مقالات

كن لها رجلاً تكن لك امرأة

 

بقلم. الدكتورة أمينة حسن توفيق

فالمرأة خلقت من ضلعك ليس من قدميك
كن لها رجلاً تكن لك امرأة وزوجه وأخت وام وابنة ،
الحمد لله الذي جعل لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة، هذا الزواج الذي هو نعمة من الله سبحانه وتعالى أنعم بها على عباده يحصل من ورائها منافع عظيمة ومصالح جمة’ ولولاه لوقع الناس في حرج عظيم، بل لربما هلك الجنس البشري بدون هذا الزواج، والله الذي خلق الرجل وخلق المرأة وهو أعلم بهما سبحانه وتعالى.
الزواج هو مصدر السعادة والإستقرار للإنسان، فقد خلق الله سبحانه وتعالى النساء ليكونوا شقائق الرجال، فلا يمكن للرجل أن يعيش بدون المرأة، ولا يمكن للمرأة أن تعيش بدون الرجل، قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) (سورة النحل: 80) والمعنى المراد من الآية الكريمة أنّ الاستقرار الحقيقي والسكينة لا يكون إلا بحياة زوجية قائمة على المودة والمحبة.
فالله سبحانه وتعالى خلق آدم ثم جعل من ضلعه زوجًا له حتى تكون له الذرية فيقوم بخلافة الأرض وعمارتها، ولا يتحقق ذلك إلا بالزواج، إذ كيف يحصل التكاثر والذرية المسلمة التي ستحقق العبادة لله سبحانه وتعالى دون وجود رابط إسلامي قائم بالزواج بين الرجل والمرأة.
فحس الاسلام في الزواج علي حسن المعاشرة بين الزوجين: فالحياة الزوجية قائمة على رباط المحبة والألفة، والسكينة والمودة، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الرّوم : 21]. التشاور والتعاون في مسؤوليات البيت: منها تربية الأبناء، فقد كان الحبيب المصطفى يقول: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي) [صحيح]. إكرام أهل الزوج أو الزوجة: بمعنى أن نرفع شعاراً يقول أهلك أهلي وأهلي أهلك. الرضا والقناعة: وذلك بالرضا عن الموجود وعدم النظر إلى أصغر الأمور وغير المهمة. الاجتهاد معاً في المداومة على الطاعة والعبادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (إذا أيقظَ الرَّجلُ أَهلَهُ منَ اللَّيلِ فصلَّيا أو صلَّى رَكعتينِ جميعًا كتبا في الذَّاكرينَ والذَّاكراتِ)
فليست كل امرأة يمكن استبدالها بأخرى ؟ هناك إمرأة لو ضاعت منك وفرطت بها فلن تجد من يشبهها سوف تمضي بقية حياتك تجمع بقايا صورتها من ألف إمرأة أخرى لكنك لن تتمكن من جمعها لتعوض غيابها.
ان النساء قلوبهن أمانةً فكن لآمانتها حافظاً.. ورفقا بقلب صدق بك وصدقك.. وآمن بأمانه بين يديك
كن لها رجلا وليس رجلا عليها فالانثي تحتاج الي الصدق والصراحة فالتعامل بكل المقاييس فنحن لسنا في ( زمن سي السيد وأمينة ) ولا نحن في زمن السيطرة ، لذلك يجب احترام الأنثي لشخصها ولعقلها وعدم الاستهانة بها وبمشاعرها وقلبها فالمرأة هي الأم والزوجة والأخت
والابنة .
فالأنثى هي الرقة والحنان والعطف والأمان فعندما تحب فلابد أن تحب بعقلها وقلبها وكل احاسيسها فهي تحب كل من أيقظ فيها مشاعرها الجميلة وتعامل معاها بذكاء وتقرب لها بالشكل الصحيح طبقا لعقل كل أمرأة، لأن المرأة تميل للشخص الذي تشعر معه بالأمان والحنان والاهتمام لشخصها وعقلها وقلبها وليس جسدها فقط.
المرأة تميل للرجل الذي يغنيها عن العالم فهى تعتبره العالم الخاص بها .
فهل يجوز بعد كل ذلك ينظر الرجل للمرأة أو الأنثي بأنها لا شيء مع أنه
قال النبي ﷺ: ( استوصوا بالنساء خيراً) رواه الشيخان في الصحيح .
كما قيل بأن وراء كل رجل عظيم امرأة ، اي أن كل رجل ناجح تكون وراءه امرأة تشجعة وتحفزه علي طموحاتة ونجاحة ، كما تكون له سند وضهر، بعد كل ذلك تكون لها رجل وليس عليها . فالرجوله أفعال لا أقوال ، والرجولة أن تكون لها الاب عند حاجتها للامان والحنان والسلام الداخلي، وأن تكون الزوج الحامي والسند والمحب والعاشق و أن تكون الصديق لها فى أن تسمعها و تدعمها بحيث يكون رأيها مهماً لك ورأيك لها مهم بالأقناع والاستماع وأن تتخلى عن بعض العادات البالية في مجتمعنا الشرقى التي تقلل من شأن المرأة لمجرد فقط أن ينتصر داخل الرجل حب السيطرة ليس لشئ إلا لاستمتاع بدور “الرجل الذي يٌطاع بلا نقاشً اواستماع فمخطئ من يظن أنه عندما يلعب دور الرجل المتصلب الرأي فإن بذلك ستكون له زوجته رهن إشارته ولكن محظوظا من بني بينه وبين زوجته جسراً من المحبة والتراحم والتفاهم وأن تقوم علاقتهما علي الاستماع والإقناع فالزواج ليس حربا بين الطرفين ومن تكون له السيطرة علي الآخر فالزواج حب ومودة وتراحم والرجل يكون سندا واقياً لها ومأمناً لها وداعماً ومشجعا لأحلامها وطموحاتها هو ذلك الرجل الذي يستحق لقب رجل.
إنْ لــمْ تـــســتــطـِــعْ احــْــتـــرام المـــــرأة ، فــدعــها لــمــن هــــو أكثر رجـَــوله مـِــنـْــك فإذا أحببت فتاة وانت تعلم انها لن تكون لك فاحتفظ بحبك في قلبك حتى لا تعاني ألم الفراق
وأخيراً كن لها رجلاً تكن لك انثي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى