كتب: اشرف محمد جمعه
تغيرت في الفترات الاخيره اساليب الحروب عن ما اعتدنا عليه سابقا، فلم تعد الحروب فقط بالدبابات والرصاص والمدافع ، بل احدث اسلحتها المخدرات ، وقد يسالني احدهم المخدرات ليست جديده ، نعم ولكن ظهرت وسائل جديده.

اشد فتكا منها ما اسوقه اليوم في هذا الطرح عن المخدرات الرقمية، والتي تعتبر الاخطر والاشرس في العالم ، وهي عباره عن ملف صوتي من رقم غريب قد يأتي اليك عبر المحمول ، وفيها موسيقى غريبه هنا لابد من الانتباه وغلق التليفون مباشره وغلق الملف.
فهناك حملات توعيه في معظم دول العالم للتحذير من هذه اللعنة، اما نحن في مصر والعالم العربي في عالم اخر، والكثير منا لا يعلم عنها شيئا وهي باختصار ملفات صوتيه موسيقية (m.b.3 ) عاديه ولا تخضع لحقوق الملكية الفكرية ومجانيه حتى يستمع اليها الجميع ، هذه الموسيقى قام بتأليفها متخصصون ودارسون لعلم النفس وعلى أعلى مستوى علمي.

وتقوم بإرسالها للجميع، وما نعلمه عن المخدرات عموما يكون معالجا كيميائيا وتؤخذ عن طريق الفم او الانف او الحقن، ولكن هذه تسمع ومن الجدير بالذكر ان هناك العديد من الشباب قد تصل اعدادهم للملايين قد دخلوا دائرة ادمان هذه المخدرات الرقمية ووصلت مع بعضهم الى حد الموت او الصرع .
اما الدافع وغايه اولئك الشباب من وراء ادمان هذا النوع هو الوصول الى اقصى درجات النشوة، مما اضطر جهات البحث والدارسين في هذا الاتجاه، الى اجراء بحث هام جدا مؤخرا في احد عشره دوله حول العالم، لشرح وتوضيح اهميه وخطورة هذا الامر وقد تم هذا البحث بمشاركه العديد من مراكز الابحاث ووكالات الانباء العالمية والمواقع الدولية.

وكان من ضمن الأسئلة التي يتم طرحها على الشباب هل استخدمت في خلال عام من الان ، اي من الوسائط الموسيقية لتغيير الحالة المزاجية لديك هل قمت بتجربة الاسترخاء والتامل او المتعة في التطبيقات المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
كم عدد المرات التي استجبت لهذه التجارب ؟ بالطبع يؤخذ في الاعتبار العمر والجنس والمستوى التعليمي والبلد والحالة الاقتصادية، كذلك من الأسئلة ، هل تتعاطى المخدرات او التدخين باي صوره من صوره ؟ ثم السؤال الاهم هل تستمع الى موسيقى تسمى( باي نور بلتس) ؟

وهنا موطن الخطر موسيقى من يسمعها يذهب الى عالم اخر والدافع لدى الشباب هو الوصول للنشوة، ومن شروط الحصول عليها ظلام الغرفة تماما ووضع غمامه على فوق العيون مع السماعات على الاذن، وهنا يصل الفرد الى ممارسات روحيه ودنيا مختلفة تماما ، وتقول الجهه القائمة على استطلاع الراي.
ان هذه الموسيقى بها تصل بالمستمع الى مستوى حيث تقوم بتخدير العقل ، والذي يذهب بعيدا والشعور التام بالخروج من الجسم والدخول في دائرة الهلوسة، واسوأ صوره للإنسان وقد ذكروا مثالا لتوضيح الفكره.
انه لو كان هناك موجتين صوتيتين كل موجه ترددها حوالي 1000 ميجا هيرت ولكن احداهما اقل من الاخرى، الفارق بينهما بسيط وهذا الشرط الاساسي للمخدر الرقمي ان تكون السماعات في الاذنين كأننا جعلنا عازفين يعزفون نفس المقطوعة الموسيقية كل منهم في اذن .
واحدهم اقل في الطبقة من الاخر وانخفاض حده الصوت يتسبب في الاسترخاء والخمول، بينما ارتفاع مستوى الصوت يتسبب في زياده النشاط والحركة والعمل و في هذه الجزئية هو امر من غايه في الخطورة، انها موجات الفا وبيتا ودلتا وان سماع الفا ستجعل من يستمع اليها مسترخي تماما .
وعند سماعها يصبح الشخص مفتوح العينين كسلان خامل ولا يستطيع عمل اي شيء ، اما موجة بيتا تأثيرها اليقظة والتركيز وعدم النوم، وعند زياده الفارق في الصوت بين السماعتين تزداد جرعه المخدر للأسف نسبه كبيره من الشباب الان نجد السماعات على اذانهم ليلا ونهارا.
وبالطبع تبدأ الدماغ في محاوله التعامل مع هذا التغير في مستوى الاصوات، واذا لم تستطع معالجه الامر تذهب الى مكان اخر يسمى المزامنة بين الاذنين ، ومع الوقت يبدا متعاطى هذا النوع من المخدرات، بالبحث عن اشباع احتياجاته مما يترتب عليه تدمير في الخلايا العصبية في المخ ، مما يؤدي الى نوبات من التشنجات والصرع والبحث عن العزلة التامة في مكان منعزل مظلم .
وقد اكد الباحثون والقائمون على هذا الاستطلاع ان هذا المخدر يفوق في تأثيره الهروين، وقد يتساوى مع الشابو في خطورته ويدخل هذا النوع من المدمنين في حاله من الهلوسة لا يستطيع اخراجه وعلاجه منها احد.
ويرى اشياء غريبه كانه يرى بعد جرعه الموسيقى تلك اشخاص قادمون اليه ليقتلوه ، يبدا بعدها في الدفاع عن نفسه ولا احد يعلم ما سيحدث اذا تخيل ان افراد الأسرة هم من يريدون قتله ، ويصل بعدها الى فقدانه التواصل مع العالم المحيط به .
ولكن مصدر الخطورة الحقيقي ان هذه الملفات او هذا النوع من الموسيقى موجود في مواقع متاحه تماما ، والجميع يتعامل معها مثل اليوتيوب على سبيل المثال، ولا يخفى على الجميع ان هذا النوع كان يستخدم قديما في علاج المرضى النفسيين (العلاج بالموسيقى) .
لا بد ان ننتبه على ابنائنا والاجيال الجديدة من هذه المصيبة التي تحدق بمستقبل الجيل الجديد ،و فالسيطرة على هذا الامر ليست سهله ومتوفرة هذه الموسيقى في مواقع قريبه للكبير والصغير والوقوع في هذا الشر قد يحدث .
والفرد متواجد امام الجميع، في المستوى الاول مجانا وهو ما يقوم بدور المغناطيس اما باقي المستويات الاعلى فهي بمقابل مادي (دولارات) وكلما زاد المستوى زاد المقابل المادي، انتبهوا يا ساده أنه خطر شديد يحلق فوق راسنا، وللأسف نحن لا نبالي وكيف نهتم ونحن لا نعلم عن هذا الأمر شيء .
جزء من الحرب مع اصحاب الوعي المنخفض ( نحن ) ، اعدائنا لا يتوقفون عن البحث عن وسائل تدمير وإبادة لنا ويتم استخدام العلم والتكنولوجيا في محاوله القضاء علينا وعلى مقدراتنا و مقدرات بلادنا ونحن واقفون مكتوفي الايدي لنا الله.
أقرأ التالي
2025-05-08
رئيس الهيئة العامة للاعتماد : نؤسس لمنظومة صحية تستند إلى العلم والمهنية والمعايير العالمية
2025-05-08
لأول مرة بمركز تدريب الأطباء بدسوق ( تدريب الأطباء الجدد على خدمات الرعاية الأساسية
2025-05-08
وزير الصحة والسكان يستعرض مشروعات الوزارة والخريطة الصحية بالغربية
2025-05-08
الصحة: فريق طبي مصري ينجح في ترميم فك مريض روسي باستخدام المنظار والميكروسكوب بمستشفى العلمين
2025-05-08
صور كارثية..شوايات بالفحم داخل معبد هابو بالأقصر
2025-05-07
مدير الطب الوقائي يتفقد منشآت صحية بالبلينا بتوجيهات وكيل صحة سوهاج
2025-05-07
بمرتبة الشرف الأولى.. باحث بجامعة سوهاج يناقش دمج الإعلام وتأثيره على المحتوى الرقمي بالمنصات الصحفية
2025-05-07
نائب وزير الصحة يترأس اجتماع الأمانة الفنية للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية
2025-05-07
وكيل صحة سوهاج: فحص 124 ألف مواطن بمبادرات 100 مليون صحة خلال أبريل
2025-05-06
موجة من الإنتقادات تواجه إقامة الحفلات بمنطقة الأهرامات
زر الذهاب إلى الأعلى