أخبار عالمية

عائشة ليست الأولى.. أشهر المتضامنين الأجانب الذين قتلوا برصاص إسرائيل

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

لم يكن مقتل المتضامنة الأميركية من أصل تركي إيسينور إزجي إيجي برصاص الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، هو الأول من نوعه، فسجل الضحايا على يد الاحتلال الإسرائيلي من المتضامنين مع القضية الفلسطينية والرافضين لجرائم الاحتلال من أوروبا وأميركا وغيرها حافل بكثير من النماذج.

 

آخر هؤلاء الضحايا، المتضامنة إيسينور إزجي إيجي (عائشة نور إزغي)، والتي قتلت جراء إصابتها برصاص جيش الاحتلال خلال مسيرة مناهضة للاستيطان في بلدة بيتا جنوبي نابلس.

 

وأعلن مدير مستشفى رفيديا وفاة متضامنة مع الفلسطينيين من أصول تركية وتحمل الجنسية الأميركية، أصيبت في رأسها برصاص جيش الاحتلال ببلدة بيتا جنوب نابلس، أثناء مشاركتها في مسيرة مناهضة للاستيطان الإسرائيلي.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في التقرير، وقال السفير الأميركي في القدس: «نحن على علم بالوفاة المأساوية للمواطنة الأميركية آيسنور إيجي اليوم في الضفة الغربية».

 

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن رئيس الهيئة مؤيد شعبان، قوله إن «دولة الاحتلال باستهدافها للناشطة الأجنبية تريد أن توصل رسالة تهديد بالرصاص والدماء لكل من يفكر أن يتضامن مع القضية الفلسطينية».

 

وهؤلاء أبرز المتضامنين الأجانب مع الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي:

 

 

راشيل كوري 

في مارس/آذار 2003 حاولت الناشطة الأميركية راشيل كوري صاحبه الـ23 عاما الوقوف أمام جرافة إسرائيلية كانت في طريقها لهدم منزل في مدينة رفح بقطاع غزة، إلا أن الجرافة لم تتوقف وأكملت طريقها فوق جسد الشابة الشجاعة.

 وعلى الرغم من تأكيد شهود العيان من أصدقاء كوري بأن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس راشيل والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه، أدعى الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية راشيل.

 وبدأ تضامن كورى مع القضية الفلسطينية في بداية عام 2003، حيث انضمت إلى حركة التضامن العالمي المكونة من أميركيين وبريطانيين وكنديين، يقومون بالذهاب إلى المناطق المهددة بالهدم لمحاولة منع ذلك. 

حيث عاشت كوري في بيت متواضع لطبيب فلسطينى مع أسرته، وشاهدت جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق العزل من النساء والأطفال. 

وكتبت كوري الكثير من الرسائل الإلكترونية إلى أسرتها أثناء تواجدها في فلسطين تقص لهم بشاعة ما شاهدته حتى أنها في إحدى الرسائل قالت لأمها: «إني أشهد هذا التطهير العِرقي المزمن وخائفة جدًا، وأراجع معتقداتي الأساسية عن الطبيعة الإنسانية الخيّرة، هذا يجب أن يتوقف، أرى أنها فكرة جيدة أن نترك كل شيء ونكرّس حياتنا لجعل هذا يتوقف».

 

 

توم هرندل 

في 13 يناير/كانون الثاني من عام 2004، قتل المصور الصحفي البريطاني البالغ من العمر 22 عاما، توم هرندل، بعد إطلاق الرصاص عليه من قبل قناص إسرائيلي أصابه في منتصف رأسه مباشرة.

هرندل المهتم بالقضايا الإنسانية كان من أعضاء حركة التضامن الدولية، التي تأسست سنة 2001 من أجل دعم القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشارك في العديد من التظاهرات في قطاع غزة والضفة الغربية ونقل الكثير من الحقائق عن جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل عبر عدسته للعالم.

 

 

بعد حصول هرندل على شهادة الثانوية، تخصص في مجال التصوير الفوتوغرافي وتطوع في حركة التضامن الدولية (ISM)، وأصبح ناشطاً ضد الاحتلال الإسرائيلي، ثم قرر السفر إلى قطاع غزة مع الحركة، وكانت أول محطة له في مدينة رفح التي وثق بها انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين. 

في 11 أبريل/نيسان 2003، أقام هرندل مع نشطاء آخرين حملة سلام على طريق في رفح لمنع دورية دبابات إسرائيلية من المرور إلى المدينة، لكن قناصة الاحتلال بدأوا في إطلاق النار باتجاه المتظاهرين. 

لاحظ توم ثلاثة أطفال فلسطينيين يقفون من الخوف في خط النار، فتطوع لحمايتهم، لتخترق رأسه رصاصة قناص إسرائيلي. 

وبسبب هذه الإصابة البليغة، دخل توم هرندل في غيبوبة، ونقل على إثرها إلى أحد مستشفيات لندن لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة، ثم توفي في 13 يناير/كانون الثاني 2004. 

ونتيجة للضغط من عائلته ومن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، أمر المدعي العام الإسرائيلي مناحيم فينكلستين بإجراء تحقيق في مقتله، وتم توجيه الاتهام إلى المجند الإسرائيلي تيسير هايب، وقد تم الحكم عليه سنة 2005 بالسجن لمدة 11 سنة ونصف، إلا أنه تم الإفراج عنه بعد 6 سنوات. 

بعد وفاته سنة 2004، توجهت والدته إلى قطاع غزة، وشاركت في مظاهرات نظمها فلسطينيون ويهود، ضد العدوان الإسرائيلي في حق المدنيين العزل.

 

نشطاء السفينة «مافي مرمرة» 

في 31 مايو/أيار 2010 قتل تسعة أتراك أثناء مداهمة فرقة كوماندوز إسرائيلية سفينة «مافي مرمرة» التركية المتجهة ضمن أسطول إنساني من ستة زوارق إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، وتوفي شخص عاشر لاحقا في المستشفى وأصيب 56 آخرون. 

وكانت السفينة تقل على متنها قرابة 750 ناشطا (من 37 دولة) في مجالات حقوق الإنسان والسياسة، وتحمل مساعدات إنسانية وأدوية للتخفيف من معاناة أهل غزة.

 وأثار هذا الحادث أزمة دبلوماسية خطيرة بين تركيا وإسرائيل استمرت ست سنوات حتى إبرام اتفاق في يونيو/حزيران بعد أشهر من المفاوضات السرية. 

وبموجب الاتفاق سددت إسرائيل إلى تركيا أواخر سبتمبر/أيلول 20 مليون دولار بمثابة تعويضات لعائلات القتلى، في المقابل اتفق الطرفان على عدم محاسبة أي مواطن إسرائيلي أو أي ممثل عن حكومة إسرائيل. 

وقالت تشيديم توبجو أوغلو التي كانت على متن السفينة لوكالة فرانس برس، مات زوجي بين ذراعي، بالطبع لن نقبل التعويض المالي، مضيفة، باستياء يقتلون زوجك وهو إلى جانبك ثم يقولون خذي هذا المال واسكتي واسقطي الملاحقات، هل تقبلون بذلك؟

 

جيمس هنري ميلر 

في 2 مايو/أيار 2003 قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي والمتضامن جيمس هنري ميلر داخل قطاع غزة، عندما كان يباشر عمله في تصوير فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية بعنوان «الموت في غزة».

وأطلق الرصاص على ميلر من عربة إسرائيلية مدرعة في اليوم الأخير من وجوده في غزة قبل أن يقوم بتصوير الجانب الآخر من القصة.

بعد مقتله ضغطت بريطانيا وأسرة ميلر من أجل إجراء تحقيق في مقتله في ظل مماطلة إسرائيلية ونفي مسؤوليتها عن مقتله حيث اضطر الجيش الإسرائيلي إلى إجراء «تحقيق داخلي» في مقتله. 

أسفرت نتائج التحقيق عن أن الرصاصة انطلقت من مدرعة إسرائيلية، وأن الجنود الذين قتلوه كانوا يعرفونه وأنهم شاهدوا العلم الأبيض الذي كان يرفعه كي لا يطلقوا النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى