أخبار عالمية

 تهديدات متبادلة بين إسرائيل وإيران ومخاوف من التصعيد

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

 

توعّدت إسرائيل بالردّ على القصف غير المسبوق الذي شنته عليها إيران على الرغم من الدعوات إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط في ظلّ الحرب الدائرة قي قطاع غزة.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي مساء الإثنين في تصريحات أدلى بها في قاعدة نيفاتيم التي أصيبت في القصف الإيراني إنّ إسرائيل «ستردّ على إطلاق هذا العدد الكبير جداً من الصواريخ والمسيّرات على أراضي دولة إسرائيل».

على الأثر، حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الثلاثاء من أنّ أصغر عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل واسع ومؤلم ضد جميع مرتكبيه.

في هذه الأثناء، يواصل القصف المدفعي والغارات الإسرائيلية إيقاع مزيد من الشهداء والدمار في قطاع غزة المحاصر والمهدّد بالمجاعة.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إنّ 46 شهيدا سقطوا خلال 24 ساعة حتى صباح الثلاثاء.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمجنّدين الجدد الثلاثاء إنّ الجيش الإسرائيلي يقاتل حماس «بلا رحمة وسنهزمهم».

 

لن تنجو

وبعد أشهر من التوتر في المنطقة، أطلقت إيران ليل السبت الأحد أكثر من 300 من الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل في أول هجوم مباشر على عدوتها اللدود التي نسبت إليها استهداف قنصليتها في دمشق في الأول من نيسان/أبريل وقتل سبعة أفراد من الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران.

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري الثلاثاء للصحفيين في قاعدة جولس العسكرية بينما كان يعرض بقايا صاروخ إيراني تم اعتراضه «لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا النوع من العدوان، إيران لن تنجو من العقاب».

ومع إدانة الهجوم الإيراني، دعت غالبية الأطراف، بمن فيهم حلفاء لإسرائيل، الى تجنب ردّ كبير من شأنه زيادة تأجيج منطقة الشرق الأوسط التي قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنها صارت على حافة الهاوية.

وحمّل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء نتنياهو مسؤولية الهجوم الإيراني وقال إنّ استهداف إسرائيل للسفارة الايرانية في دمشق منتهكة القانون الدولي واتفاق فيينا كان القشة التي قصمت ظهر البعير.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الثلاثاء نتنياهو الى التحلي بالهدوء، فيما دعت روسيا إلى ضبط النفس، في حين دعت السعودية إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.

إلى ذلك، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي عن قلقه من احتمال أن تردّ إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وقال غروسي في مؤتمر صحفي ليل الإثنين «نحن قلقون من هذا الاحتمال»، مضيفا «ما يمكنني أن أقوله لكم هو أن الحكومة الإيرانية أبلغت مفتشينا في إيران أمس الأحد بأن كل المنشآت النووية التي نقوم بتفتيشها يوميا، ستبقى مغلقة لاعتبارات أمنية.

لكنّ غروسي قال إنه لن يسمح للمفتشين بالعودة إلى أن يهدأ الوضع تماماً.

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تريد حربا واسعة مع إيران ولن تكون طرفا في أي عملية انتقامية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين «دحرنا هذا الهجوم الإيراني»، داعيا إسرائيل إلى تجنب التصعيد والعمل على وقف لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.

 

ضبط النفس

ومنذ بداية الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط، بما في ذلك بين إسرائيل وإيران المتعاديتين منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979، وحلفاء كل منهما.

على رغم ذلك، امتنعت إيران حتى الآن عن مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر.

ويخوض البلدان منذ أعوام حرباً في الظل عبر أطراف أخرى مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والفصائل الفلسطينية الحليفة لطهران.

الى ذلك، تتهم طهران إسرائيل بتنفيذ عمليات سرية على أراضيها، واستهداف قيادات عسكرية إيرانية في سوريا.

وأكدت إيران أنّ هجومها كان ناجحاً وحقق كل أهدافه، وأنها تعتبر الرد على قصف قنصليتها مسألة منتهية.

وشدد رئيسي على أن بلاده مارست حقها في الدفاع عن النفس، واستهدفت بهجومها المراكز التي استخدمت في عملية قصف القنصلية في دمشق.

والثلاثاء أعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران شنّ هجوم جوي بمسيّرات انقضاضية على مواقع إسرائيلية.

ولاحقاً أعلن مقتل ثلاثة من عناصره في ضربات إسرائيلية.

 

مخبز واحد يعمل

واستهدفت القصف الإسرائيلي والغارات مختلف أنحاء قطاع غزة الثلاثاء، لا سيّما في خان يونس في الجنوب حيث قالت وزارة الصحة إنّه تم انتشال جثامين 15 شهيدًا بينهم أطفال من مناطق متفرقة فيها صباح اليوم.

وانسحب الجيش من خان يونس بداية نيسان/أبريل بعد عدة أشهر من القتال العنيف.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن وجود ذخائر غير منفجرة بين الأنقاض بما في ذلك قنابل زنتها 500 كيلوغرام في المدارس وعلى الطرق، يعوق عملية تقييم الأضرار، بعد مهمة ميدانية.

وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر، إن هناك حاجة الى ملايين الدولارات وسنوات عديدة لتطهير القطاع من الذخائر غير المنفجرة.

وفي مدينة غزة، تشكل طابور طويل أمام مخبز أعيد فتحه مؤخرا، حيث عمل عدة موظفين على خدمة العملاء الذين كانوا ينتظرون منذ ساعات طويلة، بحسب صور التقطها مصور وكالة فرانس برس.

وقال خالد الغولة «انتظرت ست ساعات للحصول على ربطة خبز… الوضع صعب جدا. ظلم أن يكون لدينا مخبز واحد فقط لإطعام قطاع غزة بأكمله».

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن حجم المساعدات الإنسانية التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى القطاع، وتصل إلى 181 شاحنة كل يوم منذ بداية نيسان/أبريل ومعظمها من مصر، لا يزال أقل بكثير من هدف إدخال 500 شاحنة يوميا.

وأعلن منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في الأراضي الفلسطينية أن المنظمة الأممية ستوجه الأربعاء نداء لجمع 2,8 مليار دولار بهدف مساعدة السكان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة خلال 2024.

تواصل حركة حماس، المطالبة بوقف نهائي لإطلاق النار، بينما يستعد نتنياهو لشن هجوم بري على مدينة رفح الواقعة في جنوب القطاع ويعتبرها آخر معقل للحركة.

والثلاثاء أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن تقديراتها لتداعيات الحرب في غزة تفيد باستشهاد أكثر من 10 آلاف امرأة، من بينهن نحو 6 آلاف من الأمهات تركن وراءهن نحو 19 ألف طفلاً يتيماً.

وأدت الحرب إلى استشهاد 33843 شخصا في القطاع، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى