فن

فى ذكرى وفاة فايدة كامل.. المطربة والسياسية من الدرجة الأولى.. دافعت عن حقوق المرأة والفقراء

عرفت فايدة بـ”مطربة السلطة”
فايدة كامل اشتهرت بأغانيها الوطنية
فايدة كامل فضلت الجلوس تحت قبة البرلمان .
 
تزوجت من اللواء النبوي اسماعيل وزير الداخلية المصري في الفترة من عام 1977 وحتي 1982 ..
تمر اليوم ذكرى وفاة الفنانة والسياسية فايدة كامل، وهى واحدة من أشهر مطربات مصر والعالم العربي، وأيضا أشهر وأقدم برلمانية في مصر، وهي مولودة في 12 يوليو 1932، وامتدت مسيرتها الفنية من 1949 حتى توقفها واعتزالها الغناء في 1971 لانشغالها بالعمل السياسي كنائبة عن دائرة الخليفة وتوفيت يوم 21 اكتوبر عام 2011.
 
وظهرت موهبة فايدة كامل الفنية منذ سن الثامنة، وكانت وقتها بمدرسة البهية البرهانية الابتدائية بحي الخليفة (أحد أحياء القاهرة الشعبية)، وشاركت في برنامج «بابا شارو» بالإذاعة، ولما بلغت الحادية عشرة التحقت بمعهد الموسيقى العربية ثم بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأثناء مسيرتها الفنية التحقت بكلية الحقوق وحصلت على ليسانس الحقوق.
 
وعرفت فايدة بـ«مطربة السلطة»، نظرا لقربها (بحكم زواجها من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل) من عائلة الرئيس الراحل أنور السادات، وغنائها الكثير من الأغاني له، كان أشهرها «يا سادات»، وهي أغنية لها قصة طريفة، حيث وقفت فايدة في مجلس الشعب عام 1981 مطالبة بأن يكون الرئيس السادات رئيسا للجمهورية مدى الحياة، وغنت «يا سادات»، وهو ما قوبل بعاصفة من التصفيق، وهو ما وافق عليه السادات لاحقا.
 
ولها ايضا الكثير من الأغاني الوطنية، ومنها «دع سمائي فسمائي محرقة» والتي ألهبت حماس الشعب أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وأيضا أغنية «وطني حبيبي الوطن الأكبر» مع مجموعة من الفنانين، ولها من الأغانى الدينية «إلهي ليس إلاك عونا»، بالإضافة إلى عدد قليل جدا من الأفلام السينمائية منها «أنا وأنت» و«سكة السلامة» و«على قد لحافك» و«أرض السلام».
 
فايدة كامل اقتحمت لأول مرة عالم السياسة عام 1966، وفي ذلك الوقت كانت مقررة التنظيم النسائي بقسم الخليفة، ورشحت نفسها في الانتخابات البرلمانية أمام 13 رجلا، وفازت عليهم وحصلت على 15 ألف صوت، أي ما يوازي 93 % من جملة الناخبين، وكانت بذلك أول فنانة مصرية تدخل البرلمان، وظهرت الراحلة كمدافعة شرسة عن المرأة.
وطالبت أثناء عملها السياسي والنيابي بأحقية حصول المرأة على معاش في حال الزواج بعد سن الستين، ورفعت شعار «المرأة نصف المجتمع»، وكانت تؤكد دائما أن المرأة تستطيع أن تربي نفسها سياسيا من خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، وأيضا من خلال الوسائل التي يمكن أن تكوّن لها رأيها.
ونالت فايدة الكثير من الألقاب الفنية، منها «صوت مصر»، و«مطربة السلطة»، وتعد واقعة «صوت مصر» واحدة من أهم القصص الفنية التي عاشتها مصر من خلال صوت فايدة كامل، حيث يروى أن أغنيتها «دع سمائي» ألهبت حماس الشعب والجيش وقت العدوان الثلاثي على مصر، ويومها وقف القائد البريطاني لجيوش الاحتلال في منطقة الشرق الأوسط وأعلن في محطة إذاعة «الشرق الأدنى» وقتئذ أنه سوف يرسل 21 طائرة لإسكات صوت فايدة كامل في الإذاعة المصرية.
وأصبحت فايد كاملة نائبة في مجلس الشعب في 1971 ولعدة دورات عن دائرة الخليفة بالقاهرة، بعد أن ‏توقفت عن الغناء وترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس، ومنذ ذلك العام كانت قضايا الوطن هي شغلها الشاغل، واستطاعت أن تساهم إلى حد كبير في تحقيق الكثير من آمال أهل دائرة الخليفة مثل إدخال مشروع الصرف الصحي ومياه الشرب ورصف الطرق وبناء 11 مدرسة وإنشاء 5 مراكز للشباب إلى جانب بناء المؤسسات الخيرية لرعاية الفقراء والأيتام وبناء المستشفيات.
واستطاعت فايدة كامل كنائب في البرلمان، أن تمثل المرأة المصرية في كثير من المؤتمرات الدولية سواء الأوروبية منها أو العربية أو الأفريقية، كما خاضت كثيرا من المعارك في البرلمان من أجل أن تأخذ المرأة المصرية حقها كما نص عليه الدستور، خاصة في قانون الأحوال الشخصية وقانون إعطاء الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من أجنبي.
وكانت آخر أعمالها في رئاستها للجنة الثقافة والإعلام والسياحة هو إعدادها لمشروع قانون الحفاظ على التراث السينمائي المصري، وهو قانون من شأنه أن يحفظ لذاكرة الأمة المصرية الأفلام السينمائية التي تعتبر تدوينا وتسجيلا لثقافة الشعب المصري وحماية هذه الأفلام في ظل عصر العولمة والسماوات المفتوحة.
غيب الموت المطربة والبرلمانية المصرية الشهيرة فايدة كامل عن عمر ناهز 79 عاما. رحمه الله عليها واسكنها فسيح جناته..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى