أخبار عالمية

تضارب روايتي أسر القتلى الإسرائيليين والحكومة لما حدث في ذكرى هجمات 7 أكتوبر

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي 

 

تحل غدا الإثنين الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة ردا على الحصار الخانق للقطاع واعتقال آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والتجاهل والإنكار التامين لحقوق الشعب الفلسطيني. 

وتقيم عائلات إسرائيلية في تل أبيب غدا مراسم تأبين مباشرة لذويها الذين قُتِلوا، بينما ستبث الحكومة مراسم مسجلة إحياء لهذه الذكرى. 

وسوف تركز المراسم التي ستنظمها العائلات على الإخفاقات والبطولات التي ظهرت في هذا اليوم، بينما ستتناول الحكومة في تسجيلها ذكرى القتلى والأمل الذي ينبغي التحلي به.

 

تناقض بين موقف العائلات والحكومة 

ويأتي هذا التناقض بين موقف العائلات والحكومة من مراسم التأبين ضمن حالة من الجدل الواسع يشهدها الشارع الإسرائيلي فيما يتعلق بسبل تذكر أسوء أيام إسرائيل منذ قيامها قبل 76 عاما. 

وقال جوناثان شيمريز، أحد منظمي المراسم التي ستقيمها العائلات: «يمكننا القول إنها حرب على طريقة سرد (قصة الهجوم)». 

وأضاف: «سوف تروي هذه الذكرى قصة ما مررنا به في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. لم يكن هناك جيش، ولكن كان هناك جنود. لم تكن هناك دولة، ولكن كان هناك مواطنون. وأعتقد أن مراسم التأبين الحكومية لن تتطرق إلى الأخطاء التي حدثت». 

يسكن شيمريز تجمع (كفار عزة) السكني الذي تعرض لهجوم عنيف خلال هجوم المقاومة الفلسطينية. واحتجز مسلحون شقيقه في غزة قبل أن يُقتل في هجوم شنته إسرائيل بالخطأ خلال محاولته الفرار. 

وقال شيمريز: «الشريط المسجل الذي ستعرضه الحكومة ومراسم التأبين الأخرى لن تعكس الطريقة التي نرغب من خلالها تذكر ما حدث في السابع من أكتوبر». 

وأضاف أن أي حكومة لا تتحمل مسؤولية إخفاقاتها هي حكومة منفصلة عن شعبها.

 

المراسم الحكومية 

أما الوزيرة ميري ميريام ريجيف فهي مسؤولة مراسم التأبين الرسمية. وهي من أشد المؤيدين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. 

ويواجه نتنياهو انتقادات شديدة لعدم تحمله المسؤولية عن الإخفاقات المخابراتية والعسكرية التي أدت إلى هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والذي تقول إحصاءات إسرائيلية إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 إسرائيليا وإسرائيلية  وأشعل فتيل عدوان وحشي مدمرعلى غزة. 

ويقول نتنياهو إن كل شيء سوف يخضع للتحقيق بعد انتهاء الحرب. 

وفي الوقت نفسه، تظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو بدأ يستعيد شعبيته ولكن ببطء بعد أن تراجعت بشدة في المراحل الأولى للحرب 

وأعلنت ريجيف عن خططها قبل شهر قائلة «أنا على دراية بالجدل الدائر بين الإسرائيليين من مختلف الأطياف» 

وأضافت أن مراسم التأبين الرسمية سوف تبث بعد الفعالية التي ستنظمها العائلات من أجل تجنب أي نزاع. وصوّرت الحكومة مراسم التأبين في مدينة أوفاكيم الصغيرة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.

وقالت ريجيف: «لا يوجد بيت في إسرائيل لن يتأثر بالمراسم». 

وكانت أوفاكيم في أحدث انتخابات معقلا أيضا لحزب ليكود اليميني المنتمي إليه نتنياهو وكذلك لحلفائه المحافظين، وذلك على عكس التجمعات السكنية الأصغر في المنطقة والتي عادة ما تصوت لتيارات أكثر ليبرالية. 

وأثار هذا أسئلة لدى كثيرين في إسرائيل، إذ اعتبروها محاولة لتوجيه رواية الأحداث لمنحى معين.

 

مراسم منافسة 

وعند السماع بمراسم أوفاكيم، موّلت بعض العائلات المكلومة مراسم منافسة في المتنزه المركزي في تل أبيب. وفي غضون ساعات من الإعلان، حُجزت أكثر من 40 ألف تذكرة.

 لكن الجمهور من المرجح أن يقتصر على ألف شخص، إذ إن الجيش لا يزال يقيد حجم التجمعات العامة في مناطق كبيرة من إسرائيل بسبب خوفه من إطلاق صواريخ في الصراع المتصاعد مع  حزب الله في لبنان.

 يشعر شيريل هوجيج، وهو من سكان أوفاكيم، بارتياب شديد تجاه قرار الحكومة تصوير مراسمها هناك. وشقيقته تسكن تجمعا سكنيا قريبا وتعرضت لإصابات بالغة في أحداث 7 أكتوبر. 

ويساعد هوجيج في ترتيب المراسم الحية في تل أبيب. 

وقال هوجيج «مثلما تعلمون، فإن الساسة سيحاولون فعل أي شيء لجعل رواية الأحداث تصب في صالحهم». وأضاف «لسنا بحاجة إلى فيلم مصطنع من تيك توك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى