منوعات
أخلاق المسلمين في الفتوحات الإسلامية
د.صالح العطوان الحيالي
لم يكن الدين الإسلامي يوما ما دين اعتداء على الآخرين أو اكراههم على اعتناقه . قال عز من قائل ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ). وقال عز وجل ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) . وقال عز وجل ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) … علينا أن نتيقن أن كل الغزوات والسرايا والفتوحات الإسلامية التي حدثت هي لدفع الخطر والأذى عن المسلمين …
يتعمد الكثيرون ممن يحملون الحقد والبغض والكراهية للاسلام والحركة الفتوحات الإسلامية تشويه صورة هذه الفتوحات التي نقلت الإنسان من ظلمات الكفر والظلم إلى نور الإسلام والعدل فيوجهون سهامهم نحو الفاتحين ويتهمونهم بشتى التهم من سفك الدماء ونهب وهذا من الإجحاف وإنما هذه التهم تنطبق على من يطلقها … لقد جاء الإسلام رحمة للبشرية جمعاء فلم يشرع الجهاد الا لنشر الخير وردع الشر وأحلال السلام والقضاء على الظلم في الوقت الذي كان فيه أعداء الإسلام يستبيحون ديار المسلمين . وضع الإسلام قواعد الجهاد وارسى مبادئها النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها المسلمون
فكان يوصي قادة السرايا بعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وعدم وقطع وحرق الأشجار فقد وضع ميثاقها لذلك وطبقه
من بعده وتجسد هذا الميثاق بتوصية أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى يزيد بن أبي سفيان أحد قادة الجيوش الموجهة لفتح الشام ويتضمن عشر مباديء أهمها… لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا شيخا كبيرا هرما ..ولا تقطعين شجرا مثمرا .ولا تخربن عامر .. ولا تعقرن شاة ولا بعيرا الا لماكلة ..ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغلل ولا تجين … هكذا كان يجاهد المسلمون وهكذا كانت مبادئهم.. وانا في النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة أنه تعرض لشتى أنواع الظلم من قومه حتى انتهى به الحال للهجرة وترك داره وماله وبعد مدة ليست بالقليلة يدخل مكة وتستسلم له قريش التي اذاقته الويلات وينتظرون النتيجة فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ماذا تظنون أني فاعل لكم فيقولون خيرا اخ كريم وابن اخ كريم وقد تناسى كل ما فعلوه به وأصحابه ويقول لهم كما قال يوسف ” لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء ” ولما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد اليه مجموعة من أهل سمرقند ارفعوا اليه شكوى أن القاءد قتيبة دخل مدينتهم واسكنها المسلمون على غدر .فكتب عمر إلى عامله أن ينصب قاضيا وينفذ ما يأمر به القاضي فحكم القاضي بإخراج المسلمين فلما رأى أهل سمرقند هذا العدل دخلوا في الإسلام واقروا المسلمين ..
ولما دخل المسلمين القسطنطينية ذهب السلطان محمد الفاتح إلى كنيسة ايا صوفيا التي تجمع فيها النصارى مرعوبين مذعورين فأحسن استقبالهم وامنهم على أرواحهم وترك لهم الحرية في انتخاب البطريرك وأعطاه فراس خاص به وعين له حارسا..
قالت ايفيلين كوبلد …
لما فتح صلاح الدين بيت المقدس بعد عدة معارك وطرد الصليبيين من البلاد اظهر في حروبه كل الوان الرفق والرحمة والعفو وابى أن يعامل المغلوبين الا بالحسنى ورفض الانتقام . فسمح لمن يرغب بالخروج أو بالبقاء …
قال توماس ارنولد ..
لم نسمع اية محاولة مدبرة لارغام الطوائف من غير المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي …
يقول أحمد سوسة أحد الرجال اليهود الذين أعلنوا إسلامهم…
يستحسن باتباع موسى وعيسى أن يراجعوا التاريخ الإسلامي ليقفوا على ما يأمر به الإسلام بشأن الرفق بالأطفال والشيوخ والنساء وغير المقاتلين بصورة عامة …
كما يجب أن لا ننسى دور التجار المسلمين في نشر الدين الإسلامي باخلاقهم بتعاملهم بصدقهم بطيبتهم..
المصادر
القرآن الكريم
المغازي الواقدي
فتوحات الشام الواقدي
فتوح الشام الأزدي
كتاب القند في فتح سمر قند
ابو بكر الصديق
ابن الأثير الكامل في التاريخ
ابن شداد النوادر السلطانية
د. محمد عبد الحي التاريخ الإسلامي
د. علي الصلابي .عمر بن عبد العزيز
البداية والنهاية