عربية

تزايد الضغوط على إسرائيل لعدم مهاجمة الملاذ الأخير للفلسطينيين في رفح

 

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

واجهت إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة يوم الأربعاء لإرجاء هجوم مزمع على الملاذ الأخير للفلسطينيين النازحين في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء محادثات الهدنة في القاهرة بلا نتيجة قاطعة.

وقال مسؤولون إن محادثات يوم الثلاثاء كانت بناءة وستستمر، لكن عدم حدوث انفراجة فورية أجج مخاوف بين مئات الآلاف من الأشخاص المتكدسين في رفح من أن إسرائيل ستجتاح المدينة المتاخمة لمصر قريبا.

وتصاعد التوتر أيضا بطول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان يوم الأربعاء. وقالت إسرائيل إن جندية قُتلت في هجوم بصواريخ من لبنان، بينما وردت تقارير تفيد بمقتل أربعة أشخاص جراء هجمات إسرائيلية على جنوب لبنان.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يريد إخراج المسلحين الفلسطينيين من مخابئهم في رفح وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، لكنه لم يقدم تفاصيل عن خطة مقترحة لإجلاء المدنيين.

وقال سعيد جابر، وهو رجل أعمال من غزة يعيش في رفح مع أسرته، لرويترز عبر تطبيق للتراسل «الأخبار كانت محبطة، كنا نتأمل يكون في صفقة في القاهرة، هلقيت بلشنا نعد تنازلي لاجتياح الدبابات الإسرائيلية، إن شاء الله ما بيصير طبعا، لكن مين اللي يقدر يمنعهم؟».

وقال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية إن الهجوم على رفح سيكون «كارثة لا يمكن تصورها… بل وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال».

وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات لتقليل القتلى والجرحى المدنيين إلى أقل مستوى وتتهم مقاتلي حماس بالاندساس بين المدنيين بما في ذلك في المستشفيات والملاجئ، وهو ما تنفيه حماس.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الناس في رفح ممن ليس أمامهم مكان ليذهبوا إليه «لا يمكن أن يتبخروا ببساطة في الهواء».

وأضافت «هم بحاجة إلى أماكن آمنة وممرات آمنة لتجنب الوقوع في مرمى النيران بشكل أكبر»، وذلك قبل محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

قصف خلال الليل

قال سكان إن قوات إسرائيلية قصفت مناطق بشرق رفح خلال الليل ودكت عدة مناطق في خان يونس بجنوب غزة.

وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن قوات إسرائيلية تواصل عزل المستشفيين الرئيسيين في خان يونس، وإن رصاص القناصة الذي يستهدف مستشفى ناصر بالمدينة قتل وأصاب عددا كبيرا في الأيام القليلة الماضية.

وذكر مسؤولو الصحة الفلسطينيون أن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 28576 فلسطينيا قتلوا، منهم 103 خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، وأصيب 68291 آخرون في الحملة الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وهناك اعتقاد بأن كثيرين غيرهم مدفونون تحت أنقاض المباني المدمرة في أنحاء قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذي أصبح معظمه في حالة خراب. وتنفد إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الضروريات، فيما تنتشر الأمراض.

وتعهدت إسرائيل بمواصلة القتال حتى القضاء على حماس وأعطت أولوية لإعادة آخر الرهائن المحتجزين. وتقول حماس إن إسرائيل لا بد أن تتعهد بإنهاء هذه الحرب والانسحاب من غزة.

 

توتر على الحدود

لا تركز المساعي الدبلوماسية على وقف الحرب وضمان الإفراج عن الرهائن فحسب، بل على منع امتداد الصراع إلى أنحاء المنطقة.

وكثيرا ما تطلق جماعة حزب الله اللبنانية الداعمة للفلسطينيين النيران عبر الحدود صوب شمال إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.

وفي اشتباكات يوم الأربعاء، قالت إسرائيل إنها شنت هجمات انتقامية على أهداف لحزب الله بعد هجوم صاروخي قالت إنه أسفر عن مقتل مجندة إسرائيلية وقصف قاعدة عسكرية وإصابة عدة أشخاص آخرين.

وقال مصدران أمنيان لبنانيان إن امرأة وطفليها قُتلوا في هجوم إسرائيلي على قرية صوانة. وذكر حزب الله أن هجوما على قرية أخرى أسفر عن مقتل أحد مقاتليه.

ويسعى الحوثيون في اليمن إلى إظهار الدعم للفلسطينيين عن طريق مهاجمة حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر. وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن هجمات على أهداف للحوثيين في اليمن.

وفي أحدث هجوم انتقامي، قالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها استهدفت صاروخ كروز كان على وشك أن يُطلق على سفن في البحر الأحمر.

واستمرت الجهود الدبلوماسية يوم الأربعاء مع قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارته الأولى إلى مصر منذ أكثر من عقد. وقال إن الحرب في غزة على قمة جدول أعماله في مصر.

ووصف مصدر مطلع محادثات يوم الثلاثاء بأنها «جيدة» وقال إن الجانبين اتفقا على مواصلة المناقشات، لكنه رفض تحديد مكان وموعد الجولة الجديدة من المحادثات.

وذكر جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض خلال مقابلة مع شبكة سي.إن.إن أن المحادثات كانت بناءة.

وأضاف «ومن المهم أن تستمر، وألا ينسحب أي طرف ويقول ‘لا، لن أفعل هذا‘. ذلك مهم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى