سلسلة” أعرف دينك ” الإيمان بالله الواحد الأحد “

كتبت:نورهان التمادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد

سوف نتحدث اليوم عن التوحيد وهو “الإيمان بالله الواحد الأحد الذى لا شريك له ،خالق كل الشئ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد” .

أول صفات الألوهية لله عز وجل هي صفة الوحدانية، و»الواحد» من أسمائه الحسنى، وهو سبحانه القائم بنفسه المنفرد بوصفه الذي لا يفتقر إلى غيره أزلاً وأبداً وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو سبحانه كان ولا شيء معه، ولا شيء قبله، وما زال بأسمائه وصفاته واحداً أولاً قبل خلقه، فوجود المخلوقات لم يزده كمالاً كان مفقوداً أو يزيل نقصاً كان موجوداً، فالوحدانية قائمة على معنى الغنى بالنفس والانفراد بكمال الوصف. الواحد هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه أحد، لا ثاني، ولا شريك له، لا مثيل ولا نظير له، ليس كمثله شيء، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ، واحد فى صفاته لا يشبهه شيء، ولا يشبه شيئاً، ليس معه شريك في خلقه، ولا في عبادته، فهو الواحد، ليس له ثان. تشابه الخلق وقد ورد اسم الله «الواحد» في اثنتين وعشرين آية من كتاب الله، منها قوله تعالى: «وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم»، «البقرة: 163»، وقوله: «… ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إِله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً»، «النساء :171»، وقوله سبحانه: «ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين»، «الحج: 34». واقترن اسم الله الواحد باسمه القهار ست مرات منها قوله تعالى: «يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار»، «يوسف: 39»، وقوله عز وجل: «أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار»، «الرعد:16»، وقوله سبحانه: «يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار»،»إبراهيم: 48». يقول الإمام السعدي رحمه الله، ووحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهار لا يكون إلا واحداً وذلك ينفي الشراكة من كل وجه، فإن القهر ملازم للوحدة فلا يكون اثنان قهاران متسـاويين في قهرهما أبداً، فالذي يقهر جـميع الأشـياء.