أخبار عالمية

احتمال قائم.. صراع عالمي مدمر على أبواب «كالينينغراد»

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى


 
تتصارع اتهامات متبادلة بين الغرب وبولندا وليتوانيا من جانب، وبين روسيا وبيلاروسيا من جانب آخر. الطرف الأول يتهم قوات «فاغنر» الموجودة في بيلاروسيا، بأنها تدرب قوات الجيش البيلاروسي على عمليات «كوماندوز» قد تشن على الحدود مع بولندا وليتوانيا.. وبينما تتهم موسكو بولندا وليتوانيا، وخلفهما الولايات المتحدة، بالحشد لشن هجوم عبر بيلاروسيا لمهاجمة القوات الروسية في شرق أوكرانيا.
 
أما في واشنطن وبروكسل فأوساط الدفاع والأمن القومي بدأت استشاراتها شبه العلنية حول احتمالية شن عمليات عبر حدود الناتو، فذلك سيحرك «أوتوماتيكياًۚ البند الخامس من التحالف الأطلسي، ويعني تدخلاً عسكرياً مباشراً لـ«الناتو» ضد روسيا في ما قد يتحول لحرب عالمية».
 
 
الاتهامات المتبادلة بين الكرملين ووارسو، ومن خلفها بروكسل وواشنطن، تلقفتها الأوساط التي تحاول أن ترى ما هو أبعد وأكثر رمادية مما يقال في العلن، ويرى الخبير الاستراتيجي والسياسي الأميركي، د.وليد فارس، الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، أن الصراع الحقيقي المدمر، وحسب القراءة التاريخية للصراعات القومية والجغرافية بين الطرفين، إذا بدأ سيكون في منطقة «كالينينغراد»، وبخاصة بين روسيا وبولندا، وقد تتحول إلى أكبر فتيل لصراع مدمر لا يمكن إيقافه إذا بدأ، هي المقاطعة الواقعة بين بولندا وليتوانيا على بحر البلطيق ، والمعزولة جغرافياً عن الأراضي الروسية الوطنية شرقاً.
 
 
 
هذه المقاطعة الروسية المعزولة بين عضوين في الحلف الأطلسي، لا يمكن للروس أن يصلوا إليها براً إلا عبر خط الحدود البولندية – الليتوانية الذي يمتد من غرب أوكرانيا.
 
نذر الحرب.. الصراع حول مستقبل كالينينغرادويقول وليد فارس ـ كبير الباحثين في «هيئة الدفاع عن الديمقراطيات» في الولايات المتحدة الأميركية، والأستاذ في جامعة الدفاع الوطنية: استنادا إلى التقارير الميدانية وقراءة الخرائط الجيوسياسية، فالمعادلة الأعمق لسيناريو حرب محتملة جديدة شمال أوكرانيا، لن يعود إلى أسباب أوكرانية أو مالية نفعية، بل إلى ملف جغرافي – تاريخي غارق بين الدولة الروسية والدولة البولندية، وهو الصراع حول مستقبل كالينينغراد.
 
 
الكرملين والمخططون الاستراتيجيون الروس قلقون من قيام بولندا وليتوانيا اللتين «تحاصران» كالينينغراد جغرافياً بـ «اجتياح» المقاطعة في عملية خاطفة إذا اندلعت حرب بين الدولتين من ناحية، وبين بيلاروسيا وروسيا من ناحية ثانية. وفي الوقت نفسه، للمفارقة، تخشى بولندا وليتوانيا أن روسيا هي التي تخطط لهجوم خارق عبر حدود الدولتين لتربط بيلاروسيا بكالينينغراد، كما حصل في القرم عام 2014 وفي أوكرانيا عام 2022.
الاشتباك ينتهي بحرب شرق أوروبية ثانية تمتد شرقاً وغرباً
 
وأضاف فارس في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: إن الكرملين أرسل مجموعة «فاغنر» وقائدها إلى بيلاروس لتدريب جيش مينسك، وباتت قوات «فاغنر» على مقربة من نقطة الحدود المقابلة لكالينينغراد.
 
القوات البولندية، تقابلها الوحدات الليتوانية، تقترب من وجود «فاغنر» ضمن الأراضي البيلاروسية. وارسو تسلمت دبابات وطائرات أميركية، وعلى أراضيها تنتشر قوات أميركية ثقيلة. القيادة الروسية داخل كالينينغراد تمتلك أسلحة نووية تكتيكية. الأسطولان الروسي والأطلسي يوجدان في بحر البلطيق، لذا فأي اشتباك بين «فاغنر» أو قوات روسية على حدود بولندا مع وحدات أطلسية قد يؤدي إلى حرب شرق أوروبية ثانية ستمتد نارها إلى آلاف الكيلومترات شرقاً وغرباً.
 
«كالينينغراد׃ هي الاسم الذي يجب ألا يزج في الأخبار، لأنه إذا بدأت حربها لن يعرف أحد كيف تنتهي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى