منوعات

مصر والتقارير المؤجورة

كتب : جمال اسماعيل
حينما قررت وزارة الخارجية الأمريكية فى 22 أغسطس الماضى إستقطاع 300 مليون دولار من المساعدات الإقتصادية والعسكرية المقدمة إلى مصر . خرجت بعض الأصوات المأجورة يغلب عليها الطابع الإعلامى لتضع تفسيرات غير مؤكدة بشأن هذا القرار الأمريكى الغريب . الذى جاء فى وقت تتسم فيه العلاقات المصرية الأمريكية بالقوة والمتانة. خاصة بعد مجىء ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وما تبع ذلك من تأكيدات أمريكية حول أهمية العلاقة مع القاهرة. خاصة فى ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى. القرار الأمريكى المرتبط بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر . التى سأم منها الشعب المصرى وهى جملة مطاطة إعتدنا سماعها من المسؤولين الأمريكيين . بخلاف الموقف الأمريكى المعلن. فهناك إتجاه فى الإعلام الأمريكى لربط القرار بموضوع آخر .وهو العلاقة بين مصر وكوريا الشمالية. وهو ما نشرته صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست. ورغم أن الخارجية الأمريكية على لسان المتحدثة باسمها هيذر نويرت . ردت على هذه التقارير بقولها: «ما أستطيع قوله عن هذا هو أننا تحدثنا كثيرا عن قلقنا بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان . ووضعنا قائمة بالنقاط التى تقلقنا بشأن مصر والإتجاه الذى تسير فيه» وأضافت: «أما فيما يتعلق بكوريا الشمالية ومصر. فنحن نواصل العمل مع الحلفاء والشركاء. ومصر واحدة منهم. ولكن كوريا الشمالية بشكل عام تمثل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة».رغم الرد الأمريكى الواضح فإن وسائل الإعلام الأمريكية لا تزال تسير فى نفس الإتجاه. فقبل يومين نشرت مجلة «ذى دبلومات» مقالآ تحدث فيه خبير العلاقات الدولية سامويل رامانى عما أسماه السبب غير المعلن لتخفيض المعونات الأمريكية لمصر. وهو علاقة مصر التجارية بكوريا الشمالية. وهو ما يؤكد أن هناك نية لدى البعض فى واشنطن للعب على هذا الوتر بهدف إفساد العلاقات بين القاهرة وواشنطن. ومن هنا جاء تفكير البعض فى واشنطن ممن لا يحبذون حدوث تحسن فى العلاقة بين القاهرة وواشنطن. فبدأوا فى دق الآسفين عبر هذا السيناريو الذى أتوقع أن يأخذ حيزآ كبيرآ من التناول الإعلامى الأمريكى خلال الأيام المقبلة. وتحديداً من وسائل الإعلام المحسوبة على الديمقراطيين. مبدئياً إن مصر دولة ذات سيادة. ولها الحق فى إقامة علاقة مع الدول التى ترى أن مصالحها تسير معها. مادامت هذه العلاقة لا تؤثر سلباً على الأمن الإقليمى والدولى . ولا يحق لأحد ولا لأى دولة مهما كانت أن تحجر على حق مصر فى تحديد الدول التى تحتفظ بعلاقات سياسية ودبلوماسية معها . أما فيما يتعلق بكوريا الشمالية. أن علاقة مصر بها لا تتجاوز الأطر الدبلوماسية. وهى بالفعل علاقات قديمة. ولا ننسى أن كوريا كانت من الدول المساندة لمصر فى حرب أكتوبر 1973. بإرسالها طيارين مقاتلين كوريين إلى مصر آنذاك. وهناك علاقات إقتصادية تربط القاهرة ببيونج يانج بدأت عام 1957. وتطورت إلى مرحلة إقامة العلاقات القنصلية عام 1961. ثم الإعلان عن تبادل التمثيل الدبلوماسى عام 1963. وإفتتحت السفارة المصرية فى بيونج يانج فى 26 نوفمبر 1963 على مستوى قائم بالأعمال. وتم رفع درجة التمثيل إلى مستوى السفراء فى 1965. هذا هو شكل العلاقة بين القاهرة وبيونج يانج . والباحث لهذه العلاقة على مدار السنوات الماضية. سيجد أن مصر لم تكن أبداً طرفاً فى أى صراع دولى أو أقليمى. بل إنها دوماً تكون طرفاً أصيلآ فى وضع الحلول. وليس التعقيدات. فمصر لم تكن أبداً الدولة التى تبنى علاقتها مع الدول على أساس الإضرار بمصالح دول أخرى. والعالم أجمع يشهد بذلك. لأن القاهرة تتبنى سياسة دولية شريفة وشفافة لا تعادى أحدا . وهو ما يجب أن تستوعبه الإدارة الأمريكية جيداً. حتى لا تقع فريسة لتقارير مأجورة تحاول أن توطر العلاقة بين القاهرة وواشنطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى