سياحه وآثار
«» ابو الهول ملك الصحراء «»
متابعة – ساميه جمال أحمد
لا يكاد يوجد شخص في العالم المتمدن يجهل شكل وملامح ذلك الأسد الضخم ذو الوجه الآدمي الذي يربض على الحافة الشرقية من هضبة أهرام الجيزة.
أبو الهول ملك الصحراء وحارس مملكة الخالدين ، وكلمة « أبو الهول » مرادفة لكلمة « سر » .
فحتى عام1887م كان ذلك التمثال الكبير مدفونا في الرمال حتى عنقه، وطالما ذهب الخيال بالزائرين عما عساه أن يكون مدفونا تحت تلك الرمال.
وبعد أن تم رفع الرمال التي كانت حوله، تؤكد لنا البحوث الأثرية أن تاريخ أبو الهول يرجع إلى أيام
« خفرع » صاحب الهرم الثاني.
-وقصة أبو الهول فهي قصة طريفة.
فما من شك في أن هذا التمثال جزء من مجموعة خفرع الهرمية، ولكنها ظاهرة فريدة، لم يقم بعمل مثلها ملك آخر من ملوك المصريين القدماء.
فهو محجرًا كبيرًا من المحاجر التي قطع منها العمال الأحجار اللازمة لبناء الأهرام والمقابر الخاصة، ولكن بقيت في وسطه كتلة كبيرة تركوها في مكانها، ووجود هذه الكتلة يفسد الهرم الثاني وطريقه الصاعد.
فإن مهندسي « خفرع » أمكنهم أن يروا فيها ما يمكن أن يصبح تمثالا فخما للملك على صورة أسد له رأس إنسان، ثم حولوا هذه الفكرة إلى حقيقة واقعة، حيث حولوا هذه الكتلة التي تؤذى العين إلى أثر جميل.
وأبو الهول منحوت كله في صخر الجبل، وارتفاعه ۲۰ مترا، وطوله ٥٧ متر، وينظر أبو الهول نحو الشرق، وهو بسيط في نحته، عظيم في هيئته وعلى رأسه لباس الرأس الملكي المعروف باسم « نمس » ، وينزلعلى جانبي وجهه الذي يمثل وجه الملك خفرع نفسه.
وتوجد بين قدميه الأماميتين لوحة جرانيت نقش عليها الملك تحتمس الرابع حلم رحلة صيد » وهي تفاصيل قصة حلم تحتمس وقصة الاتفاق بينه وبين أبو الهول على هذه اللوحة التي أمر بإقامتها هناك، وهي اللوحة الجرانيتية التي ما زالت قائمة حتى اليوم.
أن من يذهب لزيارة « أبو الهول » في ضوء القمر لا يمكن أن تتجه أفكاره إلا إلى
الحب والسلام . إنه يحس بسحر المكان.
أبو الهول من أجمل وأشهر آثار الجيزة.
أبو الهول دائماً الأمل والمستقبل.
لا يزال من أعظم آثار العالم روعة.