فن

محمد منير يُعيد إحياء السيرة الهلالية في أغنيته ‘يونس’ بحكاية حب وشجاعة

كتبت /جاسيكا معتز

تروي السيرة الهلالية قصة يونس، ابن سلطان بني هلال، الذي وقع في الأسر لدى الزناتي خليفة، حاكم تونس. هناك، نشأت قصة حب بينه وبين الأميرة عزيزة، ابنة الزناتي، التي تأثرت بشجاعته ووسامته بعدما سمعته من جاريتها. رغم مشاعرها، رفض يونس عرض عزيزة بالزواج منه مقابل تحريره، متمسكًا بكرامته وحب بلاده التي كانت تعاني من الفقر والجوع.

تتحول هذه العلاقة إلى ملحمة تحرر، حيث تمكن خال يونس، أبو زيد الهلالي، من تحريره مع إخوته بعد معركة طاحنة. وبعد هذه المعركة، أصبح يونس يقبل حب عزيزة، في رسالة رمزية أن الحب لا يزدهر في الأسر، بل في الحرية.

ثم جاءت أغنية “يونس” التي قدمها الفنان محمد منير، والتي أثارت إعجاب الجميع. في لقاء جمع بين الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، الفنان محمد منير، والموزع الموسيقي محمد رحيم، تم الحديث عن السيرة الهلالية وبرز اسم يونس كرمز للشجاعة والحب المعقد. قدّم رحيم فكرة موسيقية فريدة، في حين اقترح الأبنودي أن تبدأ الأغنية بمقدمة موال شعبي، ليكون النص: “جاي من بلادي البعيدة، لا زاد ولا ميه، وغربتي صحبتي بتحوم حواليا، وأنتي تقوليلي بحبك، تحبي إيه فيا”.

تُعبر هذه الكلمات عن مأسات يونس وعزيزة، ويعكس الشطر الأخير مشاعر يونس المعذبة. وقد تميزت الأغنية بتوزيع موسيقي رائع من أسامة الهندي، واستخدام آلة الربابة التي تميز التراث الشعبي.

كانت الأغنية بمثابة رحلة موسيقية تجمع بين الأصالة والحداثة، لتصبح واحدة من أبرز أعمال محمد منير. وفي لقاء تلفزيوني، كشف الأبنودي أنه نادرًا ما كان يكتب الأغاني في تلك الفترة، لكن “يونس” كانت بمثابة هدية لهما، مُعتبرًا إياها من أجمل ما غنى منير.

هكذا، تبقى أغنية “يونس” نموذجًا رائعًا لشراكة فنية بين الأبنودي ومنير، حيث نقلت السيرة الهلالية إلى قالب موسيقي حديث، وأعادت تقديم قصة حب وشجاعة بأبعاد جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى