Uncategorized

عام على حكم طالبان.. كيف يقيّم الأمريكيون الانسحاب من أفغانستان؟

بعد عام على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، تنقسم التقديرات بشأن تأثيره إلى حد كبير على أساس حزبي داخل الولايات المتحدة.

ويهاجم المنتقدون عملية الإجلاء التي تمت في أغسطس/آب عام 2021 لأكثر من 120 ألف مواطن أمريكي وأفغاني وآخرين، بوصفه بأنه تم التخطيط له وتنفيذه بشكل سيئ، بحسب تحليل لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.

وقالوا إن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية فتح الباب أمام لعودة مسلحي داعش والقاعدة إلى البلاد، لافتين إلى أن الخروج أشار إلى عدم التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها وعدم استعدادها للوقوف بجانب شريك في وقت الحاجة، بحسب المصدر ذاته.

بينما يدفع مؤيدو الانسحاب بأن الوقت قد حان لإنهاء أطول الحروب الأمريكية وأن ترك القوات في البلاد سيعرض حياتهم للخطر ولن يحقق كثيرا يذكر.

وقالوا إن الوقت قد حان لأن يتولى الأفغان مسؤولية بلدهم وأمنهم حتى يتسنى للولايات المتحدة التركيز على تهديدات أخرى، وعلى المسائل الحيوية مثل تغير المناخ والجائحة.

الأمر المؤكد هو أن الحكومة الأفغانية انهارت على أيدي حركة طالبان، وأن مئات الأفغان الذين دعموا الولايات المتحدة خلال الحرب تركوا خائفين من الانتقام، وأن زعيم القاعدة وجد الملجأ في كابول، بحسب الوكالة الأمريكية.

وعلى الصعيد السياسي، مثّل الانسحاب منعطفا للرئيس جو بايدن؛ حيث بدأت معدلات شعبيته تتراجع حيث رأى الأمريكيون صورًا مروعا للأفغان اليائسين يحتشدون في المطار، ومقتل قوات أمريكية ومدنيين أفغان خلال هجوم انتحاري، واستهداف عائلة أفغانية بريئة ومقتلها في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة.

الآن، وبعد مغادرة آخر القوات من أفغانستان – ومع اقتراب الانتخابات النصفية – يعرض الجمهوريون في الكونجرس والمحللون رأيهم في الانسحاب وتأثيره.

إدارة بايدن

عندما وصل بايدن إلى المنصب، كانت الولايات المتحدة ملتزمة بالفعل باتفاقية الانسحاب التي تم التوصل إليها بين طالبان وسلفه دونالد ترامب.

وفي حين أشاد العديد من قادة الحزب الجمهوري – مثل زعيم الأقلية بمجلس النواب كيفن مكارثي – بالاتفاق، انتقده آخرون – بينهم زعيم الأغلبية آنذاك بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، بوصفه ضيق الأفق.

وفضل بايدن آنذاك الانسحاب واستمر في الدفاع عنه. وقال إن الولايات المتحدة حققت هدفها في أفغانستان – لمنع القاعدة من التخطيط لهجمات وتنفيذها ضد الولايات المتحدة من داخل البلاد مرة أخرى.

واليوم، تشيد الإدارة ووزارة الدفاع لديها بتنفيذ الانسحاب – أكبر إجلاء جوي في التاريخ الأمريكي – باعتباره ناجحا إلى حد كبير في ظروف خطيرة وديناميكية للغاية. لكن وصفت الولايات المتحدة أيضًا الضربة بطائرة مسيرة على مدنيين أفغان بخطأ مأساوي.

ونشر البيت الأبيض أجزاء من ملخص تقييم استخباراتي غير سري، خلص إلى أن تنظيم القاعدة لم يعد بناء صفوفه، وليس لديه القدرة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة من أفغانستان.

الجمهوريون

ونشرت الأقلية الجمهورية بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب تقريرا مؤقتا هذا الأسبوع انتقد الإجلاء، قائلة إنه سيئ التخطيط وشابه تأخيرات. وقال إن ضعف التنظيم ترك العديد ممن كان يفترض إجلاؤهم غير قادرين على الوصول إلى المطار والصعود على متن الطائرات المغادرة.

وأشار إلى أن جماعات خارجية، بينها قوات عسكرية سابقة والمترجمون الأفغان وغيرهم، بدأت تنسيق شبكاتها لإخراج الناس.

وبالرغم من أن التقرير لم يتضمن سوى القليل من التفاصيل الجديدة، سلط الضوء على فوضى الانسحاب والشكاوى من أن وزارة الخارجية انتظرت وقتا طويلا جدا لطلب المساعدة العسكرية في عملية الخروج.

الآخرون

وقال الجنرال المتقاعد، فرانك ماكينزي، الذي أشرف على الانسحاب بصفته قائد القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط، إنه يندم “ندما شديدا” على الناس الذين لم تستطع الولايات المتحدة إخراجهم، بينهم أفغان عملوا مع القوات الأمريكية هناك.

وأضاف: “أعتقد أننا أخرجنا جميع الأمريكيين الذين أرادوا الخروج. إذا بقى شخص ما، هناك سبب وراء رغبتهم في البقاء”.

لكنه أشار إلى أن أكبر مخاوفه تتمثل في أن متشددي القاعدة وداعش وغيرهم من الجماعات المتمردة المرتبطة بهما ستتمكن من شن هجمات ضد الولايات المتحدة من الملاذ في أفغانستان.

وتوضح الضربة التي شنتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وقتلت الظواهري أن الولايات المتحدة يمكنها ملاحقة التهديدات ورصدها، لكنها تسلط الضوء أيضًا أنها مهمة نادرة جدا وصعبة.

بدوره، قال ريان كروكر، السفير الأمريكي السابق في أفغانستان، الثلاثاء، إن كثيرين حذروا “منذ البداية من أنه إذا تمكنت طالبان من العودة إلى السلطة، سيعيدون القاعدة معهم”. لذا، بالرغم من وعود طالبان بعدم إيواء الإرهابيين مجددا، “أعادوا القاعدة”.

وأشار كروكر وماكنزي وآخرون أيضًا إلى ما قالوا إنه تآكل متوقع لحقوق المرأة، وانتشار الجوع، ومشاكل طالبان الأخرى في إدارة الحكومة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى