Uncategorized

الحرب الفاضلة

الحرب الفاضلة
مفاهيم إسلامية.
معايير استشهاد الإمام الحسين

د.كمال الدين النعناعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم.
” فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” …..
صدق الله العظيم

بمجئ الإسلام برؤية سببية تجعل للحرب معنى ، ينشٱ عن ضرورة
كلية يفرزها التنوع الذي بثه الخالق في الطباع والأفكار والأهواء ..تلاشى
المفهوم القديم للقتال على المجد الشخصي ومقاصد البطولة الفردية على تٱكيد الذات الواحدة .
فأعقب الخلافة الراشدة سطوع الحضور التاريخي المتجدد للإمام الحسين رضي الله عنه أثر الإستمرار التاريخي للمذهبين السني والشيعي
لٱن واقعة استشهاده أعطت دالة على معايير الهية لضبط الصراع بين المتحاربين ، دونها تتحول الحرب من عراك الى خراب يصيب البيئة الكونية بالفساد ، ما ليس له بحق ،فلا مساس
بمزرعة الله في أرضه ،
فكان استشهاده رضي الله عنه نبراسا يسمو بفضيلة بذل النفس لٱجل غاية
محقة ، ودالة على معايير تنافسية
تجعل للفداء قيمة ، ومن هنا كانت الأهمية التاريخية.لرحلة الإمام الحسين الى حيث استشهد في كربلاء .
ولأن العالم دأب على الإصطفاف
حول الشرق ، أصبح واقع العالم الإسلامي في كل أحواله هو المثل الأعلى ، وسببا يحفظ للعالم صوابه،
ومن ثم كان مصير الإمام رضي الله عنه هو استشهاد الضرورة التاريخية
تبيانا للناس ، وكان قدره ضرورة الشهادة ليدرك الناس من سيرته مفاهيم المقاصد الإسلامية التي تبغي
صون الحياة الإنسانية بصحيحها ومن ثم تجعل للتدافع معني وغاية
ولولا دفع الله الناس ببعض لفسدت الأرض فالحرب الفاضلة من أجل الحياة من مقاصد الشريعة .
في حين ساهم الفكر الصوفي الإسلامي في التبصير بمقاصدها
ليس فقط لتبني حاضنة للمطوعة من الفتيان والشطار المقاتلين المناهضين للغزوات الغريبة بل بما بثه أيضا من قيم الإعلاء من شأن الإنسان ، فسلك
في سبيل ذلك طريقان ، أما تخلي عن
النفس الأمارة بالسوء أو التخلي عن الجسم السجان بما ينتهي بصاحبه الى القتل كيفما انتهى أمر الحلاج الصوفي الفارسي الشهير 302 هجرية المتهم بدعم التشيع .
وتاريخيا كان لمشايخ التصوف الفرس والعرب وغيرهم من العجم اسهامات عظيمة في إرساء الإخاء بين الناس دون تمييز ودون تفضيل
فمن أرباب فن الحب والعشق الفارسيين عمر الخيام 515 ه وجلال الدين الرومي672 ه وشمس العشق التبريزي وغيرهم .. شأن العشاق العرب منذ ظهور الحسن البصري في بغداد 110 ه الى شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية 185 ه وذو النون المصري 245 ه وسلطان العاشقين بن الفارض المصري 576ه
وهؤلاء الصوفيون سنة وشيعة كان لعطائهم القيمي وما أضافوه من أقوال ومفاهيم في الحب والعشق والغرام ما كان سببا في أقرار مرجعية
السنن والقوانين الإلهية في الشأن العام حربا وسلما صونا للعمران البشري من الدمار الشامل منذ أوصى
نبي الأمة في شأن الحرب بألا يقتل طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا تقطع شجرة .. ما يجعل البغضاء بين البشر عديم الجدوي …الا بحق 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى