بقلم د. طارق الأدور
لا يعجبني سلوك الإعلام والمسؤولين في التعامل مع الأحدث التي نمر بها الآن على المستوى الرياضي، وأعتذر أن كنت أتحدث عن مهنتي بهذا الشكل لأنني أرى خروجا كبيرا عن النص وعن كل أخلاقيات الإعلام مؤخرا، وحتى سلوكيات المسؤولين تأتي عن طريق الإعلام وبدلا من أن يقوم الإعلام بدوره في منع تلك الإختراقات لأسس وقواعد المهنة وكيف يكون الدور الإعلامي الأساسي هو تقويم المجتمع وعدم نشر البذاءات، أشاهد الآن تسابقا منه لنقل كل ما يفسد الذوق العام وينتهك الأعراض، بل وأشاهد من يعتبرون كل ذلك إنفرادات إعلامية أو تسابق في السوشيال ميديا من أجل التريند .
في مجال الرياضة من المفترض أن يقوم الإعلام بحيادية بنقل الصورة الكاملة والتحليل السليم للحدث بعيدا عن الإنتماءات التي تجعل أصحابها يحيدون عن الحق من أجل مكسب أو التقرب لأصحاب القرار.
بئس هذا العصر الذي تحول فيه الإعلام الى قسمين كل منهما يدافع عن الأهلي أوالزمالك في كل الأحوال، في الحق والباطل، وفي الصح والخطأ، فكل فئة تدافع على طول الخط عن اللون الذي تنتمي إليه، ولا تعترف بالخطأ من ناحيتها ولا تعترف بأي قصور في الجانب الذي أصبحت تشجعه أكثر من الجماهير، أما الحيادية والتحليل المنطقي السليم فإلى الجحيم.
والأزمة في أن هذا الإعلام الفئوي زاد من تعصب الجماهير وزاد من عدم إقتناعها بأي رأي سليم يعرض الإيجابيات والسلبيات بكل حيادية، فإي كلمة يقولها أي شخص يمكنها أن تؤول في الحال إلى تعصب كاتبها لهذا الجانب فيما يرى مشجع آخر أن نفس الكلمة هي تعصب للطرف الآخر فإختطلت الأمور تماما وتاهت الحقائق.
تعلمت منذ بدأت العمل في مجال النقد الرياضي أن كل كلمة يكتبها الناقد لابد أن توزن بميزان الذهب لأن “بعض الكلمات نور وبعضها قبور” فالكلمة يمكن أن تنير الطريق للمجتمع نحو سلوكيات أفضل ولكن في نفس الوقت يمكن أن تصبح مثل القبور لأصحابها ولمستمعيها، ولكن للأسف لا يعترف احد الآن بأهمية الكلمة فأصبحت تخرج من الناس دون حساب أوضابط أو رابط.
في الفترة الأخيرة كنت أتعامل مع الأحداث بإحترافية تعلمتها في بلاط صاحبة الجلالة، ولكن وجدتني في النهاية لم أرضي أنصار الأهلي أو الزمالك، ووجدتني أتهم بأنني أناصر الطرف الآخر المنافس للفريق الذي ينتمي له المشجع. فهذا يعتبرني أكتب لمناصرة ذاك والآخر يعتبرني اناصر الفريق الآخر مع أنني ألتزم تماما في التحليل بوضع الأسباب كاملة دون الإرتكان إلى بعضها ونسيان البعض الآخر.
فعندما قلت أن فوز الزمالك بالدوري جاء لـ 8 أسباب حددتها وذكرت تأثيرها على الفوز غضب جمهور الأهلي لأنه يريد أن يسمع فقط ان فريقه خسر فقط بسبب التحكيم دون أي أسباب أخرى.
وعندما ذكرت أسباب خسارة الأهلي وحددتها بتسعة أسباب وبتفاصيلها وتأثيرها النفسي غضب جمهور الزمالك لأن سببا من بين الأسباب التسعة كان التحكيم الذي أثر في بعض المباريات على النتائج والكل شاهد ذلك صراحة ولكنه لم يكن السبب الأوحد لخسارة الأهلي وهنا غضب جمهور الأهلي مرة أخرى لأنه لا يريد ان يسمع أي أسباب أخرى للخسارة.
وعندما تذكر أي إحصائية رقمية بين الأهلي والزمالك يغضب كلا الطرفين لأن كليهما يريد ان يذكر إسم فريقه فقط في الإحصاء دون الآخر، رغم أن علم الإحصاء يقول أن الأرقام دائما لا تكذب وأنك من المستحيل أن تذكر إحصائية منقوصة ولا تضم إلا إسم فريق واحد فقط. هنا غضب جمهور الزمالك من أي إحصائية يذكر فيها إسم الأهلي بعد إنتهاء الدوري لأنه لا يريد أن يرى إلا إسم فريقه فقط.
المهم أن الإعلام نفسه إذا سار على الطريق الصحيح لم يعد مقنعا الآن للجماهير الثائرة بإستمرار وكانه يدفع ثمن ما حدث منه من تضليل في الفترة الماضية، ولكن متى يعود الإعلام لدوره الحقيقي….الله أعلم
[email protected]
أقرأ التالي
2025-05-14
جامعة كفرالشيخ تنظم دورة تدريبية بعنوان “إعداد الخريجين للعمل بالهيئات القضائية”
2025-05-14
حملة مكبرة لرفع الإشغالات بشوارع الزقازيق وإعادة الانضباط المروري
2025-05-13
نائب وزير الإسكان يفتتح معرض المياه والصرف الصحي والبنية التحتية WATREX EXPO
2025-05-13
رئيس الهيئة العربية للتصنيع يتفقد أعمال إنشاء مصانع تدوير المخلفات الصلبة بمحافظة كفر الشيخ
2025-05-13
وزير الصحة يبحث مع وفد البنك الدولي تعزيز التعاون في ملف التنمية البشرية
2025-05-13
وزير الرى: تنفيذ ٢٤ برنامج تدريبي إقليمي بمشاركة ٤٤٥ متدرب من مختلف الدول الإفريقية
2025-05-13
أسعار العملات الأجنبية والذهب والفضة اليوم الثلاثاء الموافق 13 مايو 2025
2025-05-13
أسعار اللحوم والأسماك والدواجن والبيض فى الأسواق اليوم الثلاثاء الموافق 13 مايو 2025
2025-05-13
أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء الموافق 13 مايو 2025
2025-05-13
أسعار الخضار والفاكهة فى الأسواق اليوم الثلاثاء الموافق 13 مايو 2025
زر الذهاب إلى الأعلى