مقال مشترك بقلم
الأديب محمد ديبو حبو
الأديبة غادة مصطفى
==================
رمضان البركة وأُنْسُ القلوب الصابرة التي تتعمر بحبّ الطاعة، وهو الركن الرابع من الإسلام ، رمضان رسالة سماوية عظيمة تخبرنا أن لا فوز للمسلم إلا بالصبر ،
إنُ الحياة الدنيا سميت دنيا لأنها لا ترتقى للراحة و السعادة التامة فلا بدّ للمسلم من الصبر حتى يجتاز هذه الحياة وصعابها ، ورمضان هدية الرحمن إلينا ليتجدد صبرنا في كلّّ عام ، وما الصبر على الجوع والعطش والملذات إلا تجديد وتدريب للنفوس على قوة الاحتمال وتقوية الإرادة ، فالله سبحانه يحب العبد الصابر القوي وهذا ما جاء به الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم { المؤمن القوي خيرٌ وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف ….} إذاً الرسالة الأولى لنا من الصيام في شرعنا التحلي بقوة الإرادة والصبر لاجتياز هذه الحياة الدنيا بكلّ ما فيها من صعاب.
قالَ تعالى ( وَبشّرِ الصَّابِرِينَ )
أمّا الرسالة الثانية للصيام فهي متصلة بصفة الله تعالى { العدل} فمع تشريع الصيام والتزام المسلمين فيه نجد كل المسلمين في بقاع الأرض متساوون ببطونهم الخاوية ، الغني والفقير وهذه الرسالة مفادها أنّ على المسلم أن يلتزم العدل معاملة ومنهجاً وتطبيقاً لانّه يؤدي إلى حياة سعيدة متوازنة تنهض بالأمة والمجتمع …
إذاً الصيام يجدد فينا الصبر كل عام ويعلمنا العدل لأن الله سبحانه جعل جميع المسلمين متعادلين في هذا الشهر ومنه قول الشاعر :
قومٌ بهم تصلحُ الدنيا إذا فسدت
ويفرقُ العدلُ بين الذئب والغنم .
هذا نجده إذا ما تأملنا الحكمة من تشريع الصوم أما بالمقارنة بين رمضان في الماضي ورمضان في الحاضر أو لنقل رمضان بعد سنوات الحرب سنجد أنّ الكثير من العادات والتقاليد الصحيحة والتي كانت شائعة قد زالت واختفت وتبددت معها نكهة وحلاوة الصيام في كثيرٍ من الدول ولكن بنسب متفاوتة ، فأجواء وعادات رمضان تختلف من دولة إلى أخرى من حيث القدرة المادية التي تمكن من تغطية مبادرات عظيمة خاصة أجرها كبير كمبادرة مائدة الإفطار المفتوحة في أماكن عديدة كأماكن العبادة على سبيل المثال، إلا أن الكثير من الصور السلبية التي نراها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية تدل على اختراق وتفتيت تلك العادات عبر مواقعنا الشخصية والأسروية والمجتمعية بشكل يتناسب مع ثقافة ومصالح فئة مخربة وذلك لنشر ثقافة مدمرة متعددة الجوانب والأبعاد..
ومع أنّ رمضان ركن أساسي من أركان الإسلام وأحد أعمدته إلا أنّ ما نراه من تحضيرات خاصة به من قبل شريحة واسعة من المجتمع لا وجود لها بقواعد وأسس دستورنا العظيم ، فلا مسوّغ
لنشر تلك الصور لأشهى المأكولات التي تحضر لموائد رمضان، وهنا نجد كيف بدأ تحويل العبرة والفائدة من الصوم إلى شيء مغاير قوامه المظاهر والقشور الشكلية التي لا تنتمي إلى الشهر الفضيل بشيء من الحكمة.
وبالعودة إلى فضائل شهر رمضان نجد تجدد البركة والرحمات و الطمأنينة والسكينة في نفوس المسلمين وذلك لأن المسلم بفطرته عندما يمتثل لأوامر الله يشعر بنور وهداية وسكينة تجتاح قلبه ، كما أن رمضان يغرس الحبّ بين فئات المجتمع وذلك عندما يقوم المقتدرون من الناس بإغداق الخيرات على الفقراء والمحتاجين ..كل صور ذلك العطاء هو صفحة مضيئة في سجل الإيمان.
وباعتقادي أنّ مسؤولية نشر الوعي الديني والمعرفي بين الناس يجب أن تتجدد عبر مراجعة الذات أولاً وأيضاً من خلال مسؤولي الأسر ثانياً و كذلك عبر عناصر التنوير في المجتمع ثالثاً والتي تؤدي بدورها إلى نشر ثقافة رمضانية صحيحة ضمن إطار تشريعات وأحكام دستورنا العظيم لعلّنا بذلك نرجع إلى التعفف عن الملذات ونتقرب إلى الله تعالى بقلوب ونفوس صافية طيبة .
أقرأ التالي
2025-05-08
صور كارثية..شوايات بالفحم داخل معبد هابو بالأقصر
2025-05-06
موجة من الإنتقادات تواجه إقامة الحفلات بمنطقة الأهرامات
2025-05-05
حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الزبير بن العوام “
2025-05-04
ذكاء زوجه في منع زوجها من التدخين
2025-05-03
البلشي نقيباً لولاية ثانية… مسيرة بدأت بالحقوق وتُستكمل بالتحرير”
2025-05-02
بين جدران “الأمان”: طفولة مُغتصبة.. والمؤبد يطفئ جزءًا من صرخة الإنسانية!
2025-05-01
مشيرة موسى تكتب ” عقوبة التجريس “
2025-04-30
الإخوة والأخوات
2025-04-30
نهاية الإمبراطورية الأمريكية على يد الأحمق.. تور امب
2025-04-29
الأوقاف في الإسلام واشراقاتها الحضارية ” اوقاف النساء “
زر الذهاب إلى الأعلى