مقالات

الوطن العربي بين الماضي والحاضر

كتب /حسن علي حسن
 ماذا حدث لهذه الأمة التي كانت تحكم نصف العالم وملأت الدنيا علما وحضارة وتقدم عبر مئات السنين من خلال علماء اجلاء أثروا الحياة العلمية بالكثير من الاكتشافات التي غيرت وجه التاريخ . وسطرت أسماؤهم بحروف من ذهب لقد قدمت الحضارة العربية الإسلامية الكثير من العلماء الافذاذ الذين أدت اكتشافاتهم العظيمة في شتي المجالات الي خدمة البشرية جمعاء فهذا ابن الهيثم البصري الموسوعة في علم الرياضيات وعلوم الفلك والهندسة وعلم العيون والإدراك وكانت اكتشافاته العلمية الغير مسبوقة هي النواة التي أسست لهذه العلوم وهي النبراس الذي أضاء الطريق للعلماء من بعده حتي الآن وأصبح حديث العالم وهو عربي مسلم وابن النفيس الدمشقي الذي يعد كاتب اطول موسوعه طبية في التاريخ وهو مكتشف الدورة الدموية الصغري وهو من رواد الطب في القرن السابع الهجري وقد تتلمذ علي يديه الكثير من العلماء واهتدي بعلمه الكثير من علماء أوربا وابن خلدون رائد علم الاجتماع في العالم وهناك الكثير والكثير من علماء ومفكرين عرب ومسلمين امثال جابر بن حيان و الخوارزمي وابن سينا وابوبكر الرازي وغيرهم الكثير عرفوا العلوم قبل أوربا بمئات السنين حين كانت أوربا تعيش في ظلام دامس لقرون عديدة هناك أيضا العديد من الابطال المسلمين الذين فتحوا البلاد وحرروا العباد من ظلم الرومان والفرس والتتار والمغول وكانت فتوحاتهم بداية لعهود جديدة أنارت الطريق للإنسانية جمعاء ونشروا تعاليم الإسلام السمحة في أرجاء المعمورة امثال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من الرعيل الاول من القادة المسلمين ثم بعد ذلك جاء صلاح الدين الايوبي فاتح القدس وسيف الدين قطز و بيبرس وهم من المماليك حكموا مصر وكانت لهم فتوحات ثم موسي بن نصير وعقبة بن نافع وطارق بن زياد وغيرهم من قادة المسلمين الذين كانت فتوحاتهم خارج حدود الوطن فاتحة خير ونماء لسكان هذه البلاد البعيدة فأنشأءواحضارات استمرت مئات السنين استطاعوا خلالها أن ينشروا العلم والسلام والإسلام في قلب أوربا ودول شرق آسيا والهند وأقاموا حضارات ضخمة وأخرجوا سكان هذه البلاد من ظلمات الجهل إلي انوار العلم فتقدمت بفضلهم هذه البلدان وبلغت قمة التقدم والتطور. فما الذي حدث لهذه الأمة وكيف تراجعت بعد كل هذه الفتوحات والنجاحات كيف تراجعت تلك الحضارة العريقة ونسي احفاد هؤلاء الأبطال والعلماء فتوحات وبطولات أجدادهم وتصارعوا فيما بينهم وتبدل الحال في أمتنا واصبحنا فتاتا مشرذمين تتكالب علينا الأمم من كل حدب وصوب وعدونا أصبح هو من يتولي أمرنا حتي عجزنا عن الدفاع عن اخوتنا واكتفي كل إقليم ودولة بحماية نفسه و مصالحه هو فقط دون إخوته وجيرانه واستطاع أعداءنا أن يفرقوا بيننا فضعفت شوكتنا وصرنا نستجدي الأعداء لمساعدتنا في أمور حياتنا وحمايتنا وهو من يمدنا بالسلاح لنتقاتل فيما بيننا وهم من فرقوا شملنا ونحن كنا من قبل من اخرجناهم من غياهب الظلام وامددناهم بالعلم والمال فقويت شوكتهم في حين تراجعت بلادنا العربيه والإسلامية وانحصر دورها وأصبحت تبكي علي ماضيها وتلعن حاضرها والحل ليس في البكاء على الماضي ولا لعن الحاضر الحل في أن نستوعب دروس التاريخ لكي تنهض أمتنا بعد سبات عميق وتنسي خلافاتها وتتكتل فيما بينها كي تستعيد قوتها فالعالم لايحترم الا الأقوياء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى