مقالات

الذكاء الإصطناعى ودوره فى المجال الاثرى بقلم الدكتورة/ منار إبراهيم عرفة

يعتبر الذكاء الإصطناعى أحد التطورات التكنولوجية الحديثة التى تساهم بشكل كبير فى شتى المجالات ، ويعتمد على  إدخال بيانات ومعلومات تساهم فى صنع صورة قريبة من الواقع ،  وكلما توفرت هذه البيانات بشكل صحيح وبكمية وفيرة ، ودقة  عالية وصحيحة كلما كانت النتائج أدق وأقرب الى الواقع ، بحيث تكون هذه التكنولوجيا قادرة على إعادة بناء واقع تخيلى يحاكى الواقع الحقيقى للقصة او الرواية او الحدث ، وفى حقيقة الامر استفادت كل المجالات من هذه التقنية الحديثة .

ونظرا لقدرة هذا البرنامج على إعادة بناء صورة تخيلية تحاكى الواقع  فيعد هذا افضل البرامج التى تساهم فى مجال العمل الأثرى ، حيث يتم مد هذا البرنامج بمعلومات دقيقه عن الاثر وكذلك المواقع والاماكن الاثرية التى لم يتيح لنا رؤيتها على الواقع ولكن تم جمع معلومات عنها عن طريق التنقيب الاثرى ،  فعند جمع هذه المعلومات بكل دقة ، يتم تقديمها للذكاء الاصطناعى ويكون قادر على إعادة بناءها وتكون محاكاه للواقع الذى لم نتمكن من معاصرته .

وبفضل الذكاء الاصطناعي، استطعنا أن نحافظ على الحضارة ، ونرى صورا تحاكي الواقع بشكل كبير، أن العلم حاول عبر وسائط مختلفة تخيّل شكل الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية القديمة منذ انتهاء عصر الحضارة الفرعونية إلى عصر الذكاء الاصطناعي، قامت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بتزويد ميزة لنقل أقرب وأدق صورة لهذه العصور.

والصور التخيلية لمصرالقديمة المنتجة من قبل الذكاء الاصطناعي “ليس لها أي صلة في الحفاظ على التراث المعماري أو الآثار”، إنما هي “صورة وهمية” تخيلها الذكاء الاصطناعي .

ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي بمصر منذ سنوات بالمشاركة مع هيئة الأبحاث الجيولوجية للكشف عن مواقع معينة، وبدأ استخدام هذه التقنية كالمسح الجيولوجي ثلاثي الأبعاد لبعض المناطق الأثرية لإكتشاف الأصول لصور المواقع و”ليس استنساخ الشكل الطبيعي لها”.

وهناك دور فعال ايضا لتقنية الذكاء الإصطناعى فى المجال الاثرى وهو إستخدامه والإستفاده منه فى مجال العرض المتحفى حيث تعتمد طرق العرض الجديدة على التكنولوجيا في توظيف عناصر الجذب والإبهار، على غرار المتاحف العالمية الأخرى التي تستخدم تقنيات الفيديو، والهولوغرام، وتطبيقات الهواتف المحمولة في تقديم قطعها النادرة للزائرين.

وتضم مصر عدداً كبيراً من المتاحف القومية، والمتاحف الإقليمية، التي تعمل وزارة الآثار حالياً على تطويرها بشكل مختلف، للحفاظ على هوية كل منها في إطار استراتيجية متكاملة لتطوير طرق عرض القطع الأثرية بالمتاحف المصرية

إن «طريقة عرض القطع الأثرية اختلفت مع تطور الزمن، ففي العقود السابقة كان الأثري يتولى ترتيب القطع الأثرية، وفقاً لرؤيته… بحسب الترتيب الزمني ، أو وفقاً للموضوع والقصة ، لكن اليوم أصبح الأثري يتعاون مع مصمم العرض المتحفي للوصول إلى أفضل طريقة، فبينما يقوم الأثري باختيار القطع الأثرية المناسبة للمتحف، يتولى المصمم وضعها في السياق المطلوب بنفسه، وأصبح العرض المتحفي يركز على الفكرة أو القصة التي ينبغي للمتحف أن يرويها، بهدف التأثير في الزائر».

ويمكن الاستفادة من تقنية الذكاء الإصطناعى من خلال تذويده بالمعلومات الكافية عن الاثر وتعرض على شاشات عرض ،ويقوم الزائر بالإستماع الى المعلومات بصوت وصورة تحاكى شكل الأثر ،على سيبل المثال لو كان المعروض تمثالا فيرى الزائر التمثال يقوم بعرض المعلومات عن نفسة وكأنه يحكى لنا ما تم بالماضى  

والسياسة الجديدة في تغيير سيناريو العرض المتحفي للمتحف المصري الكبير، فلم يعد هناك اهتمام بعدد الآثار المعروضة، بقدر الاهتمام بقيمتها والقصة التي ترويها.

بقلم د/ منار ابراهيم عرفة  

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى