عربية

ماذا تبقى من الجيش السوري بعد تدمير 80% من قدراته بواسطة القصف الإسرائيلي؟

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

فور إعلان فصائل المعارضة في سوريا، فجر الأحد، الدخول إلى العاصمة دمشق، وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لم تتردد إسرائيل في استغلال حالة الفوضى والانشغال بترتيب الأوضاع الداخلية، فأجهزت على مواقع الجيش السوري ومخازن السلاح، ووجهت ضربات مكثفة قضت على البنية التحتية العسكرية، ودمرت آليات الجيش وأسلحته.

 وأمام ما جرى في دمشق، وجدت إسرائيل الطريق ممهدة كي تتخذ خطوة كبيرة نحو تحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح، فأطلقت عمليتها العسكرية التي أطلقت عليها اسم «سهم باشان»، بزعم أنها تهدف إلى منع وقوع هذه القدرات العسكرية في أيادي «الإرهابيين». 

حدث ذلك بينما كانت أوامر قد صدرت لعناصر وضباط الجيش السوري بالانسحاب من مطار دمشق الدولي، كما  أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عناصر الجيش في العاصمة دمشق شوهدوا وهم يخلعون ملابسهم العسكرية ويرتدون ملابس مدنية، وقيل لهم: «أنتم مسرَّحون فقد سقط النظام في سوريا». 

بدأت الغارات الإسرائيلية تضرب هنا وهناك، حتى إنها قضت على نحو النسبة الأكبر من قدرات الجيش السوري، مما يثير تساؤلا مهما: ماذا تبقى من الجيش السوري بعد القصف الإسرائيلي وتسريح الجنود؟.

 

تدمير 80% من القدرات العسكرية للجيش السوري 

أعلن جيش الاحتلال، عن حصيلة ما تكبده الجيش السوري من خسائر جراء العمليات العسكرية التي شنتها قواته على مدى اليومين الماضيين. 

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في بيان نشره عبر حسابه على موقع إكس، أمس الثلاثاء أنه «خلال 48 ساعة، هاجم الجيش أغلبية مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا خشية سقوطها بيد عناصر إرهابية». 

وأوضح أنه «في الساحة البحرية: مساء يوم الإثنين، انطلقت سفن صاروخية تابعة لسلاح البحرية لتنفيذ عملية هاجمت في إطارها القوات مستخدمةً عشرات أنواع الذخيرة بصورة متزامنة موقعين تابعين للبحرية السورية في مرفأ المينا البيضا ومرفأ اللاذقية، حيث كانت ترسو فيهما 15 قطعة بحرية تابعة للبحرية السورية». 

وأضاف أن «من بين الأهداف عشرات صواريخ بحر بحر يبلغ مداها ما بين 80 و190 كيلومترًا والتي يحمل كل واحد منها عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات التي تهدد القطع البحرية المدنية والعسكرية في المنطقة». 

وتابع البيان: «جوًّا: الطائرات الحربية والمسيرة شنت نحو 350 غارة جوية استهدفت بطاريات صواريخ أرض جو متنوعة الأصناف، ومطارات سلاح الجو السوري والعشرات من أهداف مواقع الإنتاج المختلفة في مناطق دمشق، وحمص وطرطوس، واللاذقية، وتدمر». 

وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال إلى أن «موجات الغارات هذه دمرت الكثير من الوسائل القتالية بما فيها صواريخ سكود، وصواريخ كروز، وصواريخ أرض بحر، وصواريخ أرض جو، وصواريخ أرض أرض، وطائرات مسيَّرة من دون طيار، وطائرات مقاتلة ومروحيات هجومية، ورادارات، ودبابات، وحظائر طائرات، وغيرها، كما استهدفت قيادة المنطقة الشمالية أكثر من 130 هدفًا على الأراضي السورية التي تشمل مخازن الأسلحة، والمباني العسكرية، ومنصات إطلاق الصواريخ ومواقع إطلاق النار». 

أيضا، قال جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، إنه أنهى «الجزء الأساسي من الحملة العسكرية لتدمير القدرات الاستراتيجية للجيش السوري». 

وأضاف أن «350 مقاتلة إسرائيلية هاجمت 320 هدفا في كل أنحاء سوريا من دمشق وحتى طرطوس». 

وأشار جيش الاحتلال إلى أنه دمر 70% إلى 80% من القدرات العسكرية لـ«جيش الأسد»، حسب وصفه.

 

أهداف إسرائيل من تدمير سلاح سوريا 

شنت إسرائيل مئات الغارات التي دمرت كل السلاح السوري، وهو في الأساس سلاح تم شراؤه من الاتحاد السوفيتي ومن روسيا، بينما لا توجد أسلحة أميركية في سوريا، مما يطرح تساؤلا عن أسباب تدمير هذا السلاح، وعما إذا كانت هناك رسائل معينة من وراء هذا الأمر موجَّهة إلى موسكو. 

وترى المستشارة بالمركز الدولي للسياسات، الدكتورة إيلينا سوبونينا، أن هذه الضربات لا تحمل أي رسائل لروسيا. 

وقالت سوبونينا في تصريحات لـ«الغد»  من موسكو، إن «إسرائيل تعرف أن هناك مضادات روسية موجودة لحماية القواعد العسكرية لكنها لم تُستخدم، لأن هدف روسيا الآن حماية قاعدتيها في حميميم وطرطوس». 

وأشارت إلى أن «الأهداف الإسرائيلية متعلقة بأمن إسرائيل، فهي بالرغم من علاقتها ببعض التنظيمات التي كانت محظورة، إلا أنها لا تريد أن تكون لدى هذه التنظيمات أسلحة حديثة»، مضيفة أن إسرائيل تريد أيضا أن «تستغل الفرصة لتثبيت الأمر الواقع في الجولان، وبشكل عام، أعتقد أنه سوريا جزء من الخطة، بينما الخطة الأساسية متعلقة بإيران، وطهران تفهم هذا الشيء»، منوهة ببيان المرشد الأعلى الغيراني الذي «تحدث بكل صراحة حول المشروع الصهيوني الأميركي، وذكر بشكل خجول الدولة التي شاركت في إسقاط نظام بشار الأسد من دون أن يحدد هذه الدولة أو يذكرها بالاسم». 

من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحال، إن ما يقوم به جيش الاحتلال خارج عن إطار القانون الدولي، إذ «تدمر إسرائيل كل القواعد الجوية، وكل الطائرات، وتدمر كل القطاعات البحرية، وتدمر وسائط الدفاع الجوي والمستودعات، حتى مراكز البحث العلمي ومراكز التصنيع العسكري». 

وأضاف رحال في تصريحات لـ«الغد»: «يبدو أن إسرائيل تريد دولة فاشلة على جوارها، هذا أمر لا يحقق الاستقرار»، مشيرا إلى أن «بضعة كيلومترات تتقدم لها إسرائيل على جبهه الجولان لن يؤمن الاستقرار لإسرائيل، كما أن الاستقرار الذي تبحث عنه إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على تفاهمات سياسية وتوافقات ومصالح مشتركة، وليس مبنيا على سيادة الدول الأخرى». 

وتابع: «في سوريا نحن اليوم ننتقل من عهد إلى عهد آخر، منشغلين بالوضع الداخلي وبإعادة ترتيب مؤسسات الدولة، وإعادة النازحين والمهجرين، تخرج إسرائيل علينا وكأنها تريد أن تعاقبنا لأننا طردنا إيران من سوريا، وكأنها تريد أن تفرض علينا عقوبات لأننا طردنا حزب الله وأسقطنا نظام بشار الأسد الذي رهن الشعب السوري وأرضه لمناكفة إسرائيل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى