مقالات

“المخدرات الرقمية”

كتبت د.عبير عاطف

المخدرات الرقمية اخطر ما يهدد شبابنا فى العصر الحالى
في العصر الرقمي الحديث، ظهرت أنواع جديدة من المخاطر التي تهدد الشباب والمجتمع، من بينها المخدرات الرقمية أو ما يُعرف بـ “الآياتونز المخدرة” (Binaural Beats). وهي ظاهرة تثير جدلاً واسعًا حول تأثيرها الحقيقي على الدماغ، ومدى خطورتها مقارنة بالمخدرات التقليدية.
ما هي المخدرات الرقمية؟؟
المخدرات الرقمية هي ملفات صوتية بترددات مختلفة تُسمى النغمات الثنائية (Binaural Beats)، يتم الاستماع إليها عبر سماعات الأذن، حيث يُبث لكل أذن تردد مختلف قليلاً عن الآخر، مما يؤدي إلى توليد تردد ثالث داخل الدماغ. يُزعم أن هذا التأثير يحاكي تأثير المخدرات التقليدية، من خلال التأثير على الموجات الدماغية وإحداث شعور بالاسترخاء أو النشوة.
كيف تعمل المخدرات الرقمية؟؟
تعتمد هذه التقنية على تحفيز الدماغ بموجات صوتية تتراوح بين:
*موجات ألفا (8-14 هرتز): تساعد على الاسترخاء والهدوء.
*موجات بيتا (14-30 هرتز): تعزز التركيز والانتباه.
*موجات ثيتا (4-8 هرتز): ترتبط بأحلام اليقظة والتأمل العميق.
*موجات دلتا (أقل من 4 هرتز): تتعلق بالنوم العميق.
يدّعي مروجو هذه الظاهرة أن الاستماع إلى هذه الترددات يمكن أن يؤدي إلى تجربة شبيهة بتأثير المخدرات، مثل الشعور بالنشوة أو الاسترخاء أو حتى الهلوسة.
مخاطر وأضرار المخدرات الرقمية؟؟
رغم عدم وجود أدلة قاطعة على أن المخدرات الرقمية تسبب الإدمان الفسيولوجي مثل المخدرات التقليدية، إلا أنها تشكل خطرًا نفسيًا وسلوكيًا، ومن أضرارها المحتملة:
1. التأثير على الدماغ: قد تؤدي إلى تغيرات في النشاط الدماغي، مما قد يؤثر على التركيز والذاكرة على المدى الطويل.
2. الإدمان النفسي: قد يعتاد بعض الأشخاص على الاستماع إليها للشعور بالراحة، مما يجعلهم بحاجة مستمرة إليها.
3. العزلة والانطواء: قد يفضل البعض الانغماس في هذه التجربة بدلًا من التفاعل مع العالم الحقيقي.
4. التأثيرات النفسية السلبية: قد تسبب اضطرابات في النوم، وقلق، واكتئاب، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية سابقة.
5. البوابة نحو المخدرات التقليدية: قد تدفع الفضول لدى الشباب لتجربة المخدرات الحقيقية بحثًا عن تأثير أقوى.
**طرق الوقاية والحماية**
أولًا: الوقاية الذاتية – كيف يحمون الشباب أنفسهم؟
1. عدم الانجراف وراء الفضول: الكثير من الشباب ينجذبون إلى تجربة الأشياء الجديدة بدافع الفضول، ولكن من المهم التفكير في العواقب قبل الإقدام على أي تجربة قد تكون ضارة.
2. تجنب رفاق السوء: غالبًا ما يكون تأثير الأصدقاء كبيرًا في دفع الشخص نحو تجارب ضارة، لذا من المهم اختيار الصحبة الجيدة التي تشجع على العادات الصحية والإيجابية.
3. الابتعاد عن المواقع والتطبيقات المشبوهة: هناك العديد من المواقع التي تروج للمخدرات الرقمية، لذلك يجب تجنبها وعدم تحميل أو الاستماع إلى أي ملفات غير معروفة المصدر.
4. ملء وقت الفراغ بأنشطة مفيدة: ممارسة الرياضة، تعلم مهارات جديدة، والانخراط في أنشطة اجتماعية يمكن أن يقلل من الرغبة في تجربة مثل هذه الأمور.
5. تنمية الوعي الذاتي: يجب أن يكون لدى الشباب وعي بالمخاطر المحتملة لهذه التجربة وتأثيراتها السلبية على الصحة النفسية والعقلية.
6. التحدث مع شخص موثوق: إذا شعر الشاب بأنه بحاجة إلى دعم، فمن الأفضل اللجوء إلى الأهل أو المرشدين أو حتى الأصدقاء الموثوقين للحصول على نصيحة سليمة.
ثانيًا: دور المجتمع والأسرة في الوقاية
التوعية بمخاطر المخدرات الرقمية من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التثقيفية في المدارس والجامعات.
*مراقبة المحتوى الإلكتروني الذي يتعرض له الشباب، خاصةً عبر مواقع الإنترنت التي تروج لهذه المواد.
*تعزيز الأنشطة البديلة مثل الرياضة، والفنون، والهوايات التي تشغل وقت الشباب بشكل إيجابي.
*تعزيز الروابط الأسرية لمساعدة الأبناء على التحدث عن مشكلاتهم وتوجيههم للطريق الصحيح.
*سن قوانين ورقابة إلكترونية لمنع انتشار هذه الظاهرة في المجتمعات.
ختاما .
المخدرات الرقمية قد لا تكون بنفس خطورة المخدرات التقليدية، لكنها تمثل تهديدًا نفسيًا وسلوكيًا يجب الحذر منه. الوعي بمخاطرها، واتخاذ القرار بعدم تجربتها، والانشغال بأنشطة إيجابية، كلها عوامل تساعد الشباب على حماية أنفسهم. بالتعاون بين الأفراد والمجتمع، يمكن الحد من انتشار هذه الظاهرة وضمان بيئة آمنة للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى