Uncategorized

قرارًا أم تمنى 

 

بقلم نهى فوزي حمودة 

 

     لا شك أن الكثير منا يعيش الحياة كعابر سبيل لا هدف له فيها سوي أن يحظي بما هو طبيعي من وجهة نظره يحيا ليحقق أساسيات الحياة ويظن أنها أهداف الحياة السامية.

     تلك هي معتقداته ولكنه يبحث عن السعادة كما الجميع فلا يوجد بيننا من تخلو رحلة حياته من البحث عن السعادة.

      ولكن قد تجد تلك الفئة من الناس السعادة بسهولة حيث يعيشون حياتهم بمنتهى التفاهم إذ أنهم لا يريدون شيء سوي أساسيات الحياة والتي مهما بلغت صعوبة الوصول اليها فلا عناء فيه؛ حيث أنها تتعلق عادة بترتيبات إلهية في المقام الأول وسعي الفرد في المقام الاخير.

      ولكن هل يُعني هذا أنه لايوجد بينهم من يعيش حياته دون سعادة؟!

لا بل هناك الكثير من بينهم لا يحصلون على السعادة حيث أنهم دائما ناقمين على الحياة والتي لا هدف بها.

       إلا أنهم غير راضين عنه حياتهم، ليس لخلوها من الأهداف؛ بل لتعجلهم الأمور ورغبتهم في الحصول عليها بأقل المجهودات وفي أسرع وقت…لذلك يظل دائما مسيطر عليهم اعتقاد بعدم الحصول على ما يريدون حتى وإن تحقق لانه دائم الشعور بأن الوقت قد فات.

     بينما يوجد الكثير من الأفراد أيضا من يبني حياته لأهداف عده يسعى للوصول إليها لتُطفي قيمة على حياته مدرك بهذا أنه يحيا ليسعد وأن سعادته متعلقة بتحقيق أهدافه والتي يرى أنه كلما زاد الطريق صعوبة في الوصول كلما كانت السعادة أكبر وأعظم ويصبح لحياته معنى وقيمة.

       ونجد أيضا من يبني حياته لأهداف ما ولكنه أيضا ناقم عليها إذ يشعر انه مهما قصر طريق الوصول فهو طويل وشاق فمن كهذا لن يشعر بالسعادة وإن لازمته مدى الحياة.

      فما السعادة بالأهداف الكثيرة أو إنعدامها فهناك من تنحصر آماله في بلوغ هدف واحد يمثل له الحياة؛ يسعى لأجله، ويرى فيه النجاة من كل ما هو دونه في الحياة، ولكنه يتمتع بالارادة واليقين بالوصول وانه حتما سيسعد ببلوغه اياه.

      ولكن ما إن ذهب عقله إلى أنه قد طال به الطريق وتحولت رغبته في السعادة بالوصول إليه إلى أن يصبح ناقم على تأخيره فلا سبيل أيضا لإسعاده.

       قد تختلف أهداف الناس ورغباتهم فلا يوجد بينهم متشابهات سوي البحث عن السعادة ولكنهم أيضا مختلفين في منهج الحصول عليها.

      فمنهم من يرى أنها في الحياة الروتينية ومنهم من يجدها في تعدد الأهداف ومنهم من يجملها في هدف واحد. 

       ولكن على اختلاف مناهجهم في الوصول يوجد بينهم من لا يحصل عليها مهما تعددت وسائله وهو الناقم من لا يرضى شئ في الحياه من يشعر دائما بأن طريقه صعب ومليء بالتحديات.

       ومن بينهم من يشعر بالسعادة لأبسط الأسباب وبتحقيق اقل الأهداف كما أعظمها هذا من تكمن سعادته في الرضا.

     إذا فالسعادة غير مرتبطه بهدف ما دون غيره او بأسلوب حياة دون الاخر او بشخص او معتقد فالسعادة مرتبطة بالرضا وتقبل الحياة كما هي ومحاوله إيجاد السعاده بأقل الوسائل المتاحة فالسعادة قرار وليست تمنى عليك بإقرار السعادة لذاتك لتنعم بها مدى الحياة فلا تدع للبؤوس والحزن مجال للوصول إليك عش حياتك كما ترى انت وكما يحلو لك دون ان تُعلق سعادتك بشيء او شخص فلا سبيل لإسعادك سوي ذاتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى