تقاريرسياحه وآثار

المنافذ الأثرية.. مالها وماعليها

كتب نصرسلامة

تتعرض المنافذ الاثرية من وقت لاخر لحملات هجوم شديدة من اجهزة الإعلام بسبب تقاريرها عن المضبوطات وتحديد اثريتها او انها مقلدة.
تناولت وسائل الإعلام المصرية والفرنسية خلال الفترة الماضية حادث احتجاز سائحة فرنسية لمدة اسبوع تقريبا عندما اشتبه رجال الامن بمطار الاقصر في تمثال صغير كان في حقيبة يدها، حيث قررت لجنة الاثار بمطار الاقصر ان التمثال اثري ويرجع تاريخه الى 4500 سنة.
وبعد التحقيقات والرجوع لصاحب البازار الذي قام ببيع التمثال للسيدة الفرنسية واعادة عرض التمثال على لجنة عليا وفحصه بمعامل ترميم متحف الاقصر اتضح انه مقلد، و بناء علية اخلي سبيل السائحة.
هذه النوعية من القضايا تتكرر كل فترة لاسباب يمكن تداركها من جانب المجلس الاعلى للاثار.
في البداية نحدد ما هى المنافذ الاثرية وطبيعة عملها؟
المنافذ الاثرية هى جهة خاصة بادارة المنافذ والمواني المصرية، و تتبع قطاع حفظ وتسجيل الاثار بالمجلس الاعلى للاثار، وتقوم بفحص القطع المشتبه في اثريتها، و التي تعرض عليها من الاجهزة الامنية او الجمارك داخل الدوائر الجمركية بالمواني الجوية والبحرية والبرية، وتقوم ادارة المنافذ بتحديد نوعية ما يعرض عليها ان كانت اثار فعلية ام مقلدة.
وتعمل المنافذ الاثرية من خلال القانون 117 لسنة 83 لحماية الاثار، وقرار رئيس الجمهورية رقم 114 لسنة 73 الذي يختص بالقطع التراثية التي لم يمر عليها 100 سنة مثل تحف فترة اسرة محمد على.
هل الكوادر التى تعمل بالمنافذ الاثرية مؤهلة علميا للقيام بفحص مختلف القطع التي تعرض عليها؟
العاملين بالمنافذ الاثرية يجب ان يكونوا من الحاصلين علي ليسانس الاثار بمختلف تخصصاتهم ( مصري- يوناني روماني اسلامي- ترميم).
لكن في الواقع نجد ان معظم اعضاء المنافذ الاثرية بمختلف المواني الجوية والبحرية والبرية تخصصهم مصري فقط، في حين ان القطع التي تعرض عليهم يمكن ان تكون من عصور يونانية او رومانية او اسلامية.
هل يحصل اعضاء المنافذ الاثرية على اي امتيازات مادية توازي خطورة عملهم؟
لا يحصلون على اي امتيازات، بل انهم يتوجهون لعملهم في اماكن تبعد غالبا عن المدن وقد لا توجد مواصلات عامة لهذه الاماكن مما يمثل صعوبة وتكلفة مادية للانتقال اليها.
هل من السهل على اعضاء المنافذ الاثرية التفريق بين القطعة الاثرية والمقلدة من خلال المعاينة؟
من المعروف ان التماثيل الأثرية يتم تقليدها عن طريق عمل صورة طبق الأصل منها بإستخدام احجار قديمة يتم دفنها، بعد تشكيلها، فى الأرض لمدة تتراوح من ثلاثة شهور إلى ستة شهور فى ظروف معينة، ويتم دهانها ببعض المواد الكيميائية حتى يصعب اكتشافها، اوتغطية التمثال بطبقة حقيقية من الصدأ، مثل التمثال الذي اثار ازمة مؤخراً حيث جاء وصفه من لجنة المنافذ بانه عباره عن تمثال صغير من المعدن قد يكون من النحاس او البرونز لرجل جالس بدون مقعد مغطى بطبقه سميكة من الصدأ ذات اللون الاخضر والازرق وهو الصدأ الذي ينتج عن معدني النحاس والبرونز المسمى بالمالكايت.
وهذه الطرق من التزييف تمثل صعوبة وتحتاج الى وقت و مواد معينة لكشفها.

ونذكر هنا راي “غريب سنبل” رئيس الادارة المركزية لصيانة وترميم الاثار الاسبق بان المنافذ الاثريه يحتاجون إلى دورات مكثفه وعلى مستوى متقدم فى علوم المواد الاثريه ارتباطها بالحقب التاريخية المختلفه على سبيل المثال وليس الحصر فى اى حقبه تاريخيه شاع استخدام الجبس مثلا ومتى بدء استخدامه وربط ذلك بالمدرسه الفنيه ألتى ينتمى إليها القطعه محل الفحص فيه كتاب مهم جدا القليل يطع عليه وهو تكنولوجيا المواد الصناعات القديمه لالفريد لوكاس تكنولوجيا الصناعات القديمه وحدها ممكن تكون كافيه للتأكيد على عدم الاثريه وليس العكس بالاضافه الى دورات متقدمه فى الفنون الاثريه وتطور اللغات القديمه كل هذا أشياء أخرى تحتاج إلى وقت كبير والكثير إلى المال لاجازه اى أثرى فرغونى – أسلامى – ترميم للحكم على اثريه اى قطعه من عدمه فلابد من الحصول على رخصه مزاولة تلك المهنه من لجنه تضم المتخصصين فى هذا الفرع من العلوم (الكشف عن اصاله القطع الاثريه من عدمه ) للحرص على تأمين تراثنا ضد السرقه وارى إن يقوم الشخص بتاهيل نفسه ثم يتقدم للوزارة للحصول على الرخصه من اللجنه المذكوره عالية على أن يعامل ماديا بعد ذلك على إنه خبير بمرتب مجزى يعوضه عن ماتكبده من أموال طائله وتحصينه ضد النفس الاماره بالسوء، ويقترح “سنبل” على كليات الاثار عمل دبلومه تحوى كل هذه التخصصات تكون مدتها عامين على أن يجتاز الدارس الجزء النظرى فى السنه الأولى والعمل للسنه الثانيه ع إن تكون هذه السنه عبارة عن اختبارات عمليه يجتازها الدارس وكل اختبار يجتازها يأخذ درجته والرأسب يعيد الامتحان مره الثانيه واذا رسب يفصل ويعاود الدراسة مره اخرى لو رغب من السنه الأولى على أن تؤهله تلك الدبلومه لنيل رخصه خبير. 

مما سبق وللنهوض بادارة المنافذ الاثرية لتحقق هدفها وحتى تؤدي عملها بنجاح، نطرح بعض الاجراءات:
– حصول العاملين بالمنافذ الاثرية على كورس متخصص معتمد يعقبه دورات تدريبية عملية على التفريق بين القطع الاثرية والمقلدة.
– ضرورة مشاركة العاملين بالمنافذ الاثرية في بعثات الحفاير بمختلف المواقع بشكل دوري ليكتسبوا الخبرة من خلال تعاملهم مع القطع الاثرية الاصلية، وايضا لحصولهم على مكافأة البعثات مثل زملائهم من مفتشي الاثار.
– تزويد ادارات المنافذ الاثرية باحدث الاجهزة والادوات والمعدات التي تمكنهم من اداء عملهم.
– تمييزهم ماديا، ومنحهم مكافأت استثنائية في حال ضبطهم لاثار قبل تهريبها.
– ربط وحدات المنافذ الاثرية بلجان عليا من اصحاب الخبرات بالمجلس الاعلى للاثار لاستشارتهم بشكل رسمي في تحديد اثرية بعض القطع عن طريق وسائل الاتصال الحديثة.
– توفير وسائل انتقال لاعضاء المنافذ الاثرية او حصولهم على ما يوازي انتقالهم اذا لم تتوافر مواصلات عامة لمكان العمل.
– عرض تفاصيل القطع المختلفة التي يتم الاشتباه بها وضبطها بمختلف المواني على جميع فروع المنافذ الاثرية ليتعرف عليها العاملين ويكتسبوا خبرة تساعدهم في عملهم.

– تنظيم زيارات ميدانيه لورش العمل الخاصه بتصنيع التماثيل قي الأقصر علي سبيل المثال لمعرفه طرق ومراحل تصنيعها

 

التمثال المزيف قبل التنظيف
التمثال المزيف قبل التنظيف
التمثال بعد رفع طبقة الصدأ
التمثال بعد رفع طبقة الصدأ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى