مقالات
شكة دبوس
شكة دبوس
بقلم يحي خليفه
لا حديث للناس هذه الأيام سوى عن محاولات الخطف المختلفة التى تتم فى الشوارع ووسائل المواصلات عن طريق “شكة دبوس” أو حقنة تترك أثر على يد أو جسد الضحايا فى محاولات لخطفهم، وانتشرت خلال الساعات الأخيرة عدد من الرسائل الصوتية على الجروبات المختلفة يحذر أصحابها من تعرض ذويهم لمحاولات خطف، وتؤكد بعض هذه الرسائل أن هذه المحاولات لم تعد قاصرة على الفتيات فقط بل يتعرض لها الجميع وأن هناك شاباً من الضحايا عثر عليه مقتولاً وقد انتزعت أعضائه بالكامل!!
ولم تقتصر التحذيرات على الرسائل الصوتية التى لا تتجاوز 3 رسائل يتم نشرها بشكل مكثف على وسائل التواصل الاجتماعى، وفى كل جروبات الواتس اب ، بل تعددت المنشورات على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، والتى ينشر أصحابها صوراً لأياد بها أثر وخز يدعى أصحابها تعرضهم لمحاولات خطف ونجاتهم منها وذلك بسيناريوهات مختلفة، منها أن سيدة وخزت فتاة ولكن الفتاة انتبهت وصرخت فهربت السيدة وبعدها أغمى على الفتاة ، أو أن المحيطين بالفتاة انتبهوا ومنعوا الخاطفين من اصطحاب الفتاة المخدرة، بل واتسعت هذه التحذيرات لتتحدث عن محاولات خطف لعائلات بأكملها أثناء تنقلهم بوسائل المواصلات المختلفة، وتعددت سيناريوهات كيفية نجاة الضحايا الذين أرادوا أن يستفيد غيرهم بما حدث لهم، وأن يحذروا الناس من هذه المحاولات التى أصبحت وكأنها تحدث ليل نهار فى الشوارع ووسائل المواصلات المختلفة.
وقد تسببت هذه الرسائل فى حالة من الفزع والرعب لدى الكثيرين الذين شعروا بالقلق على أنفسهم وأبنائهم من هذه المحاولات، وخلال الساعات الماضية وصلتنى العديد من هذه الرسائل التى يبدو أن هناك حملة منظمة لنشرها بشكل مكثف على كل وسائل التواصل الاجتماعى وبالتأكيد وصل للكثيرين مثلها، ولكى نعرف حقيقة هذه الرسائل ومدى صدق هذه السيناريوهات لا نحتاج سوى أن نفكر بهدوء وأن نستعين بالآراء الطبية حول هذه الشكة السحرية، وأن نطرح بعض الأسئلة المنطقية لكى نصل إلى الحقيقة.
فإذا عدنا للوراء سنجد أنها ليست المرة الأولى التى تثار فيها مثل هذه السيناريوهات المنتشرة حول محاولات الخطف بالتخدير، فهذه السيناريوهات تتطابق بشكل كبير مع ما ينتشر بين حين وأخر حول محاولات الخطف، ومنها سيناريو متطابق انتشر عام 2017 حول تعرض بعض الفتيات لحوادث سرقة وخطف استخدم فيها الجناة زجاجات رش تحتوى على مخدر، أو بوضع أنواع من المخدر على ملابس الفتيات، وبمجرد استنشاقها تفقد الفتاة الوعى.
فما مدى حقيقة وجود مثل هذا المخدر الذى يمكن أن يتسبب فى غياب الضحية عن الوعى بمجرد شكة دبوس أو من خلال رش مادة بمجرد استنشاقها يغيب الإنسان عن الوعى؟، والفيصل هنا هو الرأى الطبى والعلمى حيث أكد الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق فى تصريحات له حول هذه السيناريوهات استحالة أن تؤدى شكة دبوس إلى تخدير كلي، مشدداً على أن التخدير يحتاج حقن في الوريد بجرعات معينة وليس بالبساطة ولا السهولة التى تشير إليها هذه الشائعات المنتشرة.