مقالات

*”أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى”*

وليد أبو الحسن

*الْغَفُورُ*
* اسم “الْغَفُورُ” من أسماء الله الحسني ،
وهو من صيغ المبالغة، على وزن فعول،
أي كثير المغفرة، كماً ونوعاً،
وأصل المغفرة التغطية والستر،
ومعناه: السَّاترِ لذُنوبِ عِبَاده وعُيوبهم،
المُتَجاوِز عَن خَطَاياهُم وذنوبهم،
بفضله ورحمته ..
والذي لم يزل يغفر الذنوب،
ويتوب على كل من يتوب.
* واسم “الْغَفُورُ” يدل على دعوة العباد للاستغفار، ومهما بلغ الذنب أو تكرر من العبد وأراد الرجوع إلى الرب فإن باب المغفرة مفتوح في كل وقت ..
وهو الغَفُورُ يغفر فضلا وإحسانا منه.
*في القرآن الكريم*
ذُكر اسم “الْغَفُورُ” في القرآن الكريم أكثر من تسعين مرة،
وارتبط اسم الْغَفُورُ بالرَّحِيمِ في أغلب المواضع؛
كدلالة على أن من يُحَصِّلُ مغفرة الله يُحَصِّلُ رحمته به ..
ومنها:
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ)
[سورة الحجر 49 – 50].
*في السنة النبوية*
عن عبد الله بن عمرو:
أنَّ أبا بكرٍ الصديقَ رضي الله عنه قال للنبيِّ ﷺ:
عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ:
«قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ».
وعن عبد الله بن عمر قال:
«كان يُعَدُّ لرسولِ اللهِ ﷺ في المَجْلِسِ الواحدِ مائةُ مَرَّةٍ من قبلِ أن يقومَ ربِّ اغفِرْ لي وتُبْ عليَّ إنك أنت التوابُ الغفورُ».
~ من آثار الإيمان بهذا الأسم الكريم ~
– لا يجوز للمسلم أن يسرف في الخطايا بحجة أن الله غَفُور؛ فالمغفرة إنما تكون بشروط بينها الله تعالى:
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)
[سورة طه 82]
ومن مات وهو مقيم على الكبائر من غير أن يتوب فإن مذهب أهل السنة أنه ليس له عهد عند الله بالمغفرة والرحمة؛ بل إن شاء غفر له وإن شاء عذبه؛
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)
[سورة النساء 116].
– سؤال الله عز وجل بهذا الاسم الكريم مغفرة الذنوب ووقاية شرها؛ لأنه سبحانه وحده الذي يملك غفران الذنوب، ولا يملك ذلك أحد سواه، وما أكثر الأحاديث التي تحث على فضيلة الاستغفار، ومن أشهرها حديث سيد الاستغفار؛ ومهما عظمت ذنوب الإنسان فإن سعة مغفرة الله ورحمته أعظم؛
(إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)
[سورة النجم 32].
– مجاهدة النفس على التخلق بخلق الصفح عن الناس، وستر أخطائهم وعوراتهم، والاهتداء بهدي القرآن الكريم، الذي يأمر بالعفو عن الناس ومقابلة السيئة بالحسنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى