مقالات

معن ابن زائدة حلمه وعفوه عن زلات الناس

د.صالح العطوان الحيالي
معن بن زائدة الشيباني شاعر كوفي اصله من هيت ،مقاتل في الدولة الأموية ، من اصحاب امير العراقيين يزيد بن عمر بن هبيرة،
عرف عن معن بن زائدة أمير العرب القائد العربي الشهير أبو الوليد الشيباني أحد أبطال الإسلام وعين الأجواد اشتهر انه من أوسع الناس حلما و صفحا و عفوا عن زلات الناس..
عندما ولاه أبو جعفر المنصور على اليمن . تراهن أعرابيان على إغضابه. لقاء مائة بعير.
فلبسا احدهم جلد ناقة ونعلا أيضا من جلد ناقة فأصبح قبيح المنظر جدا و دخل على معن بن زائدة و انشد دون أن يسلم : أتذكر إذ لحافك جلد شاة * و إذا نعلاك من جلد بعير؟ فقال معن : نعم اذكره و لا أنساه ، فقال الأعرابي: فسبحان الذي سواك ملكا * وعلمك الجلوس على السرير ، فقال معن : إن الله قادر على كل شيء.
فقال الإعرابي: فلست مسلما ما عشت يوما * على معن بتسليم الأمور
فقال معن : السلام سنة . وشانك في الأمر ، فقال الأعرابي: سأرحل من بلاد أنت فيها * وان جار الزمان على الفقير ، فقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بك و إن فارقتنا مصحوب السلامة. فقال الأعرابي : فجد لي يا ابن ناقصة بشيء * فاني قد عزمت على المسير
فأمر له معن بألف درهم ، فقال الأعرابي: قليل ما أتيت به و أني* لا اطمع منك بالمال الوفير ، فأمر له معن بألف درهم أخرى. فانخلع قلب الأعرابي .. واقبل على معن يقبل يديه و معتذرا.. قال: سالت الله إن يبقيك ذخرا …فما لك في البرية من نظير
فمنك الجود و الإحسان حقا ….و فيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن : يا غلام .لقد أعطيناه ألفين على هجونا فليعط أربعة على مدحنا
والتفت إلى الأعرابي قائلا: ما حملك على هجونا ؟ فاجبه: ذلك الأعرابي اللعين الذي راهنني لإغضابك لقاء مائة ناقة. فقال معن : إذن خسرت الرهان ؟
و أمر له بمائتي ناقة . مائة له. و مائة للرهان.. قال بعضهم دخل معن على المنصور
فقال : كبرت سنك يا معن ، قال : في طاعتك ، قال: إنك لتتجلد .. قال: لأعدائك
قال: وإن فيك لبقية .. قال: هي لك يا أمير المؤمنين..ولمعن أخبار في السخاء وفي البأس والشجاعة وله نظم جيد ثم ولي سجستان وثبت عليه خوارج وهو يحتجم فقتلوه
فقتلهم ابن أخيه يزيد ابن مزيد الأمير في سنة اثنتين وخمسين ومئة..
المصادر
المرزباني معجم الشعراء
بدري محمد فهد معن بن زائدة الشيباني
القلقشندي قلايد الجمان في التعريف بقبايل الزمان
تاريخ خليفة بن خياط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى