أخبار عالمية

إدانة عربية لتوغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعًا، مساء أمس الخميس، لصياغة موقف عربي موحد إزاء قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال أراض إضافية بالجولان السوري المحتل، فيما جاء الاجتماع بمبادرة من مصر وبالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة.

 وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها اليوم، إن الاجتماع تمخض عنه إصدار قرار عربي يدين توغل إسرائيل داخل نطاق المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية وسلسلة المواقع المجاورة لها بكل من جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، واعتبار ذلك مخالفا لاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل عام 1974.

 

قرار عربي بإدانة إسرائيل 

وشدد القرار العربي على أن الاتفاق المشار إليه يظل ساريا طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 350 الصادر في العام ذاته، ومن ثم انتقاء تأثر ذلك الاتفاق بالتغيير السياسي الذي تشهده سوريا حاليًا. 

وأدان القرار الغارات الإسرائيلية المستمرة على عدد من المواقع المدنية والعسكرية السورية، علما بأن اجتماع المندوبين الدائمين قد شدد على أن هضبة الجولان لهي أرض سورية عربية، وستظل كذلك للأبد. 

وفي هذا السياق، طالب القرار المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل؛ بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة؛ لا سيما قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981؛ الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان السوري المحتل. 

وبموجب هذا القرار جرى تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالتحرك لعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن لبحث الممارسات الإسرائيلية التي تهدد السلم والأمن الدوليين؛ بما في ذلك الاحتلال المستجد للأراضي السورية التي توغلت بها إسرائيل منذ الثامن من ديسمبر الجاري.

 

تواصل مصري إماراتي 

وجرى اتصال هاتفي اليوم، بين وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. 

بحث الوزيران خلال الاتصال مستجدات الأوضاع على الساحة السورية اتصالًا بالتطورات الأخيرة، حيث أكد الوزير عبد العاطي موقف مصر الداعم للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وأهمية الحفاظ على مؤسساتها الوطنية وتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة دون تدخلات خارجية لتمهيد الطريق لعودة الاستقرار إلى سوريا الشقيقة، ويفسح المجال أمام سوريا لاستعادة وضعها على الساحتين الإقليمية والدولية.

 

توغل إسرائيلي في الجولان

وكرد فعل للجانب الإسرائيلي على التحركات العربية، أصدر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أوامر للجيش «بالاستعداد للبقاء» طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة بين سوريا والدولة العبرية في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. 

وبعد ساعات من فرار الرئيس بشار الأسد إثر وصول فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى دمشق الأحد الماضي، استولت إسرائيل التي احتلّت الجزء الأكبر من هضبة الجولان خلال حرب 1967، على المنطقة العازلة المنزوعة السلاح. 

ومن حينها، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الضربات الجوية والبحرية على منشآت عسكرية في سوريا استهدفت مخزونات الأسلحة الكيميائية والدفاعات الجوية على السواء خشية وقوعها بين أيدي الفصائل المسلحة. 

وتوغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة في وقت يواصل الجيش سحب جنوده من جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد شهرين من بدء حرب مفتوحة مع حزب الله. في المقابل تستمر الحرب التي يشنها جيش الاحتلال ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

وقال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، اليوم الجمعة «بسبب الوضع في سوريا، من الأهمية بمكان من الناحية الأمنية إبقاء وجودنا على قمة جبل حرمون ويجب بذل كل الجهود لضمان جهوز (الجيش) في المكان للسماح للجنود بالبقاء في هذا المكان رغم ظروف الطقس الصعبة».

 

اجتماعات في الأردن 

ويستضيف الأردن اجتماعات عن سوريا، غدا السبت، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وتركيا وآخرين عرب، إضافة إلى ممثل الأمم المتحدة، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. 

وففقًا للبيان، يشارك في الاجتماعات وزراء خارجية كل من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر «لبحث التطورات في سوريا». 

ويعقد هؤلاء اجتماعات مع وزيري خارجية تركيا والولايات المتحدة، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المبعوث الأممي عن سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى