أخبار

بيت السناري الأثري يطلق فعاليات ندوة بعنوان ” 25 إبريل.. يوم له تاريخ”

متابعة – علاء حمدي

عقدت لجنة الشباب المركزية ببيت العائلة المصرية برئاسة الدكتور مسعد عويس، ومقررها جناب القس أرميا مكرم، ندوة بعنوان ” 25 إبريل.. يوم له تاريخ”، مساء أمس الإثنين، ببيت السناري الأثري في حي السيدة زينب، احتفالا بالذكري الثانية والأربعين لتحرير سيناء، وذلك بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية برئاسة الدكتور أحمد زايد ممثلا في بيت السناري الأثري.

حضر الندوة كل من: اللواء محمد ربيع، واللواء فؤاد فيود، والدكتورة ولاء محمد الباحثة وأستاذة التاريخ، والدكتور مسعد عويس رئيس لجنة آلشباب المركزية ببيت العائلة المصرية، وجناب القس أرميا مكرم مقر لجنة الشباب المركزية ببيت العائلة المصرية ويديرا اللقاء الدكتورة آميرة جمال، والدكتور يوسف ورداني، والدكتورة ناهد عبدالحميد، أعضاء اللجنة.

في البداية تناول اللواء محمد ربيع، مهندس الصواريخ المضادة للدبابات، أحد ابطال حرب أكتوبر ومحاربي حرب الاستنزاف بسلاح المدفعية، الحديث عن ذكرياته مع حرب الاستنزاف وأكتوبر المجيد قائلا: إنه فى 5 يونيو 67 كانت الهزيمة مؤقتة، حيث ضربت القوات الإسرائيلية المطارات المصرية والطائرات على الأرض، وتم انسحاب القوات من سيناء بقرار خاطئ، لأنها لم تترك للقتال والأخذ بالثار، لكن سرعان ما تعافت مصر وبدأت توجه ضربات قاسمة للعدو الإسرائيلى الضربة تلو الأخرى، فبعد أيام معدودة لقنت كتبية صغيرة من الصاعقة المصرية العدو الإسرائيلى درسا قاسيا فى معركة رأس العش وأفقدته الكثير من الخسائر فى الأرواح والمعدات، وبعدها الضربة الجوية يوم 14 و15 و16 يوليو، التى ضرب فيها الطيارون المصريون العمق الإسرائيلى فى سيناء، بالإضافة إلى ضرب مخازن الأسلحة والذخيرة، ومكان تجمع القوات الإسرائيلية، وهذه العملية سميت بضربة مدكور أبو العز قائد القوات الجوية وقتها، ثم توالت العمليات منذ 67 حتى عام 70، وهذه الفترة التى استغاثت منها رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، وطلبت من أمريكا التدخل لوقف إطلاق النار وعمل هدنة بسبب الخسائر التى تكبدتها فى هذه الفترة، وهذا يدل أن إسرائيل انتصرت انتصارا مؤقتا فى حرب الستة أيام، ولكن خسائرها كانت أكثر من مكاسبها فى حرب الاستنزاف.

وتابع: أنه يتذكر جيدا أداء واستبسال زملائه بالمعركة، وإصرارهم على عدم العودة إلى ديارهم قبل إعادة سيناء لمصر، فضلا عن التفاف الشعب خلف قيادته وجيشه في تلك الفترة العصيبة، وتكريس إيرادات الحفلات التي كانت تحييها أم كلثوم وعبدالحليم حافظ للمجهود الحربي، بجانب دعم الشركات المدنية للقوات المسلحة.

من جهته تحدث اللواء فؤاد فيود، أحد قادة حرب أكتوبر ومستشار مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، عن ذكرياته في حرب الاستنزاف وأكتوبر 73، بالإضافة إلى عرض بعض الوثائق عن الحرب وعن الأسرى الإسرائيلين، وكيف كانت شجاعة الجندي المصري للدفاع عن أرضه.

كما تطرق إلى حكام مصر منذ العصر الفرعوني مرورا بالفتح الإسلامي، وأسرة محمد علي باشا، وصولا إلى العصر الحديث منذ ثورة 23 يوليو 1952 حتى الآن، مشيرا إلى أن الرئيس محمد نجيب من أصول مصرية سودانية، والزعيم جمال عبدالناصر، ثاني رؤساء جمهورية مصر العربية، وأول مصري يتمتع بأصول مصرية 100 %، أتبعه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والرئيس الراحل محمد حسني مبارك.. وصولا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال فيود، إن الأرض الوحيدة التي تجلي الله عليها وتكلم فيها هي مصر، وتعد الدولة الوحيدة التي ذكرت في القرآن صراحة، والتي قرن اسمها في القرآن بالأمن والأمان، كما اقترن اسمها بخزائن الأرض في القرآن، واقترن اسمها وشعبها ‏بمباركة الله في الإنجيل، وهي الدولة التي علمت العالم الكتابة ونشأ من أهلها سيدنا إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم في التاريخ، ولجأ إليها سيدنا إبراهيم عليه السلام من ظلم أهله، وكذلك لجأ إليها سيدنا يعقوب عليه السلام وإخوة ‏يوسف عليه السلام من المجاعة، ولجأت اليها السيدة العذراء والمسيح عليه السلام، وكذلك الدولة التي لجأ اليها آل بيت سيدنا محمد بعد ما تم مطاردتهم وتقتيلهم ونكل بهم في العراق والشام.

وتابع: أن مصر هي الدولة التي أوصي بها وبأهلها خيرا النبي محمد ‏عليه الصلاة والسلام، حتى أن السيدة زينب رضي الله عنها دعت لمصر وشعبها دعاءها الشهير “يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا”، فهذه هي مصر.. داعيا الله: اللهم احفظ مصر وأهلها من كل شر “تحيا مصر”.

وتطرقت الدكتورة ولاء محمد الباحثة وأستاذة التاريخ، في الحديث إلى مكانة سيناء في الشرائع السماوية، سيناء الأرض التى تجلى فيها رب الوجود والأرض التى ناجى فيها الله موسى عليه السلام، فقد وصف الله سبحانه وتعالى سيناء بالأرض المقدسة والبقعة المباركة، تلك الأرض التى اقسم فيها الله سبحانه وتعالى: “والتين والزيتون وطور سنيين”، فسيناء معبر الأنبياء.

وأشارت محمد، إلى اسماء سيناء فى النصوص المصرية القديمة، تاريخ سيناء عبر العصور، أهمية سيناء منذ عهد ما قبل الأسرات والدولة القديمة، والدولة الوسطى، وتأمين القلاع والحصون، ونقاط المراقبة، وعصر الدولة الحديثة، وطريق حورس الحربى الذي يعد أقدم الطرق على الاطلاق.

وأوضحت محمد، أن الكتابات السينائية المبكرة هى أصل الهجائية فى العالم، منذ العصر البيزنطى ورحلة العائلة المقدسة والرهبنة فى القرن ١٣ فى سانت كاترين، وأيضا سيناء واهميتها فى العهد الإسلامى.

واختتمت كلمتها بمسيرة التنمية والبناء والدفاع عن أرض سيناء، فهذا وعد الله حق وعهد وميثاق بين أبناء مصر.. حفظ الله الوطن.

وتحدث الدكتور يوسف ورداني مساعد وزير الشباب والرياضة السابق وعضو اللجنة، عن الدور المحوري الذي لعبته الدبلوماسية المصرية في استرداد سيناء، مشيرا إلى أن ذلك بنى على نتائج حرب السادس من أكتوبر ودحر أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأن تحرير كامل أراضي سيناء تم على أربعة مراحل انتهت بعودة طابا لمصر في سبتمبر ١٩٨٨ ورفع العلم عليها في ١٥ مارس ١٩٨٩.

وأشار ورداني إلى جهود الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تخليص سيناء من الإرهاب البغيض عقب ثورة ٣٠ يونيو، وتوجيهه للحكومة بتنمية سيناء على كافة المحاور، وربطها بوادي النيل والدلتا عبر شبكة الأنفاق وخط قطار سكة حديد الفردان- طابا والذي انتهت مرحلته الاولي حتى بالوظة بطول ٦٠ كم مشيرا الي قيام مصر بتعديل الاتفاقية الأمنية مع إسرائيل في نوفمبر ٢٠٢١ والذي زادت من قوات حرس الحدود وامكاناتها في المنطقة الحدودية في رفح، وهى ما عزز من قدرة مصر على تحقيق أمنها القومي وحمايته بكافة السبل خاصة في أوقات التوترات والأزمات الإقليمية.

فيما تحدث الدكتور مسعد عويس، رئيس لجنة الشباب المركزية ببيت العائلة المصرية، في نهاية اللقاء عن مشروعه الذي قدمه لمحافظ شمال سيناء الجديد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، والذي يأتي تحت عنوان “سيناء تحت اسم موسم العودة إلى سيناء الحبيبة”، رسالة من مصر فجر الضمير الإنساني من أجل السلام والمحبة ونبذ العنف والإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تتأخر برامج وخطط التنمية في سيناء أكثر من ذلك، فمن المؤكد أن زرع سيناء بالبشر هو هدف الأهداف الذي يحقق المصالح الوطنية، وحتى نقدم المقترحات الواقعية القابلة للتطبيق نرجوا اعتباره هدفا وطنيا، واستراتيجية واضحة، واستخدام العلم، وتضافر القيادات المهنية، وإدارة مستنيرة، وتخطيطا شاملا، ومعايير للجودة الشاملة، وتعاونا وتنسيقا وتكاملا بين الجميع، ولكي يتحقق ذلك يجب استكمال البنية الأساسية التي تتمثل في قناة السلام، واستكمال رصف الطرق، وخط سكة حديد، ورصد فرص التنمية والثروات الطبيعية، ورصد الفرص الاستثمارية التي تتميز بها سيناء في المجالات الزراعية والصناعية والسياحية، وتطوير سيناء معركة يجب الانتصار فيها من أجل تقدم ومستقبل الوطن، وإعداد ميثاق شرف للعاملين في سيناء مسئولية القادة في كافة الميادين، لذلك يجب أن نحدد معالم الفكر التنموي في سيناء خلال العقد القادم من خلال منظومة متكاملة تبدأ من الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى