فلسطيني يؤذن فوق أنقاض مسجد في غزة دمره العدوان الإسرائيلي
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
وقف مؤذن شاب على لوح شديد الانحدار من الخرسانة المتشققة والقضبان المعدنية المعوجة أمام قبة مائلة بزاوية 45 درجة لرفع الآذان من فوق أنقاض مسجد تعرض للقصف في غزة.
ولا تزال المئذنة قائمة لكنها بدت غير مستقرة بعد سقوط جزء علوي منها واستقرار قاعدتها على أنقاض مسجد التوبة في خانيونس بجنوب قطاع غزة.
وتزعم إسرائيل أن حماس تقوم بإخفاء الأنفاق وصواريخ وغير ذلك من البنى التحتية في المساجد، بينما تنفي الحركة ذلك وتتهم إسرائيل باستهداف أماكن العبادة من مساجد وكنائس وتوجيه اتهامات باطلة تهدف إلى تبرير مقتل مدنيين.
وأظهرت لقطات لثلاثة مساجد في خانيونس التقطتها رويترز، يوم الأربعاء، في اليوم السادس للهدنة حجم الدمار الذي لحق بالمباني الدينية.
واختفت تماما القبة التي كانت تعلو مسجد التوبة متعدد الطوابق.
والجزء الوحيد المتبقي منها هو قاعدتها الدائرية وسطح منهار مائل حيث كان يقف المؤذن.
وفي مسجد الأنصاري بمنطقة أخرى من المدينة، أمكن رؤية كومة من سجاجيد الصلاة التي يغمرها التراب داخل غرفة مليئة بخرسانة تم سحقها حتى باتت تشبه الحصى.
وشوهد البلاط المكتوب عليه باللغة العربية والقضبان المعدنية الملتوية من فجوة بين السقف المنهار والجدران المائلة.
ويقع المسجدان في منطقتين مكتظتين بالسكان وبجوارهما مبان تشبه تلك السكنية.
وهناك مسجد ثالث، وهو مسجد الأمين محمد، لا يزال جزء من القبة الصفراء موجودا لكن مع وجود تشقق كبير في الأعلى وميل بزاوية شديدة الانحدار في الهيكل بعد انهيار أحد جوانب المبنى الموجود أسفلها.
وكان بجوار المسجد مساحة مفتوحة من الأرض الرملية حيث أقيم مخيم للنازحين ومن وراءه مبان سكنية والبحر المتوسط.
ونزح ثلثا سكان غزة ولجأ معظمهم إلى خانيونس ومناطق أخرى في جنوب القطاع بعدما أمرت إسرائيل بإخلاء شمال غزة بالكامل.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأوضاع في غزة بأنها كارثة إنسانية ملحمية.