أخبارعربية

الغاء صلاة العيد في الخرطوم حرصا على سلامة المواطنين

 

امل كمال

 

ألغيت صلاة العيد في الخرطوم حرصا على سلامة المواطنين، بسبب الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع، حيث أعلن عدد من المساجد في العاصمة الخرطوم عن إلغاء صلاة عيد الفطر المبارك، ودعا رئيس مجمع الفقه الإسلامي إلى أداء الصلاة داخل المساجد أو في المنازل.

وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، رغم إعلان هدنة لمدة 24 ساعة بمناسبة عيد الفطر. وقد أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تبادل إطلاق النار والقصف المدفعي والجوي بين الطرفين في مناطق مختلفة من المدينة.

 

وقال مصدر مسؤول في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن قرار إلغاء صلاة العيد جاء حفاظا على سلامة المصلين وتجنبا لأي تصعيد أو استهداف من قبل طرفي النزاع.

وأضاف أنه تم توزيع زكاة الفطر على المحتاجين والمتضررين من الأوضاع الأمنية، وأنه تم تحديد قيمة زكاة فطر الشخص الواحد بـ 1200 جنيه سوداني.

وأشار المصدر إلى أنه تم التنسيق مع بعض المؤسسات الخيرية والإغاثية لتقديم المساعدات الغذائية والطبية للمواطنين في المناطق المتضررة من القتال.
وقد اتهم كل طرف الآخر بعدم الالتزام بالهدنة وبشن هجمات على مواقع استراتيجية. وقال المستشار السياسي لقوات الدعم السريع يوسف عزت إن الجيش هو المسؤول عن خرق الهدنة، في حين قال مصادر في الجيش إن قوات الدعم السريع لم تلتزم بها وأن مواقعها في العاصمة أصبحت معدودة.

وتتزايد الضغوط الدبلوماسية لإنهاء القتال في السودان، الذي خلف أكثر من ثلاثمائة قتيل منذ بدء المواجهات في 14 أبريل.

وتلقى قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، اتصالات من قادة تركيا وجنوب السودان وإثيوبيا، بالإضافة إلى وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وقطر2. كما أعرب رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميرديت، عن استعداده للوساطة بين طرفي النزاع.

ويرى محللون أن خلفية المواجهات تعود إلى صراع على السلطة والثروة بين قادة المؤسسة العسكرية في ظل تدهور اقتصادي وأزمات سياسية وأمنية. وأشار بعضهم إلى أن قوات الدعم السريع تحاول تحقيق أهدافها التاريخية في دارفور وكردفان، حيث تشكل جزءا من حركات التمرد التي تطالب بالحصول على حقوق سياسية وثقافية وإنهاء التهميش.

وكانت مدينة الخرطوم قد شهدت اشتباكات مستمرة منذ أسبوع بين قوات الجيش والدعم السريع، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وتضرر بعض المباني والمرافق، وانقطاع خدمات الماء والكهرباء والإنترنت. وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت عن موافقتها على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ من صباح يوم الجمعة، بعد جهود دبلوماسية من قبل دول عربية وإفريقية وغربية لإحلال السلام في البلاد. وقال قائد قوات الدعم السريع حمدي دقلو في بيان إن هذه الخطوة تأتي تزامنا مع عيد الفطر المبارك، ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين، وإتاحة فرصة لهم لمعايدة ذويهم. وأكد دقلو استعداده للحوار مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لإنهاء هذه المحنة، داعيا إلى التزام كافة أفراد قواته

بالهدنة، والابتعاد عن أي استفزاز أو اشتباكات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى