مساجلة بيني و نزار و تميم و فيروز
رمزي دحرج
………
عودة مرة أخرى و بعد غياب دام اكثر من عامين و تغريب عن ديواني تساؤلات جنين و انشغلت في دواوين العشق و الغزل و لقاءات المحبين
فعودة مرة أخرى و من الحين الي الحين الي ابني الذي اشتهيه و اتمناه على الله أن يأتيني به
كل فترة من الوقت تدور بيني و بينه حوارات و حوارات لذلك اسميت وليدي هذا
تساؤلات جنين
…….
تلك مساجلة بين خمسة من فطاحل الفن و الأدب
لقد قرأت و سمعت تلك المسألة بدء من اغنية فيروز التي اسمعها منذ الصغر و ردود استاذي نزار قباني و أيضا سمعت دوى تميم البرغوثي كثيرا و كثيرا و كنت أخشي الولوج داخل تلك المساجلة
فأداء هؤلاء الكبار دوما يدهشني و يطربني فلا أجد ما اسألهم به
و ذات يوم بينما تمسك زوجتي هاتفها الجوال و تغوص داخل اروقة الفيسبوك و تتصفح الصفحات الادبيه الإلكترونيه إذ بها تتقابل صدفة مع هؤلاء العمالقة فيروز و نزار قباني و تميم البرغوثي و الإخوة العرب؛ فلم تتردد زوجتي في إرسال تلك الصفحة لي عبر وسيلة التواصل الاجتماعي المسماه بالماسنجر و فتحت الرسالة
انها الصفحة التي تحمل هذا السجال الأروع الذي يخيم عليه التشاؤم و التفاؤل و الحزن و الالم
ان الجرح عميق و لم يلتئم بعد
علما بأن زوجتي فليرضي عنها الله و يراضيها بما تتمناه تكره الشعر و الأدب؛ انها تراه ضرتها التي تقض عليها سكناها فلا عجب انها تزوجت من احد مهاويس الشعر و الادب
الشاهد هنا أن الإله جعلها ترسل لي هذه المساجلة و فتحت الرسالة و لكني لم أقرأها هذه المرة؛ اني قد انصهرت في بوتقتها و ولجتها
انها زوجتي هي السبب فتحية لها قبل العطب و بعد العطب
انها دوما ملهمتي فقد اهلتني في ان ادخل السجال بعد مرور زمن ما استطعت ولوجه
فقررت ان ارد عليهم جميعا و هذا لا عجب
انهم أساتذة كبار و انا العبد الفقير الراجي عفو ربه و سوف انقل لكم اولا سجالهم
و في الأخير سوف اخط بقلبي الرد عليهم
……..
ف حينما غنت فيروز و قالت
الأن الان و ليس غدا؛ أجراس العودة فلتقرع
…….
يرد عليها نزار قباني
من أين العودة فيروز و العودة تحتاج لمدفع
عفوا فيروز و معذرة أجراس العودة لن تقرع
خازوق دق باسفلنا من شرم الشيخ الي سعسع
……
فيرد تميم البرغوثي على نزار
عفوا فيروز و نزار فالحال الان و الافظع
ان كان زمانكم بشع فزمان زعامتنا ابشع
اوغاد تلهو بامتنا و بلحم الأطفال الرضع
و الشعب الاعزل مسكين من أين سيأتيك بمدفع
………
فيرد الشاعر العراقي على قصيدتي نزار و تميم فيقول
عفوا فيروز و نزار عفوا لمقامكما الاروع
عفوا تميم البرغوثي ان كنت سأقول الافظع
لا الان الان و ليس غدا أجراس التاريخ تقرع
بغداد لحقت بالقدس و الكل على مرآي و مسمع
و الشعب العربي ذليل ما عاد يبحث عن مدفع
يبحث عن دولار أخضر يدخل ملهي العروبة اسرع
……..
و يرد عليهم جميعا الشاعر السوداني قيس عبدالرحمن عمر فيقول
عفوا لأدباء أمتنا فالحال تدهور للابشع
ف الثورة ما عادت تكفي فالسفلة منها تستنفع
و الغيرة ما عادت تجذبنا النخوة ماتت في المنبع
لا شيئ عاد ليربطنا
لا دين بات يوحدنا
لا عرق عاد فيرتفع
فلا قلم قد بات يوحد امتنا
و الحال الان هو الابشع
……..
و ترد عليهم الشاعرة السودانية سناء عبدالعظيم و تقول
عفوا فيروز و نزار عفوا لمقامكما الارفع
عفوا لتميم و عراقي اني بكلامك لم اقنع
عفوا لاخينا سوداني من ايدي شعراء اربع
النخوة لا زالت فينا شيبا شبانا او رضع
سنعود كما كنا و سترفع أمتنا الاشرع
و تسير سفينة أمتنا و تخوض الموج و لن تصرع
و نقود الناس كما كنا في عهد محمد لن نجزع
فيروز انتظري عودتنا كادت اجراسك ان تقرع
قباني صبرا قباني المدفع يحتاج لمصنع
و المصنع أوشك ان يبني و الخير بامتنا ينبع
عفوا لتميم البرغوثي فالشعب محال ان يقنع
مهلا لعراقي شاعرنا أجراس التاريخ ستقرع
……………….
اما انا
رمزي حسين أحمد دحرج و شهرتي
رمزي دحرج
مصري عربي و ابييّ و لكني وحيد في وحدتي
سوف ارد عليكم استاذتي على طريقتي ببعض من الحروف ليس على قافيتكم و اوزانكم و لكن قوافي اخر
فكلنا ندور في فلك واحد و لكل منا اشرعته و سوف أسألكم بشراع اخر غير اشرعتكم و الهدف و المعنى واحد
…………..
عفوا لكم اساتذتي
عفوا لكم كل العرب
عفوا ان شراعي به عطب
بل تبا لكم ديار العرب
فلا عجاب ولا عجب
عذرا لكم اساتذتي
عذرا فيروز معشوقتي
عذرا نزار استاذي
عذرا تميم و عراقي
عفوا يا ممر شرياني
عذرا اخوتي في سوداني
يا عروبة كياني و تكويني و كينونتي
انت حقا كل مصائبي و لعنتي
نعم؛ لا عجاب و لا عجب
من أمة ضحكت من جهلها الامم
استاذتي ان الليل يشتكي من صراخاتي
فقط عجبت من أمة استهزأت بها الامم
احاول لضم مسبحتي و تهذيب كليماتي
استاذتي اني ادور ابحث عن ذاتي
لم اتعمد كسر اية أوزان او قوافي
يا أمة فضت بكارتها عواهر الامم
ابحث عن دواء يزلل كل عثراتي
يا أمة تحجبت رجالها و حاضت وسط الامم
رحماك ربي اه منها تلك آهاتي
يا أمة تشرزمت و تهودت و اضحكت منها الامم
قلبي امتلأ بالروح و الألم ما نساني
يا أمة استوحشت و ماتت فيها الهمم
لا حيلة في رزق و لا شفاعة؛ يا موت لا تنساني
يا أمة ركنت للخنا و نسائها لم تعد تلد خيولهم
سهران الليل وحدي و وحدتي اسراني
يا أمة استباحت فروجها عواهر الامم
انا فرطنا في شرف رفيع و تلقينا التهاني
أيها الشرف الرفيع كم اوهنتك الاماني
نعم؛؛ فلا عجاب و لا عجب
من أمة جهلت معنى الغضب
لا عجاب من أمة جبنت و لا عجب
ماذا أقول عن أمة قد أصيبت بالعطب
أمة قد استكانت و تهادنت مع الغضب
ان التكرار في قصيدتي لا يعتبر عطب
اعترف ان شراعي قد اصيب بالعطب
عفوا يا كل استاذتي و من غير غضب
ان العيب كل العيب في هذي النخب
و الخوف على الكرسي و هذا النصب
فالقلب قد تصلب و تيبس كأنه الحطب
و ما حل بشام و عراق و كل نجوم العرب
امر جلل؛ ادمي قلوب فصارت ندب
نغوص في دماء ذكيه قد سألت للركب
كل ذلك؛ و لم تفيق أمة العرب
آلا تسمعون؛ الا تهابون أيها النخب
نحيب الصبايا و بالبلايا و تلك الندب
اشلاؤنا تبكي و لا من مجيب فلا عجب
فعجزت الصيحات؛ انه لا ينصت الخشب
فلا عجب انتم الالون أيتها النخب
ناموا ولا تبادلوا فالعدل الان ينتحب
افرحوا كثيرا فغدا سنوافيكم بكل الغضب
نسن اقلامنا و نشحذها كي نقطف الرطب
الدهر يومان فلا عجب ولا عجاب أيتها النخب
سيعود الضمير بمدفع يزيل آثار العطب
ف انتظري يا بغداد يا قدس يا صنعاء يا حلب
فلا عجب من صحوة كل نجوم العرب
حتما ستهب ريح عاتية لا تبقي و لا تذر
تزيل الغثاء و تحصده و تمحق الزبد
و تعود بني امية ببهاء يلتمع كالذهب
و يولد صلاح الدين ليلملم العرب
النصر لن يأتي الا بشيئ من الغضب
لكنه؛ بعد أن تنضب آبار نفط العرب
استاذتي معذرة على الإطالة فلا شيئ عجب
إني مصري عربي و ابي و اظنه قلبي من ذهب
عذرا امية فالحجاج قد نفق و ذهب
فيا أيها الفاتح ان قلبي بالحكي قد التهب
هيا؛ ان دواؤه في وحدة صف العرب
انه امر هين… انه سهل الطلب
مدفع و رشاش من محيط الي خليج و عدو يرتعد
فلا عجب و لا عجاب يا أمة الغضب
يا وليدي هذي كليمات ارد على استاذتي النجب
………
رمزي دحرج
جمهورية مصر العربية