تحول الاحتفال من المنزل الي القبر
تحقيق : سيد عبدالتواب جبلاوي
جرت العادة أن يذهب الناس يوم العيد بعد انتهاء صلاة العيد لزيارة القبور، ويقرؤون القرآن حول القبر، وتخرج النساء كذلك معهم، ويوزعون الحلوى والقهوة والشاي، ويضعون جريد النخل والزهور على القبور
في تحقيق حول الظاهرة المنتشرة في بعض قرى محافظات الصعيد
رصدنا تحول الاحتفال من البيوت الي القبور
قالت ” الحاجة زينب “التي كانت تحمل سبت مليء بكعك العيد والفواكه انها تقضي العيد عند قبر ابنها توزع ما تحمله على الفقراء والمحتاجين
ويأتي إليها القراء يقرؤون القران علي روح ابنها المتوفي
وسألنا “فوزية على “عن سبب ارتداء تلك الملابس السوداء التي تدل على الحزن رغم أننا في يوم عيد إجابة قائلة زوجي وابي وامي تحت التراب فكيف اتزين واتجمل واحتفل !
وقال “عبدالعظيم جابر ” اننا نأتي الي القبر بعد صلاة العيد مباشرة نتقبل التعازي من الأقارب والأهالي
ولمعرفة إذا كان تصرف هؤلاء يتصرفون تصرف شرعي
ذهبنا الي “الشيخ مسعود كردي ” الذي قال
إن زيارة القبور سنة مشروعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة” (رواه مسلم).
ولكن الشرع لم يحدد يوماً معيناً لزيارة القبور، لذلك فإن تخصيص يومي العيد بزيارة القبور بدعة مكروهة، وقد تكون حراماً إذا رافقتها الأمور المنكرة التي نشاهدها في أيامنا هذه يوم العيد من خروج النساء المتبرجات إلى القبور، واختلاطهن بالرجال، وكذلك انتهاك حرمات الأموات من الجلوس على القبور ووطئها بالأقدام، وغير ذلك من الأمور المخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
. وينبغي أن يُعلم أنه لا يجوز تخصيص زمان أو مكان بشيء من العبادة إلا بدليل شرعي.
وتخصيص يوم العيد بزيارة القبور مما لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يكن من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنهم زيارة القبور يوم العيد، وإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الخير كل الخير بالاتباع، والشر كل الشر
وأما خروج النساء لزيارة القبور يوم العيد لا يجوز، فهو بدعة مكروهة لأنه تخصيص لعبادة بزمان معين بدون دليل، وقد يصل إلى درجة التحريم إذا عرفنا حال كثير من النساء اللواتي يخرجن إلى المقابر من التبرج، وإبداء الزينة والاختلاط الفاحش بالرجال!! فأرى أنه يجب على أولياء أمورهن منعهن من الخروج إلى المقابر وهن على تلك الحال، وإن لم يفعلوا فهم آثمون والعياذ بالله


