أدب

دكتور جمال شعبان يكتب..من وحي الهجرة

من وحي الهجرة
ثاني اثنين
إذ هما في الغار
إذ يقول لصاحبه
لا تحزن إن الله معنا
فأنزل الله سكينته علبه
وأيده بجنود لم تروها
لكأني أري نبي الله عليه الصلاة والسلام
مطاردا من قومه
قاطعا المسافات
عابرا السبل الوعرة
في صحراء لا ترحم
ليس له مطية إلا الثقة بالله
ولا زاد إلا الإيمان بنصر مولاه
هاجرا أحب بلاد الله الي قلبه
لا رفيق سوي أبي بكر الصديق
والرحلة رهيبة
والغار المهجور هو الملاذ
وسيوف القبيلة تحاصر الغار
لكن الجنود غير المرئية
غير العناكب واليمام
إنها جند من السكينة والطمأنينة
والشجاعة ورباطة الجأش
والاستبسال في سبيل القضية
واستحضار معية الله وقربه
حتي أتي نصر الله
من هو ثاني الاثنين
إذا عرفنا أن الله هو الواحد الأحد
ليس قبله شيء
اذن ف ثاني اثنين هو المصطفي
أو الصديق أبو بكر
وحيث إن الله معهم وهو الأول
فلماذا لم يذكر انه ثالث ثلاثة
الله محمد ابو بكر
لأنه اعتبر النبي وصاحبه
من الاندماج الروحي
والتوحد الفكري
والاتساق الوجداني
والتناغم العاطفي كيانا واحدا
يأتي في معية الله
فكيف تحزن يا أبا بكر
وانت في معية الله
متوحدا منصهرا في بوتقة حب النبي
واضعا أولي خطواتك
علي درب المجد
في الدنيا
والآخرة
بعد أن نزل فيك قرآن يتلي
ينبئك انك في معية الله
بل الله هو الذي معك
ومن كان مع الله وكان الله معه
لا ينبغي له ان يحزن
او يفزع او يجزع او يهلع
او يقلق او يضطرب او يتالم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى