أخبار عالمية

العلاقات العائلية والصداقات.. «كلمة السر» في اختيار ترمب لأعضاء الإدارة الأميركية

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

جاء إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مساء أمس الثلاثاء، تعيين «كيمبرلي غيلفويل»، الخطيبة السابقة لابنه البكر دونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز، في منصب سفيرة الولايات المتّحدة في اليونان، ليعيد إلى الواجهة قضية اختيارات ترمب للمقربين منه لتولي مناصب في إدارته الجديدة والاستعانة بهؤلاء الأقارب في تنفيذ سياساته. 

وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل» أنّه «لسنوات عديدة، كانت كيمبرلي صديقة وحليفة مقرّبة». 

وبحسب شبكة سي إن إن الإخبارية وعدد من الصحف الشعبية فإنّ الخطيبين دونالد جونيور وكيمبرلي غيلفويل انفصلا مؤخرا. 

وغيلفويل، المسؤولة السابقة عن تمويل الحملة الانتخابية لترمب في انتخابات 2020، كانت أيضا مدعية عامة في سان فرانسيسكو. 

وقال دونالد جونيور ابن ترمب: «أنا فخور جدًا بكيمبرلي. إنها تحب أميركا وكانت ترغب دائمًا في خدمة البلاد كسفيرة. وستكون قائدة رائعة لأميركا أولاً».

 

 

 

واستعان الرئيس المنتخب بابنه دونالد في اختيار المرشحين للمناصب الوزارية مثل دعمه للسناتور جيه.دي فانس لمنصب نائب الرئيس ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة، وفقا للمصادر التي تشمل متبرعين لحملة ترمب وأصدقاء شخصيين وحلفاء سياسيين. 

ومن أبرز المسؤولين الذين تربطهم به صلة قرابة أو صداقة واختارهم معه، كل من تشارلز كوشنر، والد صهر الرئيس المنتخب، وقد عيّنه ترمب سفيرا لدى فرنسا، جيه دي فانس، جاريد إيزاكمان، إيلون ماسك.

 

جي دي فانس 

وفي يوليو/ تموز الماضي، أعلن ترمب اختياره لجي دي فانس نائبا له في الانتخابات الرئاسية الأميركية. 

ولد فانس في أسرة فقيرة في جنوب ولاية أوهايو ويبلغ من العمر 39 عاما، وهوعضو بمجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية أوهايو. 

خدم في مشاة البحرية، والتحق بكلية الحقوق بجامعة ييل وعمل كرأسمالي مغامر في سان فرانسيسكو. 

كان من المعارضين لترمب في الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة لعام 2016، لكنه غير قناعاته بعد ذلك ليصبح صديقا ونصيرا قويا له، وقال السناتور الجمهوري جون باراسو من وايومنج الذي وصفه فانس بأنه معلمه لرويترز إن فانس غير وجهات نظره عن ترمب لأنه «رأى النجاحات التي حققها ترمب كرئيس للبلاد». 

صعد فانس على المستوى الاتحادي بفضل كتابه «مرثية هيل بيلي» الذي صدر عام 2016. وفي هذه المذكرات، استكشف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مسقط رأسه وحاول شرح شعبية ترمب بين الأميركيين البيض الفقراء للقراء.

معتقداته السياسية تجمع بين «الانعزالية» و«الشعبوية الاقتصادية» وهو ما يتوافق مع توجهات ترمب، كما يتوافق مع ترمب في معارضة المساعدات الأميركية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. 

وفيما يتعلق بموقفه من الحرب على غزة، ردد فانس دعوة ترمب لإسرائيل «لإنهاء المهمة ضد حماس» في القطاع. وفي مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» على شبكة سي إن إن في مايو/أيار، قال: «إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك، فإنه لا يمكنك أن تثق في هؤلاء الرجال، فهم لا يسعون إلى تحقيق أمنهم الوطني».

ترشح لمجلس الشيوخ في 2022، وأثمر تأييده لترمب الذي تضمن التقليل من شأن هجوم أنصار الرئيس السابق في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس، عن حصوله على دعم ترمب في المقابل.

 

تشارلز كوشنر 

في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن ترمب، أنّه اختار تشارلز كوشنر، والد صهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر، لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى فرنسا. 

وفي منشور على منصته تروث سوشال، وصف ترمب كوشنر الأب بأنّه رجل أعمال «رائد» و«رائع»، وقال إنّه سيتم إيفاده إلى باريس من أجل «تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة وفرنسا، حليفنا الأقدم وأحد حلفائنا الأكثر صلابة». 

قضى تشارلز كوشنر – والد جاريد زوج إيفانكا ترمب، الابنة الكبرى للرئيس – عامًا في سجن فيدرالي لإدانته بمخالفات ضريبية، وقد أصدر ترمب عفوًا عنه في نهاية ولايته الرئاسية الأولى.

 

بام بوندي 

اختار ترمب «بام بوندي» المدعية العامة السابقة في ولاية فلوريدا، لتولي منصب المدعي العام الأميركي المقبل. 

بوندي، البالغة من العمر 59 عامًا، تُعد من الموالين القدامى لترمب، وقد خدمت في فريق الدفاع أثناء محاكمته في أول قضية عزل له، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. 

نشأت بوندي في منطقة تامبا بولاية فلوريدا، وعملت كمدعية عامة لمدة 18 عامًا في مقاطعة هيلسبورو بالولاية. حصلت على درجة البكالوريوس في العدالة الجنائية من جامعة فلوريدا ودرجة الحقوق من كلية الحقوق بجامعة ستيتسون. 

أثناء توليها منصب المدعي العام لولاية فلوريدا، تعرضت بوندي لانتقادات واسعة لقرارها بعدم ملاحقة إحدى شركات ترمب، وهي «جامعة ترمب»، التي كانت تواجه اتهامات بالاحتيال في نيويورك.

كما انضمت بام بوندي أثناء توليها منصب المدعي العام في الولاية، إلى عدد من المدعين العامين الجمهوريين في دعوى قضائية بارزة تهدف إلى إلغاء قانون الرعاية الصحية الميسرة (أوباما كير) الذي أقره الرئيس الأسبق باراك أوباما. 

وفي عام 2014، جادلت بأن اعتراف الولايات الأخرى بالزواج من نفس الجنس من شأنه أن «يُسبب ضررًا كبيرًا للجمهور» في فلوريدا. 

وقد لقي اختيار ترمب لبوندي لمنصب المدعي العام ترحيبًا من مجموعة محافظة تعارض الإجهاض والزواج من نفس الجنس. 

لعبت بوندي دورًا بارزًا في جهود ترمب للطعن في نتائج انتخابات 2020، حيث ظهرت في المؤتمرات الصحفية وعلى شاشات التلفزيون لدعم مزاعمه بأن التزوير الانتخابي قد أفسد الانتخابات لصالح جو بايدن.

 

إيلون ماسك 

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن ترمب أن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تيسلا وسبايس إكس، سيتولى وزارة «الكفاءة الحكومية» إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي. 

وقال ترمب في بيان «هذان الأميركيان الرائعان سيمهدان الطريق معا أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الاجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الفدرالية (…) وهو أمر ضروري لحركة إنقاذ أميركا». 

وكان ماسك من أبرز الداعمين لترمب خلال الحملة الانتخابية، وهو من المقربين له بقوة.

وقال ترمب إن لجنة الكفاءة الحكومية التي سيرأسها الملياردير إيلون ماسك ستصدر تقارير ضمن مهمتها الهادفة إلى ترشيد عمل الحكومة الأميركية. 

وأضاف في كلمة «سيصدرون تقارير فردية وتقريرا مجمعا في النهاية»، في أول تفاصيل جديدة عن مخرجات اللجنة منذ الإعلان عنها في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال ترمب أيضا إن اللجنة سوف «تقدم المشورة والتوجيه من خارج الحكومة» بشأن تقليص حجم الإدارة وتبسيط القواعد التنظيمية وخفض الإنفاق وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية. 

وفي مسعى لتحقيق الشفافية، قال ماسك إن اللجنة ستنشر «إجراءاتها» من أجل النقاش العام.

 

جاريد إيزاكمان

 من بين الاختيارات التي اعتمد فيها على الصداقة أيضا اختياره لجاريد إيزاكمان، لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، وهو اختيار يضع رائد الفضاء والملياردير والشريك التجاري لإيلون ماسك على رأس وكالة وثيقة الصلة بأعمال سبيس إكس.

وسيشرف إيزاكمان، الذي لم يسبق له شغل أي منصب حكومي أو سياسي، على ميزانية ناسا البالغة نحو 25 مليار دولار، والأولوية القصوى للوكالة هي إعادة البشر إلى القمر في إطار برنامج أرتميس، وهو جهد روج له ترمب أثناء ولايته الرئاسية الأولى وسيعتمد كثيرا على مركبة ستارشيب من سبيس إكس.

وقال ترمب في منشور على منصة تروث سوشيال التي يمتلكها: «سيقود جاريد مهمة ناسا في الاكتشاف والإلهام، ويمهد الطريق لإنجازات رائدة في علوم الفضاء والتكنولوجيا والاستكشاف».

ويأتي اختيار ترمب لمدير لناسا في وقت مبكر عما حدث في الانتقالات السابقة بين الإدارات الرئاسية لأن ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس ومؤسسها والمانح الرئيسي لحملة ترمب الانتخابية، استغل قربه من الرئيس المنتخب لمناقشة البعثات إلى المريخ وغيرها من مسائل استكشاف الفضاء التي يمكن أن تعزز سبيس إكس. 

وحضر ترمب إطلاق اختبار سبيس إكس السادس لمركبة ستارشيب في تكساس الشهر الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى