منه كما قال شيخ الجامع ربما حياتك هناك تكون أحسن و بالفعل بعد أسبوع من موت أمه سافر عبد الودود و تحيه للقاهرة و نزل ضيف عند الحاج محمد و كان الحاج محمد أحن عليهم من زويهم حيث جهز لهم مسكن بسيط فى بدروم عمارته و من هنا بدأت حياة جديدة لعبد الودود و زوجته لكنهم كانوا يحملون معهم فى قلوبهم مر الأحزان مما رأوه فى القرية و أقام عبد الودود و تحيه عند الحاج محمد لمدة ثلاث شهور حتى وجدوا مسكن بسيط فى إحدى الأحياء الشعبية كما أوصى عليه الحاج محمد حتى إلتحق بعمل مع المعلم شعلان المقاول فى أعمال البناء فكان يذهب كل يوم مع العمال و يحمل الرمل و الأسمنت و يساعد فى بناء العمارات الشاهقة و كان حبهم يخفف عليهم متاعب العيشة القاسية و كانوا كلما جلسوا يتحدثوا عما حدث لهم فى القرية كانت الدموع تملأ عينيهم و فى يوم شعرت تحيه أنها حامل و كان هذا أول خبر يفرحهم منذ نزولهم إلى القاهرة و كان كلما نزل شيخ الجامع للقاهرة كان يزورهم و يطمئن عليهم و كان عبد الودود يؤكد على الأمانة التى تركها عنده و هى داره و بعد مرور شهور الحمل أنجبت طفلها الأول صلاح و كانت هذه الفرحة الكبيرة لدى عبد الودود و زوجته و ملأ هذا الطفل عليهم حياتهم و مع كل هذه السعادة إلا أنهم لم ينسوا القرية و بعد أن أكمل صلاح السنة الأولى جاء شيخ الجامع و طلب من تحيه أن تسافر لترى أبيها فهو يحتضر و يريد أن يراها و خشى عليها عبد الودود من بطش أخواتها لكن شيخ الجامع تعهد أنه تكون فى حماه حتى تعود لبيتها و سافرت هى و طفلها و كان عبد الودود معها لكنه كان يجلس فى بيت شيخ الجامع كان يتمنى أن يذهب إلى داره لكن هذا كان مخالف للشروط و دخلت تحيه على أبيها و لم يسلموا عليها إخواتها دخلت على والدها تقبل يديه و قدميه و هى تبكي طلب منها أبوها أن تسامحه و تدعوا له بالرحمة و كان معها شيخ الجامع كان واقف قلبه يتمزق من المشهد كان يقول فى نفسه لو يعلم الانسان مدى ظلمه لنفسه كان السلام يملأ الدنيا و طلب أبو تحيه أن يخرج الجميع ما عدا شيخ الجامع ثم طلب منه أن يغلق الباب و حدث ما طلب حتى قال الأب أفتح هذا الدولاب و هناك بين ملابسي صرة صغيرة اتي بها و أحضر الشيخ الصرة أمسك بها الأب ثم قال هذا ذهب زوجتي أم تحيه كنت أخفيه كي أهديه لها يوم زواجها لكنك تعلم ما حدث و اليوم أعلم أن أولادي يملأ الطمع قلبهم كما أعلم أنهم من المستحيل أن يعفوا عن تحيه و لن يعطوها أى شيء من الميراث خذ هذه الأمانة و سلمها لها بعيدا عن عيون أولادي كما أطلب منك أن تظل مع تحيه حتى تخرج من القرية سليمة و طلب منه أيضا ألا تعود للقرية حتى فى حالة موته و هذا حفاظا عليها من غدر أخواتها و أخفى شيخ الجامع الصرة فى عبائته و خرج بتحيه لزوجها و سلمها الصرة و ظل معهم حتى خرجوا من القرية و بعد عودتها لبيتها علمت أن والدها قد مات فور خروجها من القرية إنتابها حزن عميق أما عبد الودود كانت زيارته للقرية جددت عليه الأحزان خاصة و أنه حتى لم يقدر أن يزور قبر والديه لأنه كان هناك فى الخفاء ما أصعب الإحساس بالظلم و الأصعب أنك تكون عاجز عن أخذ الحق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى