أخبار عالمية

 واشنطن بوست: أوكرانيا دعمت الفصائل السورية لضرب روسيا في الشرق الأوسط

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الأربعاء، عن أن فصائل المعارضة السورية التي استولت على السلطة في دمشق مطلع الأسبوع الجاري حصلت على طائرات دون طيار وغيرها من الدعم من عملاء الاستخبارات الأوكرانيين الذين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها السوريين، وفقا لمصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية في الخارج. 

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إن المخابرات الأوكرانية أرسلت نحو 20 من مشغلي الطائرات دون طيار ذوي الخبرة ونحو 150 طائرة دون طيار إلى مقر المتمردين في إدلب بسوريا قبل أربعة إلى خمسة أسابيع لمساعدة هيئة تحرير الشام، الجماعة المتمردة الرائدة المتمركزة هناك. 

ووفقا للصحيفة الأميركية، تعتقد مصادر استخباراتية غربية أن المساعدات التي قدمتها كييف لم تلعب سوى دور متواضع في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكن كان لها دور بارز في إطار جهد أوكراني أوسع نطاقا لضرب العمليات الروسية سرا في الشرق الأوسط وإفريقيا وداخل روسيا نفسها.

 

برنامج المساعدة السري

 

تضيف: «كان برنامج المساعدة السري الذي قدمته أوكرانيا في سوريا سرًا مكشوفًا، رغم أن كبار المسؤولين في إدارة جو بايدن قالوا مرارًا وتكرارًا في إجابتهم عن أسئلة إنهم لم يكونوا على علم به، والدافع وراء ذلك واضح: ففي مواجهة هجوم روسي داخل بلادهم، بحثت الاستخبارات الأوكرانية عن جبهات أخرى حيث يمكنها أن تدمي أنف روسيا وتقوض عملاءها». 

وقد أعلن الأوكرانيون عن نيتهم، ففي مقال نشرته صحيفة كييف بوست في الثالث من يونيو/ حزيران، نقلت الصحيفة عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني، المعروف باسم GUR، قوله للصحيفة إن المسلحين السوريين، بدعم من عملاء أوكرانيين، شنوا منذ بداية العام العديد من الضربات على المنشآت العسكرية الروسية في المنطقة. 

وتضمنت تلك القصة المنشورة على الإنترنت رابطا لمقطع فيديو يظهر هجمات على مخبأ محصن بالحجارة وشاحنة بيضاء وأهداف أخرى قيل إنها تعرضت لقصف من جانب المسلحين المدعومين من أوكرانيا داخل سوريا.

 

شكوك روسية 

تضيف واشنطن بوست أن المسؤولين الروس كانوا يشكون منذ أشهر من الجهود شبه العسكرية الأوكرانية في سوريا. 

وقال ألكسندر لافرينتييف، الممثل الخاص لروسيا في سوريا، في مقابلة مع وكالة تاس في نوفمبر/ تشرين الثاني: «لدينا بالفعل معلومات تفيد بأن خبراء أوكرانيين من مديرية الاستخبارات الرئيسة في أوكرانيا موجودون على أراضي إدلب». 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أدلى بتصريح مماثل في سبتمبر/ أيلول الماضي بشأن «مبعوثي الاستخبارات الأوكرانية» في إدلب، وزعم أنهم كانوا ينفذون «عمليات قذرة»، وفقًا لصحيفة الوطن السورية، التي أكدت أن الفريق كيريلو بودانوف، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة الأوكرانية، كان على اتصال شخصي مع هيئة تحرير الشام. 

وقبل أن تطيح هجمات هيئة تحرير الشام بالأسد، كان المسؤولون الروس قد أكدوا أن ارتباط أوكرانيا بالجماعة المسلحة كان محاولة لتجنيد مقاتلين سوريين لحربها ضد الكرملين، وفي سبتمبر/ أيلول، زعم تقرير نشر على موقع إلكتروني يسمى «ذا كرادل» ​​أن أوكرانيا عرضت 75 طائرة دون طيار في صفقة «طائرات دون طيار مقابل مقاتلين» مع هيئة تحرير الشام، ولكن لا يوجد أي دليل مستقل يدعم هذا الادعاء الروسي.

 

روسيا تقلل من الدور الأوكراني 

تضيف الصحيفة الأميركية أنه من الواضح أن روسيا فوجئت بالتقدم السريع الذي أحرزته هيئة تحرير الشام نحو دمشق، ولكن من المثير للاهتمام أن المصادر الروسية حاولت التقليل من أهمية الدور الأوكراني، فقد نقلت مقالة في موقع ميدل إيست آي في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عن حساب روسي على تطبيق تليغرام، قيل إنه يعكس وجهات نظر الجيش الروسي، أنكر مساعدة كييف: «أولا، زار أعضاء جبهة تحرير سوريا إدلب، لكنهم مكثوا هناك لفترة قصيرة فقط» ـ وهو ما لا يكفي لتدريب السوريين على تشغيل المركبات الجوية غير المأهولة من الصفر- وتابعت الرسالة: «ثانيا، كان لدى هيئة تحرير الشام برنامجها الخاص للطائرات دون طيار منذ فترة طويلة».

 

ليست العملية الوحيدة 

قالت الصحيفة الأميركية إن عملية سوريا ليست الحالة الوحيدة التي تعمل فيها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في الخارج لمضايقة العملاء الروس، فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في أغسطس/ آب أن أوكرانيا ساعدت المتمردين في شمال مالي في نصب كمين لمرتزقة روس من مجموعة فاغنر، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن هجوم 27 يوليو/ تموز أسفر عن مقتل 84 من عملاء فاغنر و47 ماليًّا. 

وبعد عدة أيام، أشاد أندريه يوسوف، المتحدث باسم حركة المقاومة الشعبية، بعملية مالي، قائلا إن المتمردين الماليين «تلقوا معلومات ضرورية، وليس مجرد معلومات، ما مكن من تنفيذ عملية عسكرية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس»، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، وبعد الهجوم، قطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا.

 

توسيع ساحة المعركة 

قال تقرير واشنطن بوست إنه كما الحال مع غزوات أوكرانيا في إفريقيا وهجومها على منطقة كورسك داخل روسيا، فإن العملية السرية في سوريا تعكس محاولة لتوسيع ساحة المعركة، وإيذاء الروس في المناطق التي لا يستعدون لها، ولم تكن المساعدات الأوكرانية بمنزلة «الطائرة دون طيار التي قصمت ظهر البعير»، إذا جاز التعبير، ولكنها ساعدت، على الأقل على نحو بسيط، في إسقاط أهم عميل لروسيا في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى