سر جديد علي باب مقبرة توت عنخ آمون

متابعة نصر سلامة

ونحن نحتفل بذكري إكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، لاتزال الخبايا والألغاز تحوم حول هذا الملك الصبي الذي تصدرت مقتنيات مقبرتة أهم الإكتشافات الأثرية خلال القرن الماضي.

يذكر الدكتور منصور بريك أخصائي آثار بدولة الإمارات العربية المتحدة أن هناك قصة او لغز صاحب الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون لم يتم مناقشتها تفصيلا، ففي مثل هذا اليوم ٢٧ نوفمبر ١٩٢٢م فتح هوارد كارتر اخر سدة كانت تغلق الممر المنحدر المؤدي لداخل مقبرة توت عنخ آمون وكان الممر مغلق بكتل صغيرة من الحجر الجيري المثبت بمونة من الجص و واجهة السدة (المدخل) عليها طبقة كثيفة من الملاط مختومة باختام عديدة ومتنوعة لتوت عنخ أمون والصورة المرفقة لكارتر مع اللورد كارنرفون بعد فتح السدة تظهر بها طبعات الأختام على الجزء الأسفل المتبقي منها .

واستمر كارتر ومعاونيه من علماء الآثار فى ترقيم وتوثيق وترميم ورفع الآثار والقطع من داخل المقبرة لعدة سنوات وما صاحبها من قصص ومشاكل وحكايات كثيرة يعلمها القاصي والداني ولكن فى عام٢٠٠٧م قرر المجلس الأعلى للآثار عرض مومياء توت عنخ امون داخل خزانة زجاجية بالمقبرة وجاء دكتور زاهى حواس مع فريق من الترميم برئاسة دكتور جمال محجوب ( الصورة المرفقة عند رفع المومياء) وتم إجراء اشعة مقطعية لمومياء الملك.

ويضيف بريك أن هذه كانت اول مره بالنسبة له مشاهدة وجهه الملك وكانت المومياء فى حالة سيئة وفى آليوم التالى كنت داخل المقبرة مع الزميل الدكتور محمد عبدالعزيز وكان يعمل مديرا لوادي الملوك في ذلك الوقت ودخلت الحجرة الصغيرة المجاورة للحجرة التى بها التابوت الحجري لتوت عنخ امون وهي ما يطلق عليها حجرة الكنز ووجدت صندوق خشبي قديم جدا ومفتوح وبدأت اتفحص ما بداخله وفوجئت بوجود طبعات الأختام التى كانت مطبوعة على ملاط اخر سدة فى الممر المؤدي للمقبرة مخزنة داخل هذا الصندوق منذ إكتشاف المقبرة فى ١٩٢٢م ؟؟ وبدأت مع الزميل الدكتور محمد عبدالعزيز فى توثيق وترقيم هذه الطبعات وكان عددها اكثر من ٢٠ طبعة مختلفة واخطرت الدكتور زاهى حواس ووجه بضرورة نقلها للمخزن المتحفي بالقرنه .
والغريب هنا على هذه الأختام أن الكثير منها على ما أتذكر أكثر من ١١ ختم كانت تحمل إسم الملك الاتوني وهو توت عنخ اتون والباقي يحمل اسم توت عنخ آمون -نب خبرو رع ؟؟ ومن المعروف ان توت عنخ آمون حكم لمدة تسعة سنوات وفى العام الثالث من حكمه غير اسمه الى توت عنخ آمون ورمم ما تم تدميره من آثار وتماثيل للمعبود آمون ونحت تماثيل كثيرة لامون رع ونقش تفاصيل عيد الاوبت على جدران معبد الأقصر بعد أن عاد الى طيبه وعلى مايبدو وبعد اتفاقه مع كهنة أمون رع قام بنقل مومياء ومحتويات مقبرة إخناتون ودفنها فى المقبرة رقم ٥٥ KV55فى وادي الملوك والتى كشفها ديفز وايرتون فى عام ١٩٠٧م، ومن المعروف علميا أن مقبرة “اي” فى الوادي الغربي بالأقصر الموجود فيه مقبرة إمنحوتب الثالث كانت مخصصة أساسا لتوت عنخ امون ونظراً لوفاته فجأة تم دفنه فى المقبرة KV62 فى وادي الملوك على مقربة من المقبرة رقم ٥٥.. السؤال هو لمن كانت المقبرة التى دفن توت عنخ امون فيها ؟؟
و السؤال المحير هنا:
كيف كانت مقبرة توت عنخ امون مغلقة باختام مختلفة منها الكثير تحمل اسم الملك الاتونى؟؟ وكيف سمح كهنة أمون رع والذي اشرفوا على دفن الملك والذي كما ذكرنا غير إسمه فى العام الثالث من حكمه أن يتم ختم المقبرة بتلك الأختام؟
لقد أعتقد هولرد كارتر ان المقبرة فد تعرضت لعدة محاولات لسرقتها وكان يتم إعادة غلقها وختمها بعد التأكد من سلامتها اعتمادا على اختلاف طبعات الأختام هذه! ومعنى ذلك أن المقبرة قبل محاولات السرقة التى تحدث عنها كارتر كانت اختامها تحمل الإسم الأتوتى للملك وعند إعادة الختم كانت تختم بأختام تحمل توت عنخ امون – نب خبرو رع وهو افتراض او رأي صعب تصديقة علميا كما ناقشنا فى ظل عودة قوة كهنة أمون رع.
ويختتم منصور بريك حديثة قائلاً..الظريف أنه وعند نقلي لطبعات الأختام للمخزن المتحفي وجدت كميات كبيرة من السلال والفاكهة التى وجدها كارتر داخل المقبرة منها رمان ونبق وتين مخزنة فى مخازن القرنة ولم تنقل مع كنوز المقبرة الى المتحف المصري عند إكتشاف المقبره وسيتم نقلها للمتحف المصري الكبير وعرضها مع الكنوز عند إفتتاحه فى القريب ان شاءالله.
موضوع طبعات اختام مقبرة توت عنخ آمون يمثل لغز كبير و فى حاجة الى مزيد من الدراسة والتفسير من علماء الآثار.